النفس البشرية"
لها نزعة وطموح"
راسم العكيدي
الارض انزل لها ادم بوعد ان عمّرها واصلحها فله الجنة يعود لها... ذلك سبب النزول والذي بالاصلاح يكون سمو وصعود لكن النفس البشرية لها نزعة وطموح.
وهي ككل الاشياء في الطبيعة فيها جانب سلبي وجانب ايجابي فان نمى جانب واضمحل الاخر تحدد السلوك والى ان يتحدد فان التناقض نسيج الاشياء في الطبيعة.
فكان اول صراع بين قابيل وهابيل داخل اول عائلة وهي اول نواة للمجتمع والعالم فيما بعد والصراع كان مبني على الملكية وعي الخريطة ويحركه كره الامتياز لان الله قبل نذر هابيل ولم يقبله من قابيل.
تكاثر البشر فكانت الجماعة ومعها الصراع وبعده التقسيم والخرائط الجديدة وبالتكاثر ولد المجتمع كاكبر تجمع بشري ومعه اعلى صراعات واكثر خرائط لمساحات واسعة حتى ولد العالم والدول وخرائطها...
وبدأ الانتاج الفكري للانسان العاقل ومعه مراقبة الظواهر الطبيعية وتحويلها الى ظواهر اقتصادية فولد الانتاج المادي كخصوصية امة وملكيتها وامامها...
ولدت الاطماح وتطلب استحضار القدرات وبناء القوة للحفاظ على الانتاج المادي وعن حدوده وخرائطه وهي الدول.
لان الانتاج المادي ندرة وليس كفاية ويتواجد بمناطق ولا يظهر في غيرها ولد الصراع على الموارد بين الدول واصبح المعيار هو القوة لان الانتاج الفكري ملك البشرية والانتاج المادي ملك لامة...
فبدأت الامم تصير امبراطورية بالقوة العظمى وشنت حروب امبراطورية من اجل التوسع للوصول الى الانتاج المادي والموارد التي تسمى مصالح ونفوذ.
لان النفس البشرية تبرر افعالها وتعطي لنفسها الحق حتى ان كانت شريره فان الامبراطوريات بررت حروبها بنشر الانتاج الفكري...
وباطن فعلها هو الوصول للانتاج المادي وولدت الاديان كفكر جديد ينشر بالقوة والتوسع وامامه جماعات وامم تدافع عن قيمها وترفض التغيير بالفكر الجديد وتدافع عن مصالحها.
فكانت التبشير بالمسيحية وبعده الحروب الصلبية لنشر الفكر الجديد فتوسعت الامبراطوريات وتغيرت خرائط العالم.
فولد الاسلام وبحث عن التوسع ونشر الفكر الجديد بالغزوات والفتوحات واخذ ارث امبراطوريات كبيرة ووصل لانتاجها المادي ومواردها وتغيرت خرائط العالم.
عادت الامبراطوريات القديمة بعد ضعف دولة الاسلام وتشضيها لدويلات ولكنها عادت بالاستعمار والبحث عن موارد تحت الارض...
واكتشفت النفط كانتاج مادي ومورد طبيعي هو ارث انساني وتغيرت خرائط العالم وولدت الدول الوطنية في الشرق العربي ومعها دول الحزام الغير عربي وكان الشرق الاوسط.
وكانت الحرب العالمية الاولى وبعدها تغيرت خرائط العالم وولدت دول في اوربا بعد ان كانت امبراطوريات ثم الحرب العالمية الثانية وبعدها تقاسم المنتصرين الارث العالمي وقسموا الدول وتغيرت خرائط العالم.
وولدت دولة امريكا الطامحة لقيادة العالم كقوة عظمى ولها خرائط جديدة فهيمنت وغنمت وانشبت حروب تقسيم الدول لتسهل عليها قيادة العالم وكان فكر امريكا ومبررها للتوسع هو الديمقراطية وحقوق الانسان وباطن مبررها هو النفوذ والمصالح والانتاج المادي والموارد.
لازالت خرائط العالم تتغير بالحروب فكل حرب بعدها خرائط جديدة تتشضى بها دول لتسهل الهيمنة على العالم وقيادتها...
وتوسع مفهوم الانتاج الفكري الى العولمة والاندماج العالمي والانصهار الدولي وهي عملية بناء القوة للهيمنة على الانتاج المادي باستخدام وتوظيف الانتاج الفكري...
الذي استعارته دول بنشر الفكر السياسي كالديمقراطية والحرية ونشر الفكر الديني الجديد دون ولادة نبي بل بالمذهبية والطائفية عبر تصدير الثورة...
الذي تحول لتصدير العنف وتصدير الفوضى فولد الارهاب ليعيد العالم الى مرحلة الغزوات والفتوحات وتغيير خرائط العالم.
فكل حرب تنشب تتغير بعدها الخرائط فكل حرب تولد بثائر يبرر التوسع المادي بفكر ثوري...
وكل فجر يولد بشاعر يبحث عن انتاج فكري لكن بعد كل حرب تولد دول من رحم دولة فالحروب تغيير لخرائط العالم...
الذهاب الى مقال اخر للكاتب من هنا