قصيدة قل للجميلة" مجاراة لقصيدة الدارمي قل للمليحة.
الشاعرة المغربية / نجاة بن سعيد هاشمي.
قصيدة قل للجميلة" كتبتها الشاعرة المغربية نجاة بن سعيد هاشمي في مجارات قصيدة الدارمي المشهورة على الرغْم من قصر أبياتها لكنها أخذت شهرتها "قل للمليحة بالخمار الأسود.
إن لقصيدة قل للمليحة قصة كما جاء في (كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني) حيث قال فيها:-
الدارمي شاعر أموي (مسكين الدارمي) عرف بنظم شعر الغزل والغناء وهو من أهل مكة ويسكن بالمدينة، ما لبث أن ترك الغناء والشعر وأتجه للنسك والعبادة.
قدم تاجر من أهل الكوفة في موسم الحج الى المدينة المنورة قاصداً الحج والتجارة وكانت البضاعة التي يبيعها عبارة عن أخمرة (جمع خمار) فباعها كلها وبقيت الخُمر ذات اللون الأسود لم تقبل النساء عليها.قال الدارمي لصديقة لا تقلق سوف أجعل كل بضاعتك تباع، أحفظ هذه الأبيات ونادي بها:-
قل للمليحة في الخمار الأسود
ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان شمر للصلاة ردائه
حتى وقفتي له بباب المسجد
ردي عليه صلاته وصيامه
لا تقتليه بحق دين محمد
عندما سمعت نساء المدينة هذه الأبيات حتى تقاطرن لشراء ذلك الخمار الأسود ولم يتبقى منه قطعة واحدة، فكان أول أسلوب للدعاية.
لجمال هذه الأبيات عارضه كثير من الشعراء من العصر العباسي وليومنا هذا ومنهم الشاعرة المغربية نجاة بن سعيد هاشمي.
في قراءة لقصيدة الشاعرة المغربية وهي تجاري قصيدة الدارمي أبدعت فيما نظمت.
قصيدة قل للجميلة
قُلْ للْجميــلةِ بالخــمـارِ الأسود
ماذا فــعَلْتِ براشــدٍ مُتَــهَــجِّـــدٍ
قَدْ راقَ زُهْدَهُ في الحياةِ وحُبِّهــا
حتى أَتَــيْــتِ كســاحرٍ مُــتَـمَــرِّدٍ
فَــعَمــدْتِ إِذْكــاءَ المشاعِـرِ عُنْوَةً
فَــتَــأَجَّــجَـتْ نــيـرانُــهُ بِــتَــوَدُّدٍ
مــا كــانَ يَعْــلَــمُ أَنَّــهُ بِـــغرامــه
فــقَدَ الوقـارَ أضـاعَ كُلَّ تَـــرَشُــدٍ
قَدْ جُنَّ منْ فَرْ ط الجمالِ وسِحْرُها
بلغَ الصَّــبابَــةَ في الفُؤادِ المُسْهَدِ
كَيْــفَ السَّـبيلُ إلى ٰ دلالٍ فــاتــنٍ
سكبَ الغرامَ بِقَلْبِ صَبٍّ مُـجْــهَدٍ
دُلّيــهِ عــلَّ العَــوْنَ يُـنْـقِذ مُغْـرَما
أفنىٰ عظـيمَ جهـودِهِ بتَـــــعُمُّـــدٍ
رِقّي لِــحالِ الآه ِ تَــعْــصِرُ صَدْرَهُ
وَتُــمَجِّــدُ الأَشْــواقَ بــعْــدَ تَـعَوُّدٍ
ماذا فَــعَـلْتِ بحــقِّ ربِّــكِ شاهداً
ردّي وِشــاحَكِ أَسْــعفيهِ وأَوْردي
ترَكَ الصَّــلاةَ وراحَ يــتبَــعُ ذَنْــبهُ
واللهُ أَرْحَـمُ بالســقيمِ المُــهــتدي
منْ للْمُــقيمِ إذا أضــاع َ سجـودهُ
منْ غَــيْرُ ربّي للعــبادِ بِمُــنْـــجــدٍ
********
نجاة بن سعيد هاشمي