أن يكون بدون رد فعل؟
راسم العكيدي
كيف يمكن ان يكون رئيس الحكومة والقائد العام للقوت المسلحة بدون رد فعل ؟
من لا يملك رد فعل لا يشعر بالتحديات ولا يمتلك حس امني ولا يمكنه تقدير المخاطر وحساب الاحتمالات ووضع المعالجات والحلول.
من لا يتعامل مع الازمات بفعل او رد فعل يغرق بالازمات وتبقى سياسته متخبطة ويصبح مشتت وسط متاهمة يعمل بعشوائية وينتظر ان يكون الخطأ افضل من الصواب بضربة حظ.
من يعترف بانه لا يندفع ولا يدفع لرد فعل فانه مستسلم للانقراض والزوال لانه لا يقدر حجم وتاثير المخاطر ويكون عرضة لكل انواعها وقد يفنى.
ان لم يكن لك رد فعل فيجب ان يكون لك فعل وتكون ادارتك سباقة ومبادرة تعتمد التخطيط المسبق قبل حدوث الازمة وباسلوب توقع الازمة وتهيئة الفعل او رد الفعل.
رد الفعل ظاهرة ملازمة للعمل المؤسساتي فالمؤسسات تستهدف بالفعل والتحدي وهي تستثمر الفعل للرد عليه وان لم ترد فهي خارج التغطية وفاقدة للمسؤولية ومتخلية عن واجباتها.
الدولة العراقية تعاني من عدم وجود رد فعل وهي مشكلتها المزمنة فوظيفة الحكومة بتمثيلها للدولة كوظيفة الدماغ للجسد وتاثيره على اعضاء الجسد وعضلاته واطرافه.
فالايعاز يأتي من الدماغ الى الجهاز العصبي المركزي ثم الى الاعصاب عن طريق الوصلة العصبية ليصل للاعضاء والعضلات والاطراف باجزاء الثانية.
ليكون رد الفعل الانعكاسي للمخاطر والافعال المضادة التي يتعرض لها الجسد وهي وظيفة فسلجية عضوية وغريزية للكائنات الحية ويتميز الانسان انه يمتلك عقل بحكمة ويختلف بتطوره عن باقي الكائنات التي تمتلك دماغ خالي من صفة الحكمة.
هذا يعني وجود تراخي وهو اسوء من الفعل او رد الفعل وله عواقب وخيمة لانه المسؤول عن الفوضى.
فرئيس الوزراء حين يعترف بانه لن يتورط بالدم العراقي ولن يدفعه طرف بفعل ليتورط بالدم العراقي ويرفض اي رد فعل فانه يتصور انه غير مسؤول عن الدم العراقي الذي يراق من قبل اطراف داخل السلطة او العملية السياسية ومن احزاب مسلحة او خارجين على القانون او من السلاح المنفلت.
لانها اطراف معروفة تمارس العنف وهو ارهاب وان تصدى للارهاب وادعى التضاد معه فهو يمثاله في السلوك والتصرف وان اختلف معه في الشكل او المعتقد فكما الحكومة مسؤولة عن دم يراق بالارهاب فهي مسؤولة عن اي دم عراقي يراق من اي طرف وباي وسيلة ومهما كانت الغاية فلا تبرر الوسيلة، ولا تتبرأ الحكومة منه بدواعي عدم التورط بالدم وعدم اللجوء لرد الفعل.
فان التخلي عن المسؤولية تورط بالدم اكثر من المجرم المخطط او المنفذ فمن يمارس فعل اراقة الدم العراقي يريد احداث نقمة ضد الحكومة ويسقطها بنظر الشعب لانها لم تحميه ولم تقم بوظيفتها وان رفض التورط برد فعل هو عجز وظيفي.