تاريخ الشاي" والموروث الشعبي
بقلم/ خوام الزرفيتاريخ الشاي في الموروث الشعبي العراقي الذي أرتبط بالعادات والتقاليد وحتى دخل في مضرباً للأمثال فقيل للكذاب (چاي وچذب) وسميت المقهى (چاي خانة).
تاريخ الشاي" العادات والتقاليد وارتباطه بالعراقي
عرف الشاي في القرن الرابع ق.م في الصين وموطنه شرق أسيا، في عام 1637م عرف في أوروبا وقد حاربه رجال الدين، عدّ الشاي محرما لا يجوز شربه؟
في القرن العاشر ذكره أبو الريحان البيروني عندما زار الصين؛ العراق أول قطر عربي دخله الشاي عام 1882م جلبه الإنكليز.
- ارتبط الشاي مع العراقين بشكل عجيب وغريب لقد عشقوا الشاي، اصبح مرادفاً لكل سهرة او مجلس أو لقاء.
- في منطقتنا كانوا يعملون الشاي على جمر حطب الرمان او التوث، وخاصه في فصل الشتاء هم تدفئه ومشروب. تراتيل مقدسه لكل اسره دائما ما تحدد (التعلوله) مقدما.
- الكثير يتخلى عن ضروريات الحياة الأخرى في سبيل توفير ( كيلو شكر وربع شاي) هكذا كانت وحدة الوزن واحيانا مع أغنيه (كيلو شكر ربع شاي والدينار ما ظل منه). الشاي فطور وغذاء أحيانا مع رغيف الخبز الحار(كرصه خبز)!!
اكثر شئ أخذ من مال العراقيين هو الشاي، اصبح صديق العائلة الوحيد!!وعلى الأغلب هو الذي قضى على زمن شرب القهوة في الدواوين.
فتحت المقاهي لغرض بيع الشاي وكان رب البيت يهرب لشرب الشاي في المقهى ويقول احدهم (شاي الذكر أطيب من شاي ألأنثى)!
باتت ماده الشاي مادة أساسية ومهمه للعائله، تتباهى العوائل بما تملك من أقداح الشاي (الاستكانات) والاهم نوع القوري الفرفوري شكله نوعه وحجمه؟
عند نشوب الحرب الكونية الثانية انقطعت سبل المواصلات، فكانت أكثر مادة عانت فقدانها الآسر العراقية هي مادة الشاي والسكر؟
لذلك تم تشكيل دائرة التموين وهي التي تشابه برنامج الحصة التموينية التي نتعامل بها من سنين الحصار الى هذا اليوم وكانت توزع فيها مادتي الشاي والسكر.
لم تكد تمر تلك الفترة من دون توثيق حين صدح صوت الراحل حضيري أبو عزيز في أغنية غناها قائلا فيها ( عمي يبو التموين مشي العريضة) واصفاً من أحب أنها مرضت بسبب نقص تموين الشاي؟
أذ نقل الراحل حضيري معاناة الناس وقدر أرتباطهم بصورة واضحة وجلية، مشيراً الى مدير التموين وعذابات الناس يفقدان الشاي والسكر.
ارتبط شرب الشاي وشغف الناس به وعشقهم للشاي وحنينهم له وتحبيبهم له مع وجود الحبيب يكون أحلى وأطيب عندهم، ونذكر هنا أغنية الخالد صالح الكويتي في أعنية فلكلورية تكون مادتها الشاي (خدري الچاي).
كثيره هي عادات الشعوب وهوايتهم قسم منها ينتهي مع الزمن والقسم الأخر يتجذر اكثر مع مرور الوقت!!
هكذا هو الشاي ولكن مع الأسف ارتبط الشاي بالكذب (چاي وچذب)؟
تعليل ذلك عندما تطول السهرة وينتهي الحديث يلجأ المتحدث من أجل أطالة السهرة الى ذكر أمور غير واقعية وبذلك المزيد من شرب (استكان زيادة) هل اصبح الشاي زميل لمن جاء مع المحتل ومثل مسرحية ((چاي وجذب)!!
اكثر من 17عام ونحن نسمع الكذب وذكريات الچذب من لا تموت تميت! هرب النسيان ولم يسعف العراقيون من چذب كانه بحر متلاطم يضرب شواطئ النسيان ويجعله متيقض دائما.
أه يا وطن شوه الچذب لذة الشاي ونسينا طعمه المهيل وحراره جمر شجرة التوث والرمان!يا چذب من هربت أمامه أحلام الطفولة واصبح طريقاً الكثير يسلكه لعدم وجود الحساب!!
لوحه عاريه رسمها كذاب أطُرت بأنياب وحش وأحشاء ضحيه! الكاذب كومه من فكر متسخ يمشي بالطرقات ويثرثر بلغة سمجه على شاشه تلفزيون مشروخ.
عيون الجاذب جاحظه تنظر للمجهول! وخطوات تائهه في صحراء يشوبها غبار أعمى بصيرته! الچذب صرخة تهدم بيوت الأمل.
السياسي الذي يعيش على الكذب يبقى طول عمره نائما في عاصفه هوجاء! والمسؤول الكاذب قاتل للطفوله ومجهض للأحلام المشروعة! السياسي الكاذب ينثر حبة رمل في عين الوطن.
عطشنا لشاينا الطيب وشبعنا كذباً! الچاذب يعيش في مقبرة أفكارة التي يمر منها الموت، ووراء كل كاذبٍ كارثة!!
الچذب جرح نزف في وطني ومن الچذب ما هرب وسوف يهرب الباقون من وطن الشاي ( السنكين)
كل شي يمكن أن تكون له فرصه ثانية إلا من كذب على شعبه بتحقيق أهدافهم!! والشعب لا يحب من كذب عليه في يوم ما.
يبقى الوطن سالما مثل الشاي المهيل نقي وعلى جمر الرمان يغلي ليطرد أصحاب الضمائر الجامدة !!
من السهل أن تجري بأرض منبسطه وهو حب الناس ولكن من الصعب أن تبقى تكذب وتريد من يصدقك.
سوف يكون شاينا طيبا مع تعلولة جميلة لشعب طيب والكذب يذهب مع (بثل) القوري في سلة المهملات... الهزيمة للكذابين لان وحدهم من يكذب.