إشارة " مرض التوحد Autism"
تحدي واصرار
إشارة - التوحد والأصرار. ان مرض التوحد Autism تحدي واصرار وصبر.
في العوائل المغلقة على نفسها يكون المرض شيئاً مخجلاً، فيحاول أهل المريض تغطية ذلك المرض بأبعاد المريض عن الناس.
وقد يصل ذلك الأبعاد في بعض الأمراض الشديدة والنفسية حد الإقامة الجبرية وأحيانا تكون تلك الإقامة في غرفة بائسة في أنتظار الموت، وكأنّ المريض قد أختار بنفسه مرضه وليس بفعل بيئته وفي مرات كثيرة بفعل جينات وراثية من والديه.
وهناك حالات قاسية جداً حين تتخلى عائلة ما عن مريضها النفسي فتلقي به إلى الشارع في مدينة غير المدينة التي يسكنون فيها، وذلك حين يكبر المريض النفسي في غرفته -حبسه- ويكون وجوده إزعاجاً لأهله بحسب تصورهم، وحين لا يكون بمقدورهم إخفاء الأمر عن الآخرين وخاصة الجيران الفضوليين.
مرض التوحد Autism من الأمراض العصرية وهو عضوي نفسي في الوقت ذاته، وعائلة مريض التوحد تحاول في الغالب أبعاد مريضها عن محيطها الأجتماعي خجلاً وفي بعض الحالات لإبعاده عن التنمر والسخرية خاصة في الحالات التي يكرر المريض جملة ما أو حركة ما دون توقف أو حركة عينيه التي يستعيظ بها عن التواصل اللغوي.
لذلك فأن معظم العوائل التي فيها مريض بالتوحد لا تصرّح بذلك لأسباب أجتماعية في مجتمع ظالم ومغلق مثل المجتمع العراقي.
غير أنّ هناك عوائل بدرجة وعي عالية وتفهم تام لهذا المرض تحاول بالصبر التعامل مع مرض أبنائها بحكمة وأنسانية عالية، ولكن بغياب حملات توعية مؤسساتية لدمج مرضى التوحد في المجتمع عن طريق مدارس خاصة ومعلمين مختصين في التعامل النفسي مع هذا المرض.
وبغياب برامج تأهيل علمية فأن لا طريق أمام هذه العوائل الواعية غير القيام بذلك التأهيل بنفسها بمحاولات فردية تتطلب ضغطاً نفسياً عالياً ومواصلة ومطاولة كبيرة.
وفي هذا الجانب، بدأ نذير معيوف حملته الذاتية (حملة الإصرار والصبر) للتعريف بهذا المرض وكيفية التعامل مع مريض التوحد بحكم خبرته كونه أب لطفل مريض بالتوحد.
وهو ينشر بشجاعة كبيرة فيديوهات عن المرض وتحدياته وكيفية التعامل مع المريض النفسي، ويظهر جوانب مشرقة من ذكاء المريض النفسي، وفيديوهات عن كيفية دمج مريض التوحد مع محيطه وحتى كيفية مواجهته للطبيب مثل طبيب الأسنان فمريض التوحد معروف بفرط الحركة وعدم القدرة على أخضاعه للجلوس على كرسي طبيب الأسنان.
لكن نذير معيوف يقدم لنا بتجربته الشخصية إمكانية ذلك بالمحبة والتشجيع والتعامل الصبور مع المريض، وقد صارت للحملة حضوراً لدى عوائل مرضى التوحد، وتشجيعاً كبيراً منهم لشجاعته، وهي حملة تحتاج إلى دعم إعلامي من الصحف والقنوات التلفزيونية لما تحمل من جوانب أنسانية نبيلة.
تحية كبيرة لكل أب لا يخجل من مرض أبنائه، وتحية لكل أب يفتخر بأبنائه ويقدمهم للمجتمع بكل محبة ودعم ويكونون معهم في ساعات مواجهة الحياة وتعرفهم عليها في بداياتهم الصعبة، ففي تلك البدايات أجمل الذكريات التي ستظل هي الباقية من رحلة حياة حافلة بكل الصعوبات والتحديات