قصيدة نهاية المطاف"
الشاعر السوري إبراهيم رحمون
مضى عهدي ودهري قد نساني
غريبا في متاهات الزمان
وجافاني صفاء الروح حتى
وما آنستُ للحور الحسان
غدوت إلى الكهولة في شباب
بحسرة والسّهود فيصحباني
وأرخيت العنان لآه قلبي
بوادي الصمت عاجمة لساني
وأنكرني الوجودُ ونبض قلبي
ووهج بالجراح وقد رماني
تمرُّ بي السعادة في ازورارٍ
ومهما خِلتُ منها لا تُداني
غشت عيناي من غدر الليالي
ومن جور الزمان مع المكان
تقادم عهدُ منصرفا وأخنا
على شعري وبعض من بياني
فلُذت بغير صاحبة وصحب
ودمعات الفؤاد فيرثياني
ولي في الصمت محرقة لصاد
وحالي راح يبدو للعيان
وتنعي الدار دهرا من بناها
بدمع قد تورّدَ اقحواني
لما بالأمس كان لها نضار
برغد العيش يسمو للعنان
عزائي كل شيء سوف يفنى
ومن في الأرض فيها جِدُّ فاني
يزول المرء في روح وجسم
سوى ذكرى وسيرة باقيان
فكم درست ممالك في ملوك
ومن أغمات لحن قد شجاني
ومن إرم لبابل شاهقات
غدت أطلالها سر الزمان
خشيت لتلك نازلة المنايا
إذا نزلت تمرُّ كما الثواني
لعمري حين تدركني وحيدا
مُسَجّى طرف ليلى لا يراني
ولا أم تكون إلى جواري
ولا عينان منها يبكياني
ولا صحب كرام عشت فيهم
إلى مثوى الديار فيحملاني
سلام للديار وساكنيها
وربع بالأصالة قد رواني
**********
ابراهيم رحمون....أبوعازار