بقلم الاستاذ كريم كبة
قساوة مناخ العراق بين الماضي والحاضر وتلوث البيئة والاحتباس الحراري، فان مناخ العراق عمومًا حار صيفاً بسبب بعده عن البحار ورغم ذلك لم يكن مناخ العراق في الماضي بمثل هذه القساوة؟
درجات الحرارة ومناخ العراق ما بين الماضي والحاضر؟
- ومن العوامل المهمة حيث كان مناخ العراق نسبياً درجات الحرارة والمناخ أفضل ، ومن أهمها كثرة المساحات الخضراء التي كان يتمتع بها العراق مما تسبب في تقليل التلوث البيئي.
- قلة عدد السيارات حيث كانت تستوعب بغداد على سبيل المثال وحسب تقارير خبراء البيئة ٢٠٠ألف سياره في الماضي، أما في الوقت الحاضر فأن عدد السيارات يصل ٣ ملايين ما عدا الداخل من المحافظات.
- تجريف البساتين لتحويلها الى أحياء سكنية عشوائية بعد غياب المحاسبة الحكومية فقد كانت تفرض غرامات فيما مضى مما جعل مناخ العراق يصاب بالتلوث البيئي وزيادة درجات الحرارة بشكل كبير.
- غياب الدعم الحكومي للفلاح ومنافسة المحاصيل المستوردة لتنافس الإنتاج المحلي مما جعل الفلاحين يعزفون عن الزراعة الموسمية وتسبب زيادة التصحر ومما يؤثر على مناخ العراق وزيادة درجات الحرارة.
وأسباب اخرى يطول لنا ذكرها في المقال وقد كان من نتائجها ارتفاع درجات الحرارة بشكل مخيف بحيث صار ت تتجاوز نصف درجة الغليان هل هو أمر عادي؟ من المؤكد أن هذا الآمر مؤلم.
هل الطبيعة تحاول أن تثأر لنفسها من عبث آلإنسان بها؟
فصارت تكوينا بنارها ودرجات الحرارة ، حتى الطيور المهاجرة كاللقالق والسنونو لم تسلم من ذلك ولم تعد تزورنا بسبب خراب بيئتنا.
لم يكن المنخفض الهندي الحراري يجرأ في الماضي على التوغل في العراق فالبيئة المتوازنة كانت له بالمرصاد.
بعد أن كان الشعار في الماضي (أزرع ولا تقطع) لكن في الوقت الحاضر تحول ذلك الشعار الى (اقطع ولا تزرع) مع الأسف.
لم تكن درجات الحرارة في الماضي في شهر تموز كمعدل تتجاوز نصف درجه مئويه الغليان وكذلك شهر آب الذي كان يقال عنه:
- العشرة أيام الأولى من أب تدگ البسمار بالباب.
- العشرة أيام الثانية من أب تقلل الأعناب وتكثر الأرطاب.
- العشرة أيام الأخيرة من أب تفتح للشته باب.
باتت العشره الأخيرة من آب لا تفتح للشتاء باباً بعد أن استجدت القبب الحرارية وصار المنخفض الهندي زائراً ثقيلا يجثم على صدورنا حاملا معه رطوبه تكاد تخنق الأنفاس.
نسمع من المسؤولين كلام كثير عن الأحزمة الخضراء، كل هذا هو مجرد كلام لا يسمن ولا يغني من جوع كلام أفعال لا أقوال.
دول العالم تهتم كثيراً بالبيئة وعقدت مؤتمرات خصصت للمناخ والاحتباس الحراري بقيادة الدول العشرين بقيادة الولايات المتحدة لما لها من أهمية للتلوث البيئي للعالم (كان لدور الحجر الصحي بسبب جائحة كرونا استعادة الأجواء بعض من عافيتها ).
حتى أن رؤساء اغلب الدول يركبون الدراجات الهوائية كصديقه للبيئة وليعلموا شعوبهم احترام البيئة وتقليل التلوث.
العالم ينفقون ملايين الدولارات من أجل بيئة نظيفة ونحن مستمرون بتخريب بيئتنا مما يدل على التخلف وانعدام المسؤوليه.
كتبت هذه السطور على البديهة وبدون تحضير وبعد انقطاع طويل عن النشر لكن الألم اعتصرني ودفعني للكتابه.
متذكراً كيف كانت العوائل العراقية تنام فوق سطوح المنازل في اشهر الصيف القائضة حيث كانت الرياح غربيه صافيه عذبه خاليه من آلأتربة.
أطلقت تسميتها جداتنا (هوى عذيبي) أي الهواء العذب حيث كانوا يضعون جرار الماء لتبرد فجراً مع الفواكه.
فاي اختلاف وانقلاب وقساوة المناخ مابين الحاضر والماضي؛ هنا أرجو ممن لدية أضافه لتحسين مناخنا وبيئتنا أن يضيفها ويحث المسؤولين الى الاهتمام بهذه الفكرة فهي الام الحنون الثانية.