recent
أخبار ساخنة

قراءة في كتاب " حرب احتلال العراق" الاعتداءات الامريكية "تداعيات الغزو الامريكي البريطاني للعراق 2003 والقانون الدولي/ الجزء العاشر

Site Administration
الصفحة الرئيسية

قراءة في كتاب 
حرب احتلال العراق

الجزء العاشر

تداعيات الغزو الامريكي البريطاني للعراق 2003 والقانون الدولي

الذكرى الثامنة عشرة لحرب احتلال العراق- الحلقة/10

اللواء الطيار الركن الدكتور
علــــــوان حسون العبوسي

تداعيات الغزو الامريكي البريطاني للعراق 2003 والقانون الدولي حلقة / 10...

في الفترة 7-19/ 3/ 2003 عقد مجلس الامن ثلاث جلسات اخضع فيها أعمال فرق التفتيش الى مناقشات مستفيضة، وكانت اغلبية اعضاء مجلس الامن ضد الحرب. 

وترى ضرورة استمرار الامم المتحدة في عملها رغم المحاولات المحمومة التي بذلتها الولايات المتحدة وبريطانيا جر الدول وإرغامها على اصدار قرار يخول استخدام القوة.

في 19/ 3/ 2003 وقبل ساعات من بدء العدوان عقد مجلس الامن آخر جلسة له قدم بليكس تقريره ولم يحضر البرادعي الجلسة لكنه ارسل تقريره وحضر ممثل العراق الدائم وكوفي انان الامين العام. 

وقد تكلم اعضاء مجلس الامن الذي عارض اغلبيتهم الحرب منهم "يوشكا فيشر نائب المستشار الالماني ووزير خارجيتها، الذي ابدى رفضه الشديد للحرب مؤكداً ان الوسائل السلمية لم تستنفذ بعد ولهذا السبب ترفض المانيا الحرب بكل شدة. 

ومن بعده تحدث "دي فيلبان وزير خارجية فرنسا مبيناً اسباب رفض بلاده استخدام القوة، اما "إيغور إيفانوف وزير خارجية الاتحاد الروسي فقد اشار الى موقف بلاده الرافض استخدام القوة تجاه العراق. 
مؤكداً اننا لا نملك الا ان نعرب عن الاسف لما اقحم به من مشاكل لا صلة مباشرة لها بالقرار1441 او بقرارات الامم المتحدة الاخرى بشان العراق. 
وذلك في اللحظة التي اصبح فيها احتمال نزع سلاح العراق من خلال عمليات التفتيش اقرب الى الواقع. 

كانت آخر الكلمات لكوفي انان الذي قال:- ان هذا اليوم يوم حزين للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، واني لعلى يقين من ان ملايين الناس في شتى ارجاء العالم يشاطروننا هذا الاحساس بخيبة الامل، وان شبح الحرب الوشيكة يفزعهم أشد الفزع.

انفضت الجلسة ورفض المجلس اصدار قراراً بالحرب ولكن القنابل بدأت بعد ساعات تنهمر على بغداد ومدن اخرى.

كشفت صحيفة (ها ارتس) الاسرائيلية في تشرين الثاني /نوفمبر /2002 حول عقد عدد من الاجتماعات المهمة في واشنطن بين القيادة الاسرائيلية والولايات المتحدة الامريكية لدراسة المخططات النهائية للحرب على العراق. 

ترأس الوفد الإسرائيلي (إفرام هال يفني) والوزير (دان ميرو دور) وتراس الوفد الامريكي (ريتشارد أرميتاج) وزير الخارجية و(ستيفن هدلي) نائب مستشار الامن القومي و(بول ولفويتز) نائب وزير الدفاع وجميعهم من أبرز صقور الصهاينة في الادارة الامريكية. 

وقد خرج الوفدان بتوافق الاطراف على غزو العراق واحتلاله، اما صحيفة (أطلنط جورنال) الامريكية قالت: (ان مخطط الحرب على العراق خطط له منذ عام 2000 وقبل أحداث ايلول/سبتمبر/ 2001 وأبرز المخططين هو (بول وولفويتز) نائب وزير الدفاع وجون بولتون) وكيل وزير الخارجية وآخرين كلهم صهاينة. 

اما مبررات شن الحرب حسب وجهة النظر الامريكية والاسرائيلية هي :-
• أمن إسرائيل بالمقام الاول.
• السيطرة على منابع النفط في منطقة الخليج العربي.
• تأسيس تواجد أمريكي- صهيوني في العراق استكمالاً لمخطط الشرق الاوسط الكبير الذي سيشمل باكستان وافغانستان وايران وتركيا وكافة الدول العربية لا حكام هذا المخطط بدقه.

• ألسعي للإجهاض على أي مشروع للتوحد العربي .

• زرع نظام عميل للولايات المتحدة الامريكية في هذه المنطقة من العالم يعمل بتوجيهها ويضمن أمن إسرائيل يمكنه أكمال الحلقة المفقودة فيها.

• محاربة الدين الاسلامي الحنيف وشق الوحدة الاسلامية والعربية بالاستفادة من أيران وقيادتها للعناصر العراقية الفارة من العراق والتحالف الشيعي الكردي وقيادات (البشمركة) لتقويض دعائمه بعد بث الافكار الطائفية والعنصرية والافكار المعادية للدين الحنيف، باستغلال التطرف الذي سعى اليه بعض اطراف ما يسمى بالمعارضة ألعراقية خارج العراق .

خطط وحقائق عن الحرب ضد العراق؟

• قال الصحفي " بوب وودوارد أن وزير الخارجية الامريكي "كولن باول علم بقرار الرئيس الامريكي جورج بوش الدخول في حرب العراق بعد أن تم إبلاغ سفير المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الامير بندر بذلك بالفعل.
ومن جانبه اكد الجنرال مايرز انه عرض وثيقة سرية للغاية حول غزو العراق على الامير بندر، سعياً للحصول على دعم الرياض لواشنطن في الحرب، وقد تعهد الامير بندر بسعي السعودية حول هذا الامر. 
وقال وودوارد مؤلف كتاب خطة الهجوم في مقابلة ببرنامج في شبكة تلفزيون C.B.S أن بوش ابلغ كوندليزا رايس مستشارة الامن القومي، ونائبة ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد اولاً بقراره الدخول في الحرب في الثاني من يناير 2003. 

• في عام 1994 كان الملك فهد قد اقترح على الرئيس كلنتون عملية امريكية سعودية مشتركة للإطاحة بالرئيس صدام حسين، وكان ولي العهد الامير عبد الله- الملك لاحقاً، في اب/ اغسطس 2005 بعد وفاة الملك فهد-...

اقترح في نيسان/ابريل 2002 على الرئيس بوش إنفاق ما يصل الى مليار من الدولارات الامريكية على مثل هذه العمليات المشتركة مع وكالة الاستخبارات الامريكية. 

ويضيف السفير بندركلما التقينا نفاجأ بالمطالبة من قبل الولايات المتحدة بعرض انطباعاتنا عما يمكن عمله بشأن صدام حسين، وهذا دفعنا الى الشك بمدى جدية امريكا حول قضية تغيير النظام ولكن القناعات تغيرت اعتباراً من آذار/ مارس 2003 .
• يؤكد ناجي صبري الحديثي وزير الخارجية العراقي الاسبق بانه اقترح على الرئيس صدام حسين إعادة النظر في العلاقات مع كثير من الدول لجهة تحسين تلك العلاقات وإعادة التوازن الى الدبلوماسية العراقية. 

وقد وافق الرئيس صدام وكان اولها اللقاء مع المسؤولين الكويتيين من اجل انهاء الخلافات عبر مناقشة عدد من الملفات وبالفعل تم اللقاء مع وزير الخارجية الكويتي في القمة العربية ببيروت في 2002، وتم الاتفاق على انهاء جميع الملفات. 

لكن الولايات المتحدة قامت عبر قنواتها السرية إفشال اي تقارب عراقي كويتي لا نها لا تخدم خططها تجاه العراق لأنهاء النظام السياسي العراقي والاطاحة بالرئيس صدام حسين.

• يقول الجنرال الامريكي السابق ويسلي كلارك ~ ان الولايات المتحدة الامريكية اخذت في الاعداد للحرب ضد العراق على مدى عشر سنوات والعمل على تطوير ترسانتها العسكرية وتفادي اخطاء حرب الخليج الثانية 1990- 1991.

• يضيف ﻜﻼﺭﻙ ﺍﻥ ﻤﺒﺭﺭﺍﺕ ﻏﺯﻭ ﺍﻴﺭﺍﻥ ﺍﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﺒﺭﺭﺍﺕ ﻏﺯﻭ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﺘﻬﻡ ﺍﺩﺍﺭﺓ ﺠﻭﺭﺝ ﺒﻭﺵ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﻤﻴﺭﻜﻲ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻗﺼﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺩﻱ ﻟﻼﺭﻫﺎﺏ ﻭﺘﺒﺩﻴﺩ ﻁﺎﻗﺘﻬﺎ ﺒﻤﻬﺎﺠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﺴﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭل ﻟﻭ ﻏﺯﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻴﺭﺍﻥ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ.

• في السابع من شباط (فبراير) 2003 أرسل الرئيس المصري حسني مبارك ابنه جمال إلى واشنطن للقاء بوش، ونقل رسالة إليه تفيد بأن مصر تعتقد أن لدى صدام أفكاراً بقبول فكرة الاعتزال والنفي. 

اعتماداً على مؤشر طلب إرسال عائلته إلى مصر، وقال له إن الأردن وتركيا والسعودية منخرطة في مفاوضات مع صدام حول هذه الفكرة، وإنه يسأله أي بوش عن رأيه وهل بإمكانه أن يعطي ضماناً بأن أميركا لن تتعرض لصدام في منفاه. 
لكن ورغم تصريحات بوش ورايس قبل ذلك بشهر بأن عزل ونفي صدام قد يكون مقبولاً، فإن بوش وبعد تردد قال: إنه لن يعطي ضمانات لأي دولة بعدم التعرض لصدام.
• في مذكرات (جورج تنيت في قلب العاصفة) يذكر في الصفحة 396 ما يلي:- 
كان اول عمل قامت به الوكالة في شباط /فبراير 2002 هو احياء فرق ( CIA) في شمال العراق، وهم الضباط الذين يقيمون مع الاكراد في شمال العراق. 
عندما وصلوا في تموز/ يوليو، حيث قاموا بمساعي مضنية لتجنيد العملاء وإنشاء شبكات من الاشخاص والقبائل الراغبين في جمع البيانات والعمل ايضاً. 
كنا نريدهم تنفيذ اعمال جريئة لتحدي شرعية النظام اينما كان ذلك ممكناً، وتخريب محطات السكك الحديدية، واحداث الفوضى في عقد المواصلات، ومهاجمة مقرات قيادات حزب البعث، وابلاغ العسكريين بأعمالهم لزيادة فعاليتها. 
 لكن ذلك لم يحدث ولم يتمكن العملاء من احداث اي عمل تخريبي في عموم العراق لدقة عمل مؤسسات الدولة والمواطنين والحزب .

• مبررات اسلحة الدمار الشامل:-

لم تكن الادارة الامريكية راغبة في التشكيك بادعاء امتلاك العراق اسلحة دمار شامل، ولم تكن راغبة في اجراء حوار مع السلطات العراقية لحل المعضلة سلمياً، وقد اتخذت قرار غزو العراق ومصممة على تنفيذه. 

وقد اثبتت الوثائق قبل الحرب وبعدها عدم وجود اي نشاط عراقي في مجال اسلحة الدمار الشامل بعد حرب عام 1991. 
وقد ذكر بوش في خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ايلول (سبتمبر) 2002 (ان تحرير العراق مسالة اخلاقية عظيمة وهدف استراتيجي وان الشعب العراقي يستحق الحرية) مستخدماً هذه الحجة حين اعطى الامر الى تومي فرانكس بمهاجمة العراق.

غزوا العراق والقانون الدولي:-

ان اصرار الولايات المتحدة على غزو العراق لم يكن له أسبابه المقنعة بل كانت غير منطقية وغير صحيحة لان الازمة التي افتعلتها اكبر من تغيير نظام الرئيس صدام حسين واخطر من اتهامه بامتلاك اسلحة الدمار الشامل. 
لا نها مجرد اتهامات فقط (والمتهم بريء حتى تثبت أدانته) لكن الحملة تحمل في طياتها مستقبل انهاء النظام العالمي الذي روجت له الولايات المتحدة الامريكية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ودور القانون الدولي فيه. 
فلو رصدنا المخالفات لوجدناها تتضمن التالي :-

• حشد الجيوش الامريكية في دول الخليج العربي دون تفويض من الامم المتحدة.

• أصرار على غزو العراق دون تصريح دولي بعد ان نددت بذلك كل دول العالم عدا بريطانيا واستراليا.
• أجبار مجلس الامن من قبل الولايات المتحدة أصدار القرار 1441 وقبول العراق له عن مضض ومنه أصبح العراق مجرد متهم.
• أصرار الولايات المتحدة على تنحي رئيس دولة عربي ويقبل النفي خارج بلاده طواعية يعد سابقة خطيرة في القانون الدولي.

• أن محاكمة العراق كانت تجري في ظروف يعاني منها الشعب العراقي من آثار حصار ظالم فرض منذ 13 سنة تقريباً أوقع في صفوف شعبه نساء واطفال ومرضاه من الضحايا ما يمكن اعتباره جرائم ضد الانسانية.

• ان قبول العراق للقرار 1441 أكد تعاونه التام مع لجان التفتيش التي لم تثبت وجود اي سلاح نووي او دمار شامل مما اثار شكوك حول صحة الاتهامات الامريكية/ البريطانية بعد ان تركو اسرائيل تعربد كما تشاء وتسد الطريق على كل محاولات التسوية السلمية.

• في استطلاع للراي قامت به مجلة التايمز الامريكية لشريحة مؤلفة من 320000 الف شخص أمريكي يشير (من في رايك يمثل تهديد السلم الدولي) وكانت النتائج 7 % تشير الى كوريا الشمالية و8% تشير الى العراق و84% تشير الى الولايات المتحدة الامريكية. 

وقد جاء تقرير بليكس والبرادعي ليعززا هذا الاتجاه، كما اشار مجلس الامن انه لايرى ضرورة لا صدار قرار جديد يخول القيام بالحرب. 

اذن أمريكا وفقاً لكل هذه المعطيات وغيرها تعتبر هي الخارجة عن القانون الدولي والانساني وعن الشرعية الدولية وليس العراق.

الأساليب التي اعتمدتها الولايات المتحدة الامريكية في غزوها للعراق-:

بلا أدنى شك استفادت الولايات المتحدة الامريكية ومن تحالف معها من دروسها المتحصلة من حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء)... 

ومن الصفحة الثانية بعد مطاردتها القوات العراقية عند انسحابها من الكويت وترتيب أشراك الغوغاء في صفحة الغدر والخيانة من قبل عناصر من ايران ومن الخارجين عن القانون والهاربين لديها من العراقيين لاستكمال احتلال العراق. 

الا ان موضوع ذلك، اي احتلال العراق أجُل بأمر بوش الاب الى مرحلة لاحقة، عليه نجد استراتيجية امريكا في غزو العراق هذه المرة استخدام حشد كبير من القوات بأسلوب الحرب الخاطفة. 
التي كان للقوة الجوية الدور الكبير في أنجاحها اعتمادا على مبدأ الصدمة والترويع وجعل كل اراضي العراق بما تحويه من منشآت مدنية وعسكرية وأفراد أهدافاً لاسلحتها بكافة أنواعها بما فيها الاسلحة المحرمة دولياً مثل القنابر العنقودية والرؤوس الخارقة للدروع النووية والقنابر الفراغية ...الخ 

باستخدام أسلوب الهجوم الغير المباشر بإحاطة الهدف وتثبيته وتخطيه دون احتلاله حتى لو كلفها ذلك الكثير من القوات لذلك تم الحاق الكثير من الفرق لم يجري التخطيط لاستخدامها لشدة المقاومة التي واجهتنا جنوب العراق. 

ثم استخدام أساليب متعددة من الحرب النفسية من خلال عملائها كطابور خامس، متزامنة مع وسائل الاعلام في إظهار النتائج الجيدة فقط دون الخسائر ألتي تكبدتها أثناء صفحات المعركة. 

بلا شك لعبت دول الخليج العربي دوراً كبيرا في أنجاح الغزو للإسناد والدعم اللوجستي والمعنوي الذي قدمته هذه الدول دون تمييز. 

كما كان لدعم (البشمركة) الكردية مع قياداتهم دوراً رئيسياً آخر في تثبيت الاهداف بكركوك والموصل لحين تسليمها الى القوات الامريكية. 

بعد ان رفضت تركيا اي حشد او عبور للقوات الامريكية عبر أراضيها تجاه العراق وعدم تقديمها اي دعم عسكري ضد هذا البلد في موقف غير مسبوق في ظل الهيمنة الامريكية الجديدة.
المصادر
• ودور بوب خطة الهجوم تعريب فاضل جنكر : الناشر مكتبة العبيكان : الرياض 2004.
• ناجي صبري الحديثي : وزير الخارجية العراقي السابق : متحدثاً في برنامج ( المقابلة ) : قناة الجزيرة الفضائية في 13 / 4 / 2017.
• جورج تنيت مدير المخابرات المركزية الامريكية السابق الذي عمل مع جورج بوش الابن بكتابه ( في قلب العاصفة ) .
• الفريق الركن ياسين فليح المعيني : جيش في الذاكرة ص 440 .

<<سابق الذهاب الى جزء اخر لاحق>>
google-playkhamsatmostaqltradent