الزواج الكاثوليكي"
نهري خريسان وديالى
بقلم الاستاذ/ خوام الزرفي
نحن نؤنث ديالى ونذكر خريسان؟ حينما كنا صغاراً وفي فصل فيضان ديالى، كانت اهزوجه نرددها من غير وعي (يا خريسان شك الكاع واطلع...ديالى عرست والطبول تركع)… معناها حبيبتك ديالى وجدت عريس آخر، هل هو زواج كاثوليكي أبدي.
الفيضان ليس حالة طارئة قبل استحداث السدود وخاصه سد حمرين، إذا حدث مطر ليومين أو ثلاث يمتلأ حوض ديالى بمياه حمراء تخرج إلى البساتين وتبقى مدة ورغم ضررها من هدم الحيطان وعمل كثبان فهي تفيد بإضافة تربة غنية جديده؛ فيضان ديالى أحيانا يشبه انكسار سد مياه كبير لكثرة المياه وشدتها فهي تجرف كل شيء أمامها...
الزواج الكاثوليكي بين نهرين
التوأم خريسان وديالى لابل المغرمان ومنذ فجر الخليقة قريبان من بعضهما احيانا يقتربان من مسافة 30 متر كما هو بين قريتي ضباب وذيابه وكأنه عناق مغرم.
ديالى قليلة الفائدة لكل القرى المتشاطئه معها لانخفاض مناسيب مياهها أقل من مترين او ثلاثة وان اكثر مياهها تذهب الى نهر دجلة جنوب بغداد عندما لم يكن الناس يعرفون السقي بالواسطه (المكائن).
فائدة هذه الغنوج اللعوب للسباحة وقضاء وقت النزهه بين أشجار الصفصاف والغرب أو لصيد السمك (ب الكرفه أو الزهر) واحيانا تبريد الفواكه لوجود عيون بارده (البراده).
خريسان يسقي كل البساتين المحصوره بينه وبين عشيقته ديالى لأن مناسيب مياهه أعلى من البساتين التي هي (سلة العراق)من الرمان والحمضيات والفواكه الأخرى.
مياه نهر ديالى وخريسان العذبة:
هذان الأوليان منذ زمن الأزمان هما جنة الله ونعمة لم يخلق مثلها في بلدان العالم لنقاء مائهما وطيب اثمارها، لعبت يد الإنسان بقصد او غيره وسوء الزمان وعدم التخطيط المنظم وقساوة الطبيعه على إنهاء هذا العشق الأبدي بمرض أو اعتلال صحة المعشوقة إلى حال غريب.
يمكن أن يتحول قاع نهر ديالى إلى مقبرة هياكل الحصى والرمل واغناء ناس لاناقه لهم سوى النفوذ ليعملوا مقالع ويمكن نسمع في يوم ما تقطيع جسم الجميلة إلى إقطاعيات حديثه وتنسى حجم تلك المياه التي تشبه قمم الجبال كانت تعصف بكل شي.
انعدام الشعور بالمسؤولية او الجهل بالتخطيط أو حتى عدم إدراك الناس المتشاطئه مع هذان العاشقان وقلة الاهتمام بنظافتهما والتجاوز على حرماتهما سيأتي يوم ما ننساهم.
هذان الخالدان لو كانا في بلد آخر لكانت مياههما مقدسة؛ هل فقد الناس فهم جمال الطبيعة التي هي جمال السماء؟
معامل الحصو تغزو نهر ديالى:
وأنت تسير في بطن ديالى تشعر باغنيه حزينه مبكيه، تتذكر من مات من أهلك: ترى صورتها مشوهه رسمتها الظروف العمياء، وساهم في تلويثها الغباء، ومزقت أطرافها يد الجهل والكفر بنعمة الله.
حلم جميل على واقع مرعب ،غابت عيون الماء الباردة، لم تعد تسمع للطيور تغريده أو هديل تحت ظلال الغرب ونسمات هوائها أصبحت ساخنة؛ كانت ليال صيفه معزوفه واغنيه جميله؛ عطر اريح قداحة ووروده تحيي النفوس؛ هل التقنية والتطور العلمي أضاعت رومانسية الحياة وصفائها؟
ذكريات هذين العاشقين تورق من بقى من جيل الطيبين لانها في طريق النسيان والضياع~ هناك الف هاتف انتهى عناق الابديه وحشرجة الموت تضيق على انفاس الحبيبه ديالى العروس الولهى بغرام الخلود، هل ننساهم وهم كانوا في سكرة العز وهم يقدمان نسغ الحياة للناس.
ايتها العزيزه كان حضنك دافئا واليوم مقبرة يمتلأ حصوا ورملاً ا!
كنت قويه فيضانك يهتك حرمة الجدران والأشجار؛ أصبحت حرمتك منتهكة" طلاسم فيضانك أصبحت باهتة ولم تبقى لغزاً محيراً هل يد الشر أو سوء الزمان، ام ساهم غضب الامس وأصبحت هياكل وإطلالة بلا مسحة جمال,
كنت ليس مدلله بل مرعوبة الجناح المنايا تنام في حوضك ورحى الموت تدور في امواجك العاتية... أتتُركين الحبيب أرملة، ويفور من كثرة حزنه أم هو أيضا شاخ وعجز؟
هل يستطع أن يشك الكاع وانت عواطفك تيبست وملأ قلبك الحصى وهل انتهى العشق أو الزواج الكاثوليكي الذي استمر من فجر الخليقة إلى الآن.
ياعذاب جرحك يا خريسان يا نهر الوفاء وانت وحيدا تنظر رحيل الدنيا بعد زمان قريب.
طبول ديالى خرست؛ وانت لا تملك القوة لا تشك الكاع وهكذا هي قوانين الطبيعة.
موضوع اخر للكاتب