recent
أخبار ساخنة

أم الحقائق" ملابسات حادث سقوط طائرة عدنان خيرالله.

Site Administration
الصفحة الرئيسية

في أم الحقائق كشف ملابسات حادث سقوط طائرة وزير الدفاع العراقي عدنان خيرالله  عام 1989. 

أم الحقائق" في كشف ملابسات حادث سقوط طائرة وزير الدفاع عدنان خيرالله طلفاح" نشرها لواء الشرطة الحقوقي محي الدين محمد يونس. في مدونته الشخصية. وتم تأمين اللقاء به في برنامج الدكتور حميد عبدالله  (وتلك الأيام) من على قناة اليوتيوب. وهذه الشهادة الثانية بعد شهادة الفريق الطيار الركن قيس ربيع.  

لقد تم الحصول على تقرير لجنة التحقيق حول الحادث والتي نشرها "لواء الشرطة الحقوقي محي الدين محمد يونس" أم الحقائق في كشف ملابسات حادث سقوط طائرة ومصرع المغفور له وزيرالدفاع الفريق الأول الركن عدنان خيرالله.

أم الحقائق" ملابسات حادث سقوط طائرة عدنان خيرالله.
أم الحقائق" ملابسات حادث سقوط طائرة عدنان خيرالله.

اللواء الشرطة الحقوقي محي الدين يونس يقول في هذا البحث. 

نحن عندما نتحدث عن رواية أحداث سقوط طائرة وزير الدفاع الفريق الأول الركن عدنان خير الله طلفاح ومقتله بتاريخ 5 أيار 1989. نتوخى الدقة والصدق والحقيقة في توثيق أحداثها وتفاصيل ما حدث في ذلك اليوم. حيث أثير الكثير من الأقاويل والاتهامات عن أسباب سقوط الطائرة.

فمنهم من يعتبره حادثاً مدبراً من قبل الرئيس العراقي صدام حسين بالتنسيق مع صهره حسين كامل. ومنهم من اعتبره حادثاً اعتيادياً يدخل في تصنيف القضاء والقدر. لقد كتب الكثيرون في هذا الموضوع. إلا أن أغلب ما كتب كان يشوبه عدم المصداقية من حيث تفاصيل الحادث وحقيقة أسبابه. 

وقد كنت غير مقتنع بالروايات التي تؤكد أو ترجح أسباب الحادث وتعزيه إلى:- 

  • ارتفاع شعبية المذكور في أوساط الجماهير العراقية وأوساط الجيش العراقي بشكل خاص.
  • وحصول الكثير من حالات التنافر والتقاطع بينه وبين الرئيس العراقي. 
  • الذي دبر الحادث من أجل التخلص منه وحيث أن الحقيقة لا تغطى بغربال كما يقال.

اللقاء الذي جعلني أكتب هذا المقال بعد لقائي مع رئيس المجلس التحقيقي.

فقد اسعفني الحظ في اللقاء باللواء الطيارسيف الهماوندي. الذي كان يشغل منصب مدير السلامة الجوية في قيادة طيران الجيش. باعتباره رئيس اللجنة التحقيقة للتحقيق عن كيفية وقوع الحادث فذكر لي ما يلي: 

  • بتاريخ 5-5-1989 تعرضت طائرة وزير الدفاع التي كان يقودها بنفسه إلى حادث سقوط وهي من نوع Bell-214-ST أمريكية الصنع.
  • وقد تم استدعائه من قبل قائد طيران الجيش الفريق الطيار الركن حسين الزبن للحضور الى القيادة فوراً في نفس يوم الحادث مساءً. 

حيث حضر والتقى قائد طيران الجيش ولاحظ عليه علامات عدم الارتياح والحزن وحالة نفسية متوترة وهو يبكي. ولم يكن يعلم بتفاصيل الحادث وأسباب استدعائه. إلا انه استنتج بأن هناك حدث جسيم قد وقع وفعلاً. 

بعد السماح له بالجلوس وهو يردد ((عمنا استشهد)) وطلب منه القيام باتخاذ الإجراءات اللازمة لغرض التحقيق في الحادث. باعتباره مسؤول سلامة الطيران ومن واجباته التحقيق في حوادث الطيران.

BELL-214-ST.

اترك الحديث لـ اللواء الطيار مدير السلامة الجوية ليكمل لنا سرد وقائع الحادث. 

وقائع حادث سقوط طائرة وزير الدفاع عدنان خيرالله (أم الحقائق) وفي ملابسات حوادث الطيران. وبحكم اطلاع اللواء الطيار سيف الهماوندي! الواسع والحقيقي على ما جرى عصر يوم 5 مارس 1989. ومقتل وزير الدفاع الفريق الأول الركن (عدنان خير الله طلفاح) قائلاً:- 

باشرت مهامي فوراً وطلبت من قائد طيران الجيش إبراق برقيات فورية إلى جهات معينة سأذكرها. لغرض مساعدتي في إجراءات التحقيق وكل حسب اختصاصه لإبداء الاستشارة.

وقد تألف هذا الفريق من:-

  1. "مستشارين اثنين من قيادة القوة الجوية من اختصاصي سلامة الطيران" .
  2. مستشار من ديوان وزارة الدفاع".
  3. مستشار من جهاز المخابرات" .
  4. مستشار من مديرية الاستخبارات العسكرية العامة". 
  5. مستشار من ديوان رئاسة الجمهورية ".
  6. مستشار من وحدة القنابل الغير منفلقة ".
  7. مستشار من الهندسة العسكرية. 

إضافة إلى طلبي للحضور معي في اللجنة :-

  • مدير الهندسة الجوية. 
  • ومدير التجهيز الجوي. 
  • وآمر سرب الطائرة B.
  • والمهندس الأقدم للسرب 214. 

وكان معي برفقتي المهندسين العاملين ضمن مديرية سلامة الطيران. 

طلبت حضور الجميع من خلال رسالتي في الساعة السابعة صباحاً في اليوم التالي في مطار المثنى الجوي في بغداد. طلبنا من قيادة القوة الجوية تهيئة طائرة مواصلات لنقل اللجنة والمستشارين إلى قاعدة فرناس الجوية في الموصل.
وطلبنا من آمر القاعدة تهيئة طائرتين سمتيتان من نوع Mi-17 لنقل اللجنة والمستشارين إلى مكان الحادث. وقد حددنا اليوم التالي بسبب رداءة الأجواء وعدم إمكانية الذهاب في نفس اليوم ليلاً. 

لجنة التحقيق في الحادث تنتقل الى قاعدة فرناس الموصل. 

في صباح اليوم التالي 6 مايس 1989 حضر جميع من طلب حضورهم في مطار المثنى وانطلقنا إلى قاعدة فرناس الجوية في مدينة الموصل. بعد وصولنا إلى هناك تم نقلنا مباشرة بالطائرات السمتية إلى مكان الحادث. والذي كان لا يزال الجو فيه مغبراً ومدى الرؤية ضعيف. 

علماً بأن الطيارين كانوا قد سبقونا في طلعة سابقة في الصباح الباكر. لاستطلاع موقع سقوط الطائرة مما سهل علينا الانتقال إلى الموقع بسلامة. وكانت مشاهدتي للطائرة المنكوبة قبل نزولنا من الجو ساقطة على الأرض وهي منبسطة خالية من العوارض الطبيعية. 

الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وعدنان خيرالله وزير الدفاع.

وفيما يلي نص التقرير الصادر عن اللجنة الفنية الخاصة بالحادث:- 

1- معلومات أولية:- 

طاقم الطائرة:

  1. الطيار الأول"الفريق الأول الركن عدنان خير الله طلفاح.
  2. الطيار الثاني "المقدم الطيار سمير عبد الرحمن محمد. 
الركاب هم خمسة أشخاص وهم: 
  1. "الرائد الطيار صائب نعمان مصطفى.
  2. "الفني الجوي ن.ض براد جاسم محمد صالح. 
  3. "وثلاث أفراد من حماية السيد الوزير.

معلومات عن الطائرة! بعد الرجوع إلى السجلات الفنية وصلاحية الطائرة تبين:- 

  • أن نوع الطائرة هو بيل-Bell-214-ST
  • الرقم المحلي للطائرة 5700. 
  • رقم الطائرة بالمصنع 28145. 
  • مجموع ساعات الطيران 603 ساعة و25 دقيقة منذ دخولها في الخدمة.
  • عمر المحرك الأول 603 ساعة و 25 دقيقة. 
  • عمر المحرك الثاني 746 ساعة و25 دقيقة.

تقرير الحالة الجوية ليوم الحادث:- 

التقرير الجوي الصادر من قسم الأنواء الجوية لقاعدة فرناس الجوية في الساعة 1700 من يوم 5 أيار 1989 وكما يلي:- 

  • عواصف ترابية وغبار متصاعد... 
  • الغيوم لاترى بسبب الغبار...
  • مدى الرؤيا أقل من 800 متر... 
  • الريح السطحي (عقده) 240/8...
  • الضغط الجوي 979 مليبار 734 ملم...
  •  درجة الحرارة 36 درجة مئوية...
  • الرطوبة النسبية 25% ... 

وقد أرفق التقرير بتحذير جوي صادر من الدائرة نفسها أعلاه والمنشئ في الساعة 1650 والنافذ من الساعة 1700 محلي إلى الساعة 2000 محلي من اليوم نفسه 

((عواصف ترابية وزوابع رعدية شوهدت ومتوقعة الحدوث فوق بعض أقسام المنطقة الشمالية من القطر, الرؤية أقل من 1 كم, كمية الغيوم الرعدية 1-3/8/ 750م)) 

2- وصف منطقة الحادث:- 

تقع منطقة الحادث في القسم الجنوبي من "قرية الكَوير بالقرب من الطريق العام موصل – كركوك وكذلك الطريق العام أربيل- مخمور جنوب قرية ملا قره بمسافة 1 كم... 

المنطقة عبارة عن أرض مفتوحة مستوية جرداء غير مزروعة يقطنها بعض البدو الرحل من رعاة الأغنام في بيوت شعر ولا تحتوي على أية عوارض طبيعية أو اصطناعية. 

الفريق الاول الطيار الركن عدنان خيرالله  والفريق الطيار الركن قيس ربيع.

3- ملخص الحادث:- 

أقلعت الطائرة بالساعة (1535) من يوم 5 أيار 1989 من المنطقة الشمالية لمحافظة نينوى إلى بغداد بحدود الساعة 1730... 

وحسب أقوال شهود العيان من منطقة الحادث سمع صوت طائرة سمتية أعقبها دوي ارتطام الطائرة بالأرض بالقرب منهم، وعلى أثر ذلك توجهت مجموعة من الأشخاص المدنيين رعاة غنم إلى منطقة الحادث وتم إخلاء الشهداء والجرحى منها وأخبار المراجع بالحادث. 


4- تحليل الحادث:- 

توجهت اللجنة المشكلة المكلفة بالتقصي إلى مكان الحادث وبعد فحص حطام الطائرة موقعياً والاستماع إلى أقوال شهود العيان الموجودين في المنطقة وسماع شريط التسجيل الخاص بالمكالمات في السيطرة الجوية لقاعدة فرناس وقاطع الدفاع الجوي تبين ما يأتي:- 

أ‌- ارتطام الطائرة بالأرض باتجاه 1ْ00 درجة وبزاوية انحدار تقدر بحدود 1ْ0-1ْ5 درجة وميلان إلى جهة اليسار وعزز ذلك انخلاع العجلة الامامية في منطقة الاصطدام... 

مع وجود آثار ضربات الريشة الرئيسية بالأرض من الجهة اليسرى مما أدى إلى تحطم الطائرة كلياً وانتشار الحطام لمسافة 50 متراً باتجاه الصدمة واستمرار القسم الرئيس من الطائرة بالتنطيط باتجاه 2ْ70 درجة. 

ب‌- من خلال معاينة وفحص حطام الطائرة لم يلاحظ وجود دلائل لحدوث خلل فني أو حالة اضطرارية فيها أثناء الطيران أو آثار حدوث حريق أو انفجار في الجو أو على الأرض. 

ت‌- بعد الاستماع إلى المكالمات الراديوية بين السيطرة الجوية لقاعدة فرناس وطائرة الحادث تبين أن الطائرة كانت متجهة باتجاه 160 ْ درجة ولا تنوي النزول في القاعدة وبين الطيار استمراره بالاتجاه أعلاه. 

ث‌- بعد إقلاع الطائرة من مكان الواجب بالساعة 1535 باتجاه 1ْ60 درجة بمرورعشر دقائق طلب قائد الطائرة تغيير الاتجاه إلى 9ْ0 درجة لتجنب العاصفة...

بعد مرور أربع دقائق أصبح اتجاه الطائرة 1ْ80درجة وموقعها شمال شرق الكَوير بمسافة 15 كم، وبين أنه سوف ينزل في منطقة شمال شرق مخمور بسبب سوء الأحوال الجوية... وكان الوقت المتوقع للنزول هو الساعة 1600.

وبالساعة (1726) أقلعت الطائرة مرة ثانية من منطقة النزول نفسها (أيد نزول الطائرة ومكوثها بعض شهود العيان في منطقة النزول)... 

اتصل قائد الطائرة بالقاطع لغرض الإخبار بالعودة إلى قاعدة فرناس الجوية، وفي هذه الأثناء تم إخبار القاطع من قبل سيطرة فرناس بالحالة الجوية... 

وكانت عواصف ترابية مدى الرؤية أقل من 1 كم وسرعة الريح 15-20 عقدة، تشتد في بعض الأحيان سرعتها... 

وبعد مدة من وقت الإقلاع تم الاتصال من قبل الطيار بالقاطع مخبراً بأنه سيتوجه للنزول في منطقة النزول الأولى شمال شرق مخمور... استفسر القاطع عن أسباب العودة؟ 

فبين الطيار بأن الأسباب تعود إلى رداءة الأحوال الجوية وعدم تمكنه من الاستمرار في الطيران إلى منطقة الموصل... 

وتم الإخبار أصولياً بالإجراءات المذكورة أعلاه إلى المسؤولين في مركز عمليات القاطع.

وبعد مرور دقيقتين تم اتصال القاطع بالطائرة للاستفسار منه؟ ولكنه لم يتسلم أي جواب من الطيار! فاعتقد مسيطر القاطع بأن الطائرة هبطت في المنطقة وتم أطفاء الطائرة...

وفي الساعة 1910 تم إخبار القاطع هاتفياً من قبل مركز عمليات القاطع بارتطام الطائرة المذكورة بالأرض وتحطمها. 

5- الاستنتاجات:- 

إشارة إلى ما ورد أعلاه يتضح بأن سبب الحادث هو دخول الطائرة بوضعية غير اعتيادية UN Usual Position بسبب رداءة الأحوال الجوية وانخفاض مدى الرؤية المصحوبة بعواصف ترابية... 

وكما جاء في تقارير الأنواء الجوية وأقوال شهود العيان مما أفقد طاقمها السيطرة عليها وأدى إلى ارتطام الطائرة بالأرض وبسرعة عالية وزاوية انحدار شديدة مع ميلان إلى جهة اليسار~ انتهى التقرير الرسمي. 

لقد تم إيصال هذا التقرير إلى رئيس الجمهورية وفي نفس يوم صدوره من قبل اللجنة...

ولاحقاً قامت لجنة سلامة الطيران في قيادة طيران الجيش بإرسال نسخة من هذا التقرير إلى ديوان رئاسة الجمهورية... 

وبعد إطلاع رئيس الجمهورية عليه وما جاء فيه من معلومات حول الحادث ومقترحات لتفادي مثل هذه الحوادث مستقبلاً... 

أعيد لي التقرير باعتباري رئيس اللجنة مع تعليقه وتأييده وبالقلم الأحمر شاكراً الجهود التي بذلت في إعداد التقرير ووافق على جميع ما ورد فيه من حقائق ومقترحات مستقبلية لعدم تكرار مثل هذه الحوادث. 

بعد انتهاء اللواء الطيار مدير سلامة الطيران ورئيس المجلس التحقيقي من سرد أحداث هذه الواقعة والتي أدت إلى مقتل وزير الدفاع الفريق الأول الركن عدنان خير الله طلفاح يوم 5 أيار 1989... 

شكرناه على هذه المعلومات القيمة والتي عززت من قناعتي الشخصية في كون الحادث كان حادثاً اعتيادياً يدخل ضمن حوادث القضاء والقدر والظروف الجوية في ذلك اليوم...

حيث العواصف الترابية الشديدة وانخفاض مدى الرؤية بشكل كبير أدى إلى صعوبة تمكن قائد الطائرة وزير الدفاع الفريق الأول الركن عدنان خير الله طلفاح من السيطرة على قيادة الطائرة, 

لاسيما وأنه كان على دراية بالقيادة لكنه لم يكن يمتلك خبرة كبيرة في قيادة الطائرات السمتية في هذه الأجواء... 

إنني استبعد الباعث الجنائي في سقوط الطائرة بالاستناد إلى قرار اللجنة. 



بعد أن ذكرنا التفاصيل الأساسية لهذا الحادث... كلنا أمل في كوننا قد استطعنا في كشف ملابسات أحداثه وأسبابه الحقيقية بعيداً عن قناعاتنا المستندة على موقفنا ووجهة نظرنا حول أشخاصها… 

وكما يقول الإمام الشافعي:- 
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ                              
                وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا 
<< سابق... مقال اخر نفس الموضوع ... لاحق >>
google-playkhamsatmostaqltradent