مشتركات الفشل في المشروع الأفغاني العراقي
مشتركات الفشل في المشروع الأفغاني العراقي ... بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وسيطرة طالبان على البلاد.
ماذا جرى في مطار كابل والهروب اليائس؟
تدافع الإلاف من شباب الأفغان. في محاولات يائسة للصعود على طائرة مغادرة لأفغانستان. منظر غريب، ومؤلم في نفس الوقت.
لماذا يقبل الإنسان موقف مذل مثل هذا ،ولا يرفع السلاح ليدافع عن وجوده أن كان يعتقد إن (طالبان) هي مصدر خطر على وجوده.
هذه الجماهير هي ضحية وخداع طبقة سياسية كان همها نهب المال العام، وأرست إقطاعيات سياسية، وقومية تخدم مصالحها، وبشكل متعمد عملت بأن لا تبني مشروع وطني.
عقدين من الزمن مرت على أفغانستان، وهؤلاء الساسة يسرقون البلاد، ويطالبون القوات الأمريكية، وقوات الناتو أن تحميهم.
كان لديهم الوقت، والمال ليبنوا بلد، وشعب يملك مشروع وطني أفغاني. وليس وهماً دينيا…
أجاب (كيف نقاتل من يشهد الشهادة مثلنا) تذكر هذا الجنرال الدمج أن (طالبان ) تشهد نفس شهادته. تذكر ذلك عندما امتنع الأمريكان عن قتال (طالبان).
الساسة الأفغان انطلقوا لإصلاح أفغانستان من نفس القاعدة الثقافية التي تعتنقها (طالبان)من غير المعقول أن نتوقع نتائج مختلفة من مدخلات معروفة.
(طالبان) سوف تفشل، وكسبها المعركة حاليا مؤقت، وسوف تنطلق مقاومة أفغانية جديدة، والسبب لان مشروع (طالبان) بالاضافة التي مغادرته الزمن فهو مشروع پشتوني قومي يتلبس الدين.
ولابد أن الطاجيك والأوزبك أدركوا أن (رستم) وغيره ليس البديل عن أفغانستان، وكذلك(الهزارة) عليهم أن يدركوا أن طائفتهم، ووهم الراعي الإيراني ليس بديلا عن الوطن الأفغاني.
شعوب الأرض كلها التي خرجت من محن مثل الشعب الألماني والياباني. استندوا في استعادة مشاريعهم الوطنية الى معالجة الأخطاء التي أدت الى الكارثة. وليس الانطلاق من نفس المشروع الذي أدى للكارثة.
المشاريع الوطنية لا تعتمد على انفعالات عاطفية مطلوبة في فسحة زمنية صغيرة لقتال عدو معين. وضع مثل هذا يجب أن ينتهي الى مشروع وطن، وليس مشروع قبيلة او طائفة او مكون.
هذا ما فشل به الأفغان، ويشترك معهم العراقيون أيضاً بنفس الفشل حيث يغيب عن مشروع الحكم النفعي الطفيلي في بغداد مشروع وطني عراقي هو ضمانة العراق الحقيقية ضد أي خطر.
القوات الأجنبية تقدم المساعدة ، ولكنها يجب أن لا تكون بديلا لأبناء البلد في الدفاع بلدهم. والساسة الوطنيون هم من يستغلون الوقت، المتاح من المساعدة لبناء وطن وقوات مسلحة واحدة محترفة بمشروع وطني؛ وان يتعلم العسكري أن يقاتل تحت راية واحدة .
كما يدافع الأمريكي والفرنسي والإنكليزي, ويعبر البحار ليقاتل بشجاعة تحت راية بلده. علينا أن نتعلم حرفة القتال، وثقافة كسب الحروب أيضأ. والحروب لا تكسب بميادين القتال فقط.
أنها تكسب بعقد اجتماعي يتوخى مصالح الناس ويبعد الدين عن نظام الحكم، وتعليم، ونظام صحي، وخدمات حقيقية, ونظام إداري غير فاسد،وقوانين تحفظ حقوق الناس. عندما يتوفر ذلك لن تهرب الناس بل تسارع لرفع السلاح ضد كل من يهدد وطنها.