صناعة القدوة والملهم
كصناعة النجوم
القدوة والملهم قد تبدو صناعة كصناعة النجوم لكنها اكبر من صناعة فهي عملية خَلق لاستحضار النهوض والعنفوان في الروح وتهيأتها لامتلاك الرغبة وبناء القدرات للوصول الى الروح العظيمة وبناء مجتمع مثابر ومتفاني وبروح واحدة وتماسك اجتماعي فكرته الجامعة وطن.
لابد من بناء روح القدوة والملهم بصورة ان البطل روح التاريخ وليس الشهيد روح التاريخ والقدوة والملهم لابد ان يكون في مضمون البطل ولا يجب اظهاره بصورة المنكسر والمخذول والمهزوم لان ذلك يعطي انطباع بانها النهاية المأساوية التي تسقط صورة القدوة والملهم والبطل وتكسر الروح.
يجب ان يكون الملهم بطل والقدوة قوي وليس شهيد لكي يبذر روح الاصرار والعزم والانتصار والفوز وعدم الاستسلام والنهاية بالموت حتى ان كانت تضحية فهي مثار للاحباط والتراجع.
يجب ان لا نقدم الملهم شهيد والقدوة ضحية والبطل مندفع بتهور نحو مغامرة غير محسوبة النتائج وبلا عقل وتخطيط بل بطل بعقل متقد يستحضر القدرات ويبنيها لتكون النتائج مقررة وليس مقدرة لكي تكون روح التاريخ مثابرة متخمة بالحياة والتجدد.
هذه الصورة تحرض على السرقة والفساد وعدم الايمان بالنزاهة وترك العفة لانها مصدر فقر وذل وهوان وغربة وتشرد وهي لا تدفع لاتخاذ النزيه قدوة ورجل الدولة ملهم وتدفع لسقوط القيم واسقاط القدوة والملهم من الروح والتاريخ كبطل.
وهو في صورة التمكن والقدرات العالية لكنهم حين يكبرون تقدم لهم صورة اخرى متناقضة في ادب الكبار وفي الواقع بان النزيه ورجل الدولة والملهم والقدوة قد تم اهماله وعزله وهو في فاقة وعوز وتشرد...
يبني جيل انفرادي لا يبحث ليكون بطل وقدوة ولا ملهم ويسخر من هذه المفاهيم ولا يبحث عنها ولا يقلدها ولا ينقاد لها