قصيدة
ذكريات الطفولة
الشاعر السوري ابراهيم رحمون....ابو عازار
قصيدة ذكريات الطفولة من البحر الطويل
---------------------------
سقى الله ربعا في مِرِعْيانَ نائيا
بزخات مزن من غيوم عواليا
ذكريات الطفولة
ذكرتُ وفي قلب المغرّب لوعة
إلى دار اهلي كم حننت تلاقيا
ذكريات الطفولة
كروم كما الجنات هبّ نسيمها
على نبض قلب قد تنهّد باكيا
ذكريات الطفولة
الا ليت ايام الصبابة أُرجِعَت
وفي كل ركن قد بسطت ردائيا
ذكريات الطفولة
وبي من جموح الشوق أيّةُ لوعة
وما غبت عنها أستثيرُ التناجيا
ذكريات الطفولة
لحا الله عهدا في الربوع قضيته
وما بين أهلي والنجوم رفاقيا
ذكريات الطفولة
فيا سارياً بالشوق عرّجَ بالمنى
على دار صبحي لو قرأت كتابيا
ذكريات الطفولة
فكم كانت الأيام تجمع شملنا
ومن شجرة الرمان طاب غذائيا
ذكريات الطفولة
بنسم مع الإصباح ينعش نفحُهُ
لأغصان فل بالمياسم شاذيا
ذكريات الطفولة
ومن حيث لاندري السعادة أمطرت
وفي اهل حيِّ ما نظرتَ تآخيا
ذكريات الطفولة
وكنا إذا مالليل مدّ جناحه
لنا جمع خلّان يفيض امانيا
ذكريات الطفولة
يحف بنا غصن العريش مخيّماٌ
تدلّت به عذب القطوف دوانيا
ذكريات الطفولة
وكم كنت أهوى للبقاء بركنها
إلى حين موتي لا افارق داريا
ذكريات الطفولة
خطاطيف هجر قد جذبن مراكبي
فأمسيت في ليل التغرُّب ثاويا
ذكريات الطفولة
تذوب على ذكرى الأحبة مهجتي
على غصن آه قد نظمت رثائيا
ذكريات الطفولة
فيا دُرّ شعر والدموع مداده
تهامى على كفِّ الصبابة زاكيا
ذكريات الطفولة
لعمري إذا الأيّام فُكّ لثامها
وعن وقع حتف قد تقرّب دانيا
ذكريات الطفولة
فلا كان منجى من دوائرهِ القضى
وما خُطّ في تِلك الصحائف ماضيا
ذكريات الطفولة
إلى الله اشكو مالقيت بفرقة
بها القلب يشجو قد تضرّع داعيا
ذكريات الطفولة
ولي من ظميء الشعر لذة شارب
إلى حين أُروى لا أملُّ سُقائيا
ذكريات الطفولة
حمى الله اهلا في البيادر والحمى
على جُنحِ رُحمى بالسّلامة ناديا
ذكريات الطفولة
وما زلت أذكر من ربيع طفولتي
لما كنت اقضي في رُباها الّلياليا