عيـــد ألام
بقلم الكاتب والمحامي
وليد جاسم القيسي
عيد الأم واستذكار الأيام الخوالي وذكريات الماضي التليد وإرهاصات الحاضر العتيد …
وخَفايا المستقبل الضامر المجهول المتشح بِركام الجليد…
فِي يوم الأم جلست أسامر وحدتي في غلست الليل وأخيلته وسكينته.
وهلة وراودت نبرات تفصل الذات عن الذات.
تهمس... تَتوجس... بِمَا هو آت وَآت.
تارة اقرأ وتارة اخرى اكتب؛ أناجي نفسي الظامئة على نفس الأم التي عاصرت ذكرى الزمن الجميل.
تجشمت حمى الحقب الطليل.
ورأت مثل أي أم كل ما يرى سراباً...
وما لا يرى تراباً فراتاً سائغاً وماء آسناً أجاجاً...
في غسق الليل وعمق المسامرة وعبق المناظرة. توافق المشاركة بدعاء العباد والأحفاد للام قد أثارت جوانحي الذهنية وخواطري الفكرية في الكتابة عنها.
ها أنا ذَا اكتب عنها (الوالدة - الزوجة - البنت - الأخت- الخالة - العمه) جلهن أمهات الحقب الزاهداتِ- والعقب الماجدات
ترى من هي ألام؟؟؟؟
هي قوة تستهوي البراءة الفطرية وتستميل …
هي الرؤوم بالعبء الثقيل…
هي البئر الجِمام الذي يرفد النحيل ويشفي العليل…
هي من نمق الدمع في عينيها مثل الندى المجدول على الوجن ألأسيل ...
هي من غمر قلبها الشفاعة والوداعة واستنارت بإشرافة الشمس الأصيل...
هي من ذللت رواسب التجلد وبَذرت سحائب التعبد والشوق السليل...
...تلك هي الأم...
فتون حنانها نعيماً.
وشُجون عمرها حلماً.
شغوف رؤوف.
تعطي ولا تعطي وتهب المن والسلوى.
تَجود بالجود ولا تجد ما يرجى…
وتأثر بالإيثار وتسعى.
لا تستكين في المضمار ولا تخشى…
ليس مثلها أفصح صدراً.
ولا أفصح حناناً.
ولا صرح ذكرى…
ولا سواها أعظم صبراً.
ولا أكرم رضا.
...تلك هي الأم...
لا تركن للوهن … تحسن الظن.
وتَكظُم الضغن.
بإحساس العين والشَم والأذن...
رغم ريب المنون وشدة المحن...
كم نجازيها والله أوصى بها؟؟
حملت كرهاً... ووضعت كرهاً... وفِصالها ثلاثون شهراً...
كم نجازيها والله أوصى بالقوارير؟؟؟
حملت وهناً على وهن...
وفصالها عامين أو دهراً...
كم نُجازيها والجَّنة أزلفت تحت أقدامها ؟؟
سوى الخُشوع لها بعد الله فرضاً.