قصف اربيل بالطائرات المسيرة"
هل هو خرق للسيادة
هل تأكد الحاجة لبقاء قوات اجنبية في العراق مما حصل في قصف أربيل بالطائرات المسيرة وهل يعتبر خرق للسيادة؟
كان واضحا ان ما حدث في ليلة الأربعاء الماضي، استهدافاً ارهابياً متعمداً وواضحاً للسيادة العراقية.
نفذ بمسيرات تحتاج إلى توجيه عالي المستوى من التقنية، وهذه قدرات جديدة لا يمكن ان تمتلكها مجاميع مسلحة.
هي خبر تتيسر لبعض الدول المجاورة مثل إيران التي تستخدمها في اليمن! وتركيا التي استخدمت هكذا نوع من الطائرات المسلحة الانتحارية في المعركة بين أرمينيا وأذربيجان.
قد تكون إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي واجهت هذه المشكلة، ووجدت الحل لها من خلال منظومة (القبة الحديدية) التي تستخدمها الولايات المتحدة أيضاً.
قد يسأل البعض لماذا لم يستطع الدفاع الجوي العراقي او الاقليم إسقاط هذه المسيرة، وهو سؤال منطقي، ولكن الإجابة عليه هي:-
*إجابة عن مشكلة تواجهها الدول الكبرى حالياً، تحاول هذه الدول ان تصل لحل لها؟
فهذه المسيرات رخيصة الثمن لا تكافئ في الثمن أسلحة الدفاع الجوي، والمشكلة هي كشف هذه الأهداف.
معظم الرادارات تعمل على كشف الهدف من خلال الأشعة الكهرومغناطيسية التي يطلقها جهاز الرادار، والتي تنعكس عن الهدف ويلتقطها الرادار.
هذه الموجة المرتدة تعتمد شدتها على تصميم الهدف حجمه وسرعته، ونوعية المواد التي بني منها الهدف، واخيرا خط طيران الهدف عن الرادار.
تيسر أسطح كبيرة تعكس الموجة الرادارية يزيد من وضوح الهدف، أحد المتطلبات المطلوبة في الطائرات المدنية، الحجم الكبير يعني بصمة رادارية واضحة.
المعادن تعكس الموجة الرادارية بسهولة، نوعية الطلاء المستخدمة تساعد على ذلك، وسرعة الهدف.
الأهداف البطيئة عادة لا تكشفها رادارات الكشف المبكر، وتحتاج الى رادارات من نوعية أخرى غالبا ما تكون قصيرة المدى.
المسيرات لاتعكس الموجة الرادارية لانها صغيرة وبطيئة وتبنى من الفايبر كلاس غالباً، وتطلي بأصباغ لا تعكس الموجة الرادارية، وبالتالي نحن أمام معضلة فنية توضحت بشدة منذ معركة الموصل.
ربما يسأل البعض ما الحل؟
هناك مشكلة (الكلفة/ التأثير)، ثمن المسيرة لا يوازي سعر قذائف الدفاع الجوي، وهذه التساؤلات تم مناقشتها في الكونجرس الأمريكي على حالة أخرى عندما كانت المقاتلات الامريكية، وطائرات التحالف تستخدم قذائف باهظة الثمن على عجلات لا تزيد اقيامها عن 10000 دولار أمريكي.
هذه الحالة تضخمت الآن، وخصوصا بعد ان استخدمت هذه المسيرات ضد أهداف لشركة أرامكو التي اقيامها تصل لمليارات الدولارات بالاضافة الى احتمالية ان تحدث أزمة طاقة.
لذلك تعمل شركات السلاح الكبرى ان تجد حلا لهذه المشكلة، بمواصفات سلاح بسيط رخيص سهل الاستخدام بكثافة نارية كبيرة، بالمقابل لحد الان لم يتم التوصل إلى حل لمشكلة كشف هذه الوسائط...
وربما تكون مبادئ استخدام رادارات الطرق التي ترصد السيارات حل معقول لهذه المشكلة، ولكن هذه الرادارات قصيرة المدى...
وفي حالتنا نحتاج الى فترة انذار تسمح للدفاع الجوي ان يتهأ؟
ان محاولة الضغط لإخراج القوات الاجنبية قدمت صورة واضحة عن الحاجة الى هكذا تواجد، فهذه الخبرة لابد انها زادت من خبرات قوى الإرهاب التقليدية مثل (داعش) ايضاً.
من الواضح ان هناك حل سياسي أمني، ولكن ذلك لا ينفي ان هناك حالة جديدة يجب ان تتيسر وسائط لمعالجتها.
<< سابق موضوع اخر لاحق>>