الشاعر اليمني قائد حرب"
حوار كتاب وادباء
اعداد وتقديم ليلاس زرزور
حوار مع الشاعر اليمني قائد في حوار شعراء وادباء لتسليط الضوء على الطاقات الادبية في الوطن العربي الذي تعده وتقدمه ليلاس زرزور.
سيرة الشاعر قائد حراب:
هو قائد حسن أحمد حراب مواليد 1973 محافظة إب/ اليمن.
حاصل على بكالوريوس لغة إنجليزية/ كلية التربية جامعة إب
/ يكتب الشعر الفصيح- والشعر الغنائي- والقصة القصيرة ..
نشرت له العديد من المجلات الورقية والمواقع الإلكترونية ..
شارك بالعديد من الأمسيات الشعرية ..
كان لنا معه هذا الحوار الماتع القيم ...
1_ متى اكتشفت موهبتك الشعرية ؟
وهل كان للظروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة؟
ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية؟
في الإبتدائية والإعدادية قرأت الشعر والقصة. وفي الثانويه كتبت.. وعندما حاولت أن أكتشف ما إذا ما كان ما أكتبه شعرا أم لا، نشرت في أشهر صحيفة الثقافيه الأسبوعية آنذاك..فلما نشرته... أكتشفت أني أكتب شعرا... ولا شك أن للظروف والواقع دوره في إثراء التجربة الشعرية وصقلها وتصويب مسارها.
2_ الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي لإنتاج ما نصبو إليه من إبداع .. ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة؟
علاقة المبدع بالوسط الذي يعيش ويؤثر فيه ويتأثر به علاقة تكاملية فالمبدع إنسان والإنسان ابن بيئته ومجتمعه وأمته وثقافته وهذا الواقع بكل تناقضاته وتعقيداته بوضوحه وغموضه وتجلياته وعاداته وتقاليده وقضاياه المصيرية كل ذلك يسهم بصورة أو بأخرى في تشكيل التجربة الشعرية وانضاجها.
ففلسطيني
لِمـَـاذَا كُلُ مـَا فِي القُـدسِ يَعنِينِي؟
وَهَـذَا المـَوتُ دُونَ النَّاسِ يُحيِينِي
لـِمَــاذَا يَعشَقُ الأَحــرَارُ مَلحَمَتِي؟
وَيَصحُو الكُلُّ فِي الدُّنيَا عَـلَى دِينِي
لِأَنِّي آيَــةٌ فِي الـلَّـوحِ قَد كُتِبَت
بِـلَــونِ التِّـبرِ وَالــزَّيتُونِ. وَالتِّــينِ
لِأَنِّي لَــو تَنَــاسَى الكُلُّ قِبلـتَـهُ
لَـهَــا سَجَدَت بِــأكنَــافِي مَضَــامِينِي
هُنَا أَقصَى المُنَى فِي الأَرضِ وَالمَسرَى
هُنَا صَلَّــى الإِبـَا فَــرضَ الـمَــسَاكِينِ
سَأَحيَا. مَا. بَقِيتُ. الـدَّهـرَ مُنتَصِباً
لِأَحنِي في المَدَى هَــامَ الـشَّيـَاطِـينِ
وَأَكتَبُ بِـالــرَّصَــاصِ الحَـيِّ مَلحَمَـتِي
فَلَسطِـينِي فَلَسطِـينِي فَلَسطِـينِي
3_ كثيرا من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي كيف تفسر ذلك؟
المفردة هي أداة البناء الشعري وللمفردات ألوان وأشكال وصور... تماما كالأحجار الكريمة والمفردة تحتاج قبل توضيفها ووضعها في سياقها... إلى الإحساس بها ومن يملك الإحساس بروعة الكلمة وسحرها وتأثيرها..سيجد قاموسه اللغوي زاخرا تماما كالبحر..ولذلك يقال تاهت السفينة في القاموس..اي البحر وأخشى ما أخشاه على الذين خدمهم الحظ والإعلام..أخشى عليهم من التيه في البحر..
4_ ما رأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي السريعة..؟
لقد شهد العالم حراكا ثقافيا غير مسبوقا مع ظهور وسائل الإتصال الاجتماعي وتعرفنا من خلالها على أقلام ما كان لنا أن نعرفها لولاها...وفيها الممتاز والجيد..والغث والسمين.
5_ هل يمكن القول أن المعلم هو الأساس لاطلاق أي موهبة أدبية؟
وهل يستطيع المعلم أن يختصر على الموهوبين سنوات طويلة يحتاج إليها الموهوب لتطوير ذاته؟
المعلم والمدرسه والأسرة قد يكون احدهم او جميعهم الأساس لمن لديه الإستعداد العاطفي والفكري والادبي والموهبة..أي أنه بإمكانك أخذ الحصان إلى الماء لكنه ليس بإمكانك أن تجعله يشرب.
6_ ما رأيك بالنقد؟
النقد البناء والهادف والمتجرد مرآة النص ودليله إلى بر الأمان.
7_ هل ترى ان الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر؟
الشعر العربي مستعينا بما وفرته له وسائل الإتصالات المختلفة من معطيات يمر بمرحلة غزارة وليس بمرحلة تقهقر وهذه الغزارة أدت إلى ظهور بعض التشوهات تحتم علينا أن نحكم بتقهقرها هي بعينها لا بتقهقر المرحلة.
8_ ألا تشعر بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم؟
ليس هناك تباينا بالمعنى الحرفي فالشعر. العربي المعاصر....هو آخر حلقة في سلسلة مكونة من سبع حلقات.
1. العصرالجاهلي.
2. صدرالاسلام.
3.العصر الأموي.
4. العصر العباسي.
5. عصر الإنحطاط.
6.عصرالنهضة.
7. العصر الحديث.
فهو ابن ماضيه.. ويومه يحتفل بميلاده... ولا يختلف عن قديمه سوى في اساليبه ومضامينه وبنيويته الموسيقية... وأغراضه وأنواعه..
9_ ما نوع الشعر المفضل لديك ؟
وهل الشعر تعبير عن الإحساس؟
أفضل الأنواع لدي هو الشعر العمودي..وأتوق إلى كتابة القصيدة النثرية..
نعم... الشعر سفير مشاعرنا وأحاسيسنا إلى كل القلوب. وهو أيضا ترجمة لأحاسيس الأخرين .. وقراءة لما يكنون في حنايا صدورهم.
10_ هل الشعر صناعة؟
هو موهبة..غالبا.. ولا يعيبه إذا صنع. .وحكك ليؤدي الغرض .. إذ ليس من المهم أن يكون القط أسوداً أو أبيضاً ما دام سيلتقط الفئران كما يقال، ولعل قصائد الحوليات تثبت أن هناك مدارس قديمة اشتغلت بصناعة الشعر.
فهذا زهير بن ابي سلمى وهو من كبار فحول شعراء العربية يسمي قصائده بالحوليات... وهذا الحطيئة يقول خير الشعر الحولي المحكك... والتحكيك تعني المراجعة المستمره.. وكعب بن زهير.. وغيرهم كثير.
11_ ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل انت مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟
سواء كانت قصيدة النثر قديمة او حديثة.. اعتقد أنها فن من فنون. الشعر.. لكنها تبدو أكثر نخبوية هي في خانة الشعر..ولها رموزها.
أمثال درويش ؛ أدونيس جبرا إبراهيم جبرا، توفيق صايغ،، محمد الماغوط،مظفر النواب ،أنسي الحاج، شوقي أبي شقرا، سركون بولص، عزالدين المناصرة، بول شاوول، سليم بركات، عباس بيضون، بسام حجار، عبد القادر الجنابي، وديع سعادة..
12_ كيف ترى الوطن في شعرك؟
الوطن..
وَأَبــدُو بِـه حُبــّاً فَيَجــرِي بــهِ دَمِي
وَأُودُعُـــهُ سِـــرّاً فَيُــورِقُ فِي فَمِــي
وَأَحمـَــدُهُ نَبعــاً مِـنَ الحُبِّ سَــائِغــاً
وَلَـو بِتُّ مَحـرُوماً عَلَى مَـائِــهِ ظَمِي
لِحُــزنٍ بِـهِ تَبكِي ...العُيُونُ مُصَـابَهَـا
وَتَــزهُــو بِــأُنسٍ فِي رُبَـاهُ مَبَــاسِمِي
أَحِــنُّ إِلَيهِ وَهو... بــَينُ جَــوَانِحِي
وَأَشقَى بِـهِ في الخَلـقِ وَهـوَ تَمَـائِمِي
يُنَـــازِعُنِـي قَـلـبِي هَـــوَاهُ فَـــلَا أَنَـــا
مُــبِـرٌّ وَلَا الـقَـلبُ... الـمُعَنَّى بِـمُكــرِمِ
وَيَحمِلُنِي دَهـرِي عَلَـى الصَّدِّ وَالجَفَـا
فَيَسمُـو بِــهِ رُوحٌ وَيسعَى بِـــهِ سَمِي
13_ماهي العوامل التي أدت إلى الحد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي ؟ وهل تعتقد بأن وسائل الإتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل ؟
لكل زمان أدواته ووسائله.. وتحميل مكتبة في ذاكرة متنقلة الوصول إليها أسرع منه في مكتبة ورقية في إحدى زوايا دورنا.
أعتقد أنها من الإغراء بمكان
ويبقى للكتاب روعة الإحساس به وحميمية ودفئه ..
14_ كيف تنظر للمرأة في شعرك وكيف تجد المرأة كشاعرة ؟
المرأة : آية كالشمس والقمر والليل والنهار..وسكن وهي وطن وشريكة فاعلة في علاقة أساسها المودة والرحمة.
كشاعرة..المرأة هي القصيدة عندما تعيد كتابة نفسها باالحروف كي تقرأ مرتين.
ذات الخـِمــار
وَغَـادٍ بِجُنــحِ الـلَّـيلِ عَـنَّا تَخَــمَّــرَا
فَـلاَ صُبحهُ أَضحَىوَلَا اللَّيلُ أَقمَـرَا
أَعَـارَ الـهُـدَى وَالـنّورَ جَفنَ خِـمَـارِهِ
فَسَارَ بِـلَا عَينٍ كَمَا النَّـاسِ مُبصِرَا
وَفِينَـا وَقَد فَـاضَت فُتُونـاً لِحَاظـُه
أَدَارَ كُؤُوسَ السِّحرِ مَثنَى فَـأَسكَـرَا
بِمَكنُونِـهِ ..الأَقـلَامُ تَجـرِي مُطِيعَـةً
فمـَـا لَاحَ لِـلأَقدَارِ..فِي نَفسِهِ جَـرَى
أَيَــا رَامِياً شَـكَّ الـقُـلُوبَ بـِطَـرفِــهِ
فَـأَدنَى مِنَ الآجَـالِ مـَا الـلـه أخَّــرَا
تَــرَفَّـقْ وكَحِّـلْ بِـالـضِّيَاءِ عُيـُونَـنَـا
حَــرَامٌ ..تَـرَانَــا.بــالـعيون وَلَا نَـرَى
15 _ هل توافق على مقولة إن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولا وأخيرا
لم يعد نشر الدواوين اليوم بحد ذاته إثباتا للذات في عصر الفضاء المفتوح بقدر ما هو توثيق للإبداع.
فهناك الكثير ممن أكد وأثبت ذاته على الهواء.. فالأثير يصل إلى كل بيت.
16_ ما سر نجاح الشاعر
صدق تجربته..صدق مشاعره وإخلاصه لفنه...
صوره وأخيلته.وشخصيته الثقافية والفكرية المستقلة.
حَرَائق عصفورٍ ٍ بِلَا غَـابـَات!
دَعنِي أَعودُ.. إِلَى غِنَائِي.. لَم يَعُدْ
مِن عُشِّ يَحوِينِي. كَعُصفُورٍ.. هُنَا
دَعنِي.. أُهَاجِرُ ..كَالطُيُورِ ..مُفَـارِقـاً
قِنّــاً...يُلَقِّنُنِي.. البُكَا..خَوفَ... الغِنَـا
شَبَّت حَرَائِقُ مَـن بَغُوا فِي مُهجَتِي
وَالقُبحُ. يَغتَالُ ..الأَغَـانـِي... وَالمُنَى
17_ لمن تودع أسرارك وآرائك الشخصية؟
اسراري لنفسي.. وأحيانا أخاف من نفسي على نفسي..
أما آرائي فلمن يحترمها..ولمن أحب
18_ لو جلست وتساءلت حول ما أنجزته فماذا تقول ..؟
خطوة على مشوار الألف ميل.
19_ ماهي كلمتك لجيل اليوم ؟
المعرفة سلاح العصر..ومن يملك المعلومة..يملك القرار
20 _ كلمة تحب توجيهها إلى القراء ..
ليست الابجدية وحدها وليس الكتاب وحده ما يمكن أن يقرأ..الكون أيضا كتاب مفتوح يقرأ بكل اللغات
وختامه شعر:-
جَمالٌ يُوسُفِي
يَـا مُـؤثِـراً وجه الخِمَـارِ المُكسِفِ
بـالنُّورِ وَالـوَجهِ الجَمِيلِ اليُوسُفِي
لَــو أَن أَعـمَى فَـازَ مِنـكَ بـِنَـظــرَةٍ
لَـمَشَى وَمِـن ضـُرٍّ بِعَينَـيـهِ شُفِـي
يَـا مـَـانِعِي نَــومَ العُيـُونِ وَنُـورَهَـا
وَمُــبِرُّ بِـالـشَّـوقِ الــغَـزِيرِ الـمُتلِـفِ
أردُد بِـهَـا بَـصَـرِي وَأَسعِـفْ مُقلـَتِي
أَفدِيكَ فِي شَرعِ الهَوَى مِن مُسعِفِ
قَلبِي اصطَفَــاكَ ...وَلَوَّحَت:بِكِتَابِهَـا
قُـلتُ : الـعُـدُولُ ثَـلَاثَــةٌ لَا تَحلِـفِـي
عَينَاكِ وَالـوَجــهُ ..الضًَحُـوكِ إِذَا بَدَا
وَالقَلبُ يُدنِي مـَن يُحِبُّ وَيصطَفِـي
يَمحُـو وَيُثبِتُ مَــا يَشَــــاءُ كَأَنــــَّـهُ
قَـدَرٌ الإلـٰـهِ عَـلـَى.الـفُــؤَادِ الــمــُدنَفِ
مـَـن ذَا.. يُسـَـائِـلُ..قَلبـَهُ فِي مَـا أَتَى
أَو لـِلغَــرَامِ. إِذا. دَعَــاهُ... لَا ...يَفِــــي
أَمَّــن إِذَا. أَورَى... الـبُعَــادُ.. فُــــؤَادَهُ؟
يَــدعُـو عَـلَى نَـارِ الـجَـوَى أَن تَنطَفِي
قَــالَت : وَقَد أَخفَيتُ حَتَّى كِدتُ عَن
نَظَـرِي وَكُلُّ الـنَّـاسِ حَـولِـي أَختَفِي
كَتَّمتُ سِــرَّ الحُبِّ حَتَى عِيــلَ بـِـي
صَـبرِي فَـأَبـدَى الـدَّمعُ مَـالَـم تَعــرِفِ
يَـا رَاحـلاً بــِالـرُّوحِ.... دُونِي رِقَّ لِــي
وَامـنُـنْ بِحَـقِّ الحُبِّ رُدَّ الـــرُّوحَ فـِي
شكرا لحضوركم ومتابعتكم أحبتي .. دمتم بود
ليلاس زرزور