محور صراع الدولة واللادولة
سلطة تعدد الرؤوس
بقلم/ راسم العكيدي
صراع محور الدولة واللادولة بدأ ولن ينتهي فهناك قوى دولية وإقليمية لها أدواتها في الداخل تعمل بطريقة الأخطبوط فلها أدوات في الحكومة وأدوات في الفصائل وأدوات في العملية السياسية.
مما ادى لصناعة سلطة متعددة الرؤوس تتصارع دون حسم ودون تصادم فكلما وصل الصراع لدرجة الصدام هناك أطراف تتدخل للحفاظ على نظام يساوي الرؤوس ويعيدها لمواقعها وتأثيرها بتسوية سياسية.
- التسوية السياسية هي تستطيح للأزمة وتسطيح لبيئة النفوذ والمصالح بما يزيل ويشذب الزائد منها، لكي تتساوى الرؤوس وكل له قوته وهذا يلغي مفهوم الدولة؛ ويغذي مفهوم السلطة المتعددة الرؤوس ويؤدي الى صراعها.
- بما يخدم ويدعو لتدخل القوى الدولية والاقليمية التي تمسك بخيوط اللعبة بتوازن يمنع الانزلاق للهاوية، بتوافق الضرورة بين الشركاء الأعداء والمتنافسين ويعيد الصراع الى مرحلة صراع بين حكومة تشبه حكومة تسيير الأعمال ومحور اللادولة.
- الذي يملك القوة على الأرض، والقوة السياسية التي هي من شكلت الحكومة وتملك مصيرها وتقنن حركتها فإن خرجت ثبتتها في موقعها المطلوب والمخطط له.
- تتوالى المواجهات بين محور الدولة واللادولة كلما قربت الانتخابات ويتم تأجيلها تهدد بتأجيل الانتخابات، والتأجيل يخدم الأطراف في نوعيته.
- أن تأجيل الانتخابات يطيل من عمر الحكومة؛ وتأجيل المواجهة يضعف الحكومة ويقوي محور اللادولة التي تستعرض قوتها لتقوي نفوذها وفرصها في الانتخابات.
- لكن هذا الصراع وتأجيل المواجهة الحاسمة، أصبح يقلق قوى دولية ويخيف قوى اقليمية لان ناره قد تدفع لخروج الامور عن السيطرة ويؤدي لخسارة القوى الخارجية لمصالحها ونفوذها في العراق والمنطقة.
- ووصول النار لدول أبقت النار بحدودها ومحددات موقعها ولذلك سارعت القوى الدولية والاقليمية الى ترتيبات امنية وسياسية متعددة الأطراف الدولية وهذا مما دفع إيران الى سلوك التطويع النوعي الدقيق لوكلائها واتباعها، والتراجع عن التحشيد الكمي المترهل الذي ادى الى اختراقات في مناطق نفوذ إيران.
- إيران اعتمدت على العشرات دربتهم بشكل نوعي دقيق يصعب اختراقه لولائه الكامل وبمحددات نوع المهمة، ورشاقة التحرك، وتقنينه.
- هذا يعني تسريح الالاف من اتباع ايران وتسريح الوكلاء، له اسلوبه بما لا يؤدي لدفعهم باحضان الخصوم، ليستفيدوا منهم بل بكشفهم والتخلي عنهم وبما يشبه التصفية الغير مباشرة.
- بوضعهم تحت التهديد ودفعهم للعمل لصالحهم ودون دعم وحماية وهذا ما اخاف الكثير من الفصائل وزعمائها ورؤساء الكتل السياسية من ترتيبات امنية دولية متعددة الأطراف تصفي وكلائها من الحرس القديم.
- من اجل تركيز النفوذ وتدعيم المصالح وتقليص التكاليف لتفادي الخسارة.
- هذا دفع لتوحش البعض من مسلحي الفصائل واللاعبين الثانويين وتحركهم دون وعي وهم تحت طائلة الخوف وتحت وطأة تاثير الاحساس بالخذلان وهم كالوحوش حين تحترق الغابة.
حريق في الطرف الآخر من الغابة اخاف الوحوش خرجت الى قلب العاصمة واطراف المدن لتستعرض اخر قوة تمتلكها واخر محاولة متاحة لتثبت وجودها وتماسكها لحماية بعضها البعض وبطريقة الشبكة المنظمة لكنه استعراض كشف آخر محاولة واستهلاك آخر استعداد للفعل.
القوى الخارجية لا تعرف الا نظامها ودولتها ولها الاستعداد لتضحي ببعض من شعوبها لتجعله كبش فداء ومبرر للدفاع عن الوجود وعن نظام الحكم.
فكيف بوكلاء وتابعين ارتضوا ان يكونوا ادوات لتلك القوى فبالتأكيد هم ليسوا سوى مستلزمات باستخدام لمرة واحدة كالورق الصحي يرمى في سلة النفايات بعد استخدامه.
مقال اخر للكاتب