الراعي وبنت الشيخ" من قصص الادب البدوي
بقلم طارق ناجي
الراعي وبنت الشيخ" من قصص الادب البدوي الذي يحفل الأدب البدوي بقصصٍ رائعةٍ انقل لكم بعض من هذه القصص.
حدثت هذه القصة في أربعينات القرن الماضي في البادية الغربية وفحواها أن هـنــآك شاباً واسمهُ {شريده} كان يعمل راعياً لدى احد أصحاب الحلال ومن المعروف إن الراعي كان يأكل ويشرب مع أهل البيت كواحد منهم.
كبرهذا الراعي وترعرع وكانت لدى العائلة بنات وقعت عين هــذا الراعي عــلى أحداهن وهي تبادلهُ النظرات وهي لغة الحب الصامت.
استمر هذا الحب بالنمو حتى طفح الكيل لدى صاحبنا. بعد يومٍ مطير أشرقت الشمس. خرج الرعاة بأغنامهم الى البرية.
استمر هذا الحب بالنمو حتى طفح الكيل لدى صاحبنا. بعد يومٍ مطير أشرقت الشمس. خرج الرعاة بأغنامهم الى البرية.
افتعل هذا الراعي العاشق عذراً وهو قيامه بغسل ملابسه وتركها لتيبس تحت أشعة الشمس بعد أن كلف احد الرعاة بأخذ باله مــن غنمه.
ثم رجع إلى البيت وفي أثناء عودته كانت قد خرجت حبيبته لتملأ الماء مــن العين. كان هو كــل مــآ ابتعد عنها تقربت هيَ آليه حتى تقابلا.
بعد التحية والمجاملة والحب العذري الرقيق ذهب كلٌ الى عمله. جاء هو إلى البيت وقد اشتعل صدره بالحب والغرام ثم شاهد هـنـالك الة (الربابة) معلقة في الخيمة فاخذها.
وأنشد شريدة يقول:-
يا غزالاً لايعٍ لابس حماره
رايحٍ يروي على مية الغدير
هوه سألني وكلت صافي مــن زلاله
اخذ عگلي
والعمر منه خطير
آبو نهود بيض وشلايج ثماره
يا عشيري صرت أنا بيدك يسير
واهني مــن حبه بمفرك زراره
گدر ساعه ونص ما يبطي چثير
لي عشيرن ما تعاطى بالرزالة
ولا طلع حسه على بيت الگصير
طول برنو بيد مــن عارف عياره
اتهزع ... چنها مشية مدير
عين عنز مرتع براس الفگاره
الشظايا
نابيه تحت الظمير
الاصابع چنها لفة سكاره
المحابس
لايجه بيد العشير
واهني مــن ناهبه فوگ القمارة
وينحر ابن سعود مزبان
الفقير
بعد أن فرغ شريدة مــن إنشادها سمعهُ الوشاة والعواذل ونقلوا ما انشده الراعي شريدة مــن أبيات شعرٍ الى والد الفتاة. هكذا اخذ والد الفتاة بالتحقيق بالموضوع .
في اليوم التالي استدعى الشيخ والد البنت الراعي شريدة. وقال له اصدقني القول وسوف اعفي عنك وإياك والكذب.
فروى الراعي شريدة القصيدة كاملةً عــلىٰ مسمع والد الفتاة وبعدها استدعى الفتاة الى الخيمة وقال للراعي انك قد تمنيت مرتين المرة الأولى عندما قلت :
واهني مــن حبه بمفرك زراره
گدر ساعه ونص ما يبطي چثير
ثم قال الشيخ والد الفتاة للراعي شريدة أنا سوف احقق لـك هذه الأمنية. فنادى الشيخ على الفتاة وحضرت أمامهما.
قال الشيخ والد البنت للراعي شريدة .قم يا هذا وقبل الفتاة أمامي مــن رقبتها وامكث مــآ استطعت حتى تروي نفسك. فخشي الراعي شريدة أن ينفذ الأمر حياءً من الشيخ.
لكن الشيخ والد البنت أصر على ذلك الآمر. توجه شريدة نحو البنت. ونفذ أمر والدها وقبلها كما أراد والدها الشيخ.
قال الشيخ والد الفتاة للراعي شريدة لقد حققت أمنيتك الأولى في بيت الشعر الأول. أما أمنيتك الثانية في بيت الشعر الأخير والذي تقول فيه:
واهني مــن ناهبه فوگ القمارة
وينحر ابن سعود مزبان
الفقير
ثم قال الشيخ والد البنت للراعي شريدة. (خذ هذا المطي وانحر) نحو الحدود السعودية بعد أن أشار له بيده. ولا تلتفت أبداً وإلا فأني قاتلك لا محالة.
نفذ الراعي شريدة مــآ طلب منه الشيخ والد الفتاة ورحل مفارقاً تلك الديار بالرغم عن حتفه حاملاً ألماً يعتلي صدر شريدة وكذلك صدر بنت الشيخ.
إن المرارة والظلم والمأساة في نهاية هذه القصة. ذهب شريدة واقسم أن لا يتزوج طيلة حياته. وأقسمت الفتاة أنها لن تتزوج طيلة حياتها. وبقيا يتراسلان حتى الممات.