recent
أخبار ساخنة

صنع القرار" بين السياسة والدين العلمانية

Site Administration
الصفحة الرئيسية

صنع القرار بين 

السياسة والدين العلمانية


الاستاذ راسم العكيدي

ان كنت واعياً لابسط اهدافك فلا حاجة لك بمتدين يفسر لك اصول دينك ولست بحاجة الى سياسي يعلمك صنع قرارك ولا علماني يفلسف المفاهيم بين الدين والسياسة.  

هدف كل انسان ان يعيش مراحل حياته كما تتطلب ابسط مفاهيم الحياة فهو يولد على دينه ويتعلم ويدرس وياخذ شهادة علمية ومعها مؤهل علمي من التخصص ومؤهل علمي من التجربة فيكون له هدف ان يبني اسرة يعيلها من عمل حر او وظيفة في دولة حقوق وواجبات. 

لكن اهل الدين عقدوا بساطة وفطرة الدين لكي يجبروا الفرد على التمسك بتفسيراتهم المتباينة للشرع وصوروا له انهم وحدهم من يحددوا له اتجاه دينه وان نحى منحى بعيد عنهم ضل وتاه وكفر وخسر الدنيا والاخرة. 

اهل السياسة الغوا مفهوم الدولة وثبتوا الاتجاه ببوصلة السياسة لكي يبقى الفرد متمسك باطراف ثيابهم يبحث عن ادنى متطلباته ليتاجروا بها ويحولوا الفرد الى صوت في صناديق انتخاباتهم. 

العلمانيون احدثوا جدل متاخر حول مفهوم الفصل بين الدين والسياسة وعدله الليبراليون الى مفهوم الفصل بين الدين والدولة باعتبارات الدولة المدنية الحديثة التي تبنى الحياة على منطق العقل والقانون لا على الدين الذي يتم وضعه في مكانه الصحيح كفكر في الضمير لينعكس على السلوك بمفاهيم الحق والخير والعدالة لينتج اخلاق وبشر سوي. 

المشكلة اساسها التغيير ونمطه واهدافه ووسائله فقد بدأ بفكر الدين ليبني الانسان الحر في امة وتوسع ليشمل البشرية دون تحديد للهدف النهائي... 

فاخذ كل مساحة العالم ليتحول لصراع اديان وامبراطوريات تضعف امام امبراطوريات ناشئة شابة تقوى وفي تبادلية الضعف والقوة... 

كان الاضمحلال والعودة للوجود مرة اخرى ليستمر الصراع واصله مادي على الانتاج المادي والموارد والموقع الجغرافي والموارد البشرية لتسخيرها لاهداف قوى الصراع. 

فاهل الدين لا يعتقدوا وفق ايمانهم بمرحلة الدولة بل امة وفق دين واهل السياسة يؤمنون بالثورة يقودوها ويستأثروا بالحكم وعلمانيون يؤمنوا بالتغيير لبناء الانسان وفق مقومات طبيعية للحياة واليبراليون يسعون لبناء الدولة الوطنية بعيد عن الهوية الطائفية والعنصرية وبانظمة حكم ديمقراطية. 
لكنهم جميعاً لم ينقلوا لمرحلة الدولة فاهل الدين وقفوا عند تجربتهم الاسلامية وهيمنوا على الموارد باسم الدين ولم ينتقلوا لمرحلة الدولة لانها تنهي تجربتهم وتعيدهم الى مواضع الدين. 
اهل السياسة تسمروا عند مرحلة الثورة ولم ينتقلوا لمرحلة الدولة لانها تفقدهم القيادة والحكم. 
العلمانيون خلقوا جدل التغيير وشكله بفصل الدولة عن السياسة فدفعوا اهل السياسة ليتحالفوا مع اهل الدين ضد مفهوم الدولة. 
الليبراليون صنعوا نموذج هجين متباين للدولة لا يصلح لكل الشعوب وفصلوه على مقياس دولهم وبشرط قيم الديمقراطية والحرية. 
يبقى الحل متمثل بالانسان والدولة بابسط مفهوم فلكل انسان هدف بمراحل عمرية والهدف الجامع للمجتمع هو الدولة وفق اديان تتعايش ومفاهيم سياسية وطنية وقومية تتبارى وتتنافس على التجربة والتطبيق لتكسب الانسان فعلاً وعملاً ويبقى البقاء للاصلح الاقوى بالعقل والفكر والمنطق والانتاج وبالتنمية لبناء الدولة والانسان.
<<  السابق   مقال اخر للكاتب التالي >>
google-playkhamsatmostaqltradent