اليكِ اكتب في العيد يا صغيرتي
بقلم مالك المهداوي
************************
أليكِ أكتب في العيد يا صغيرتي وبالمواقف قد تعادلنا...
منذ سنين طويلة لا زلت كلما يمر علينا يوم عيد أتذكرها …
متألماً حيناً وأضحك منها في بعض الأحيان …
لكنها تبقى ذكريات محفورة بالذاكرة ....
حين كنت غائباً عنكم بسبب أرتباطي بالعمل …
حين كنت على الجانب الغربي من حدود الوطن …
كنتم أنتم على الجانب الشرقي من حدود الوطن…
تفصلنا مسافات بعيدة وكبيرة ...
كنت على أمل أن أكون معكم في ثاني أيام العيد …
هنالك إبنتي الصغيرة تنتظرني بشوق ...
شوقها لهفتها تكاد تشابه لهفة وشوق أخوتها ...
مثل العصافير التي تشتاق لموطنها…
حدث أمٌر مفاجئ لم يكن بالحسبان توقفت الإجازات ومنع النزول …
أنا مشغول بعملي . أتنقل بين وحدتي -الحركات - جناح الطيران ...
رن جرس الهاتف رفعت سماعة الهاتف فأجبته …
فإذا هي بنتي الصغيرة تعاتبني متى تأتي لنا. يا بابا …
ننتظر قدومك لكي تكتمل بك فرحتنا ...
لنذهب سوياً للعيد كما وعدتنا …
العيد ...المراجيح … دولاب الهواء ... تلك أحلام الصغار …
أحاول أن أفهمها أو أقنعها... أنني لن استطيع أن أكون بجانبها…
هي لا ترضى أن تسمع مني كلمات تبرير أو اعتذار...
أقول لها أن شاء الله سأكون قريباً معكم …
كل يوم من تلك الأيام هي تتصل ...
حتى انتهى العيد وأنا لا زلت عنها بتلك آلأيام بعيد.
قالت أخر كلماتها ... ها قد انتهى العيد …
وانتهت مراجيح العيد ... وانتهت فرحتها بالبكاء ...
أبكتني بحديثها بلومها بكلامها بعتابها. وأنا ساكت ...
اليوم أنا أقدم لقرة عيني وفلذة كبدي دعوتي …
كم أشتاق لتلك الدموع البريئة... وكلامك المملوء بالعتاب …
اليوم تبادلنا المواقع والزمان... فانتي اليوم عني بعيدة …
اليوم أنتي خافرة تقدمين الواجب الإنساني ...
أتمنى أن تكوني معنا لكي نذهب سوياً الى مكان أحتفال العيد ...
ها قد تعادلنا لكي نعلم أن الواجب أقدس من كل شئ …
حين تقدم خدمتك أتجاه الناس والوطن ...
عيدكم مبارك يا قرة عيوني أبنائي وفلذات كبدي ....
عيدك مبارك زوجتي الغالية ...
عيدكم مبارك أهلي وأحبائي وأخوتي وأخواتي ووالدي الغالي...
عيدكم مبارك أخوتي وأصدقائي ...
عيدكم مبارك على العراق وأهله ...
عيدٌ مبارك على الأمة الإسلامية جمعاء جعلها أيام أفراح وقبول الطاعات
…
