recent
أخبار ساخنة

الشلال وصيد السمك" شاخة شهربان ( نهر المقدادية)

Site Administration
الصفحة الرئيسية
الشلال وصيد السمك" شاخة شهربان (المقدادية), waterfal and fishing

الشلال وصيد السمك" شاخة شهربان ( نهر المقدادية)

الاستاذ ... عامر كامل الخياط.

الشلال وصيد السمك ,waterfal and fishing وشاخة شهربان نهر المقدادية. آآمل أن يتوفر الوقت الكافي لنتواصل إعتبارا ً من اليوم مع ذكريات الأيام الحلوة في أجواء المدينة. 

وسنبدأها إستذكارا ً بقصص صيد السمك 

تتهادى " شاخة شهربان " (نهر المقدادية) في خمسينات وبداية ستينات القرن الماضي وتتلوى كالأفعي بين بيوتات محلاتها داخلة ً من عند مشروع ماء وكهرباء المدينة الواقع على ضفافها في منتصف المسافة بين محطة القطار ومركز المدينة. 

لتخرج عند " قنطرة الإنكليز " والشارع العام الرابط بين بغداد وخانقين كما أسلفنا في مواضيع سابقة , ماضية. ً

 في إنحناءات أخرى بين قريتي " قزلجة " و " سريحة " لتنتهي تلك الإنحناءات بعد أن تباطأ إنسياب الماء فيها نوعا ً ما عند نهايات تلك القرى وبداية الطريق المؤدي يسارها إلى منطقة " الرملية " المتكونة من كثبان رمل هي في الواقع إمتداد للصحراء المسماة " صحراء مندلي " . 

وعند بداية الطريق المؤدي إلى قرى " الدولاب " و "الججان " على يمينها , تنتهي عند تلك النقطة بسد صغير غاطس يعمل على حجز الماء البطئ الجريان ليتفق بعده بسرعة في طريقه إلى منطقة " البزايز " التي تعني نهايات النهر. 

الذي يتحول إلى مجموعة سواقي تدخل أراضي المزارعين , شيدت فوقه قنطرة تستعمل لعبور الناس بين الجانبين . 

هذا السد الصغير الغاطس أطلقت عليه تسمية " الشلالة " ,waterfal قبل أهالي المدينة الذين كانوا يفضلون الذهاب إليه لغرض السباحة والتخلص من قيض الصيف عندما لم تكن هناك وسائل تبريد كالتي تتوفر اليوم بفضل القفزات التكنولوجية الهائلة .

من المعلوم والثابت علميا ً والملموس بالواقع لدينا نحن أبناء المدينة في تلك الأيام أن السمك يحاول دائما ً الصعود إلى أعلى وصولا ً إلى منابع الأنهار ومصادر مياهها.

 وتجربتنا مع " سد ديالى " الغاطس سابقا ً قبل بناء السد الجديد فوقه حيث كان الماء ينحدر منه بصورة سريعة. 

والسمك يزحف عكس إتجاه التيار على أرضية السد المائلة بزاوية حادة المنتهية بأحواض كونكريتية عمقها لا يتجاوز المتر تحجز الماء المندفع من أعلى لتشكل مصدا ً أمامه يعمل أيضا ً على سرعة إنسيابه. 

وعندما يتعب السمك من محاولات الصعود عكس التيار يركن إلى تلك الأحواض حيث يقوم الصيادين من أبناء قرية " منصورية الجبل " و " شروين " على إصطياده وجلبه للبيع في سوق المدينة .

لهذا السبب شكلت " الشلالة " هدفا ً رئيسيا ً لنا كزمرة متكونة من ثلاثة شبان هم الأخ " عباس غائب الرحماني " والأخ " هاشم السيد أحمد النعيمي " وكاتب هذه الحروف لصيد الأسماك بإستخدام شبكة النايلون المثقلة بمعدن الرصاص و التي تسمى إصطلاحا ً بـ " السلية ".

كان عباس هو من يجيد استخدامها بحرفية عالية , وكان السيد هاشم يستعملها بحرفية أقل درجة منه وكنت أنا عامل مساعد فقط . 

كنا غالبا ً ما نعود بخفي حنين إلا ما ندر حيث كنا نصطاد بعض الأسماك الصغيرة والمتوسطة الحجم من نوع " حمرية القصب " .

المرحوم " عز الدين فارس " الشهير بـ " أبو العز " كانت لديه سيارة على ما أعتقد من نوع " شوفرليت 57 " كان يشتغل بها على خطوط القرى وبالخصوص على قريتي " الدولاب " و " الججان " والظاهر كان كما يبدو قد لفتنا نظره أثناء صيدنا السمك عند " الشلالة ".

استوقفني ذات يوم في السوق و دار بيننا الحديث التالي :

- إبن عمي مرحبا ً.

- أهلا ً أستاذي الفاضل .

- إبن عمي رأيتكم كم مرة تصطادون السمك عند " الشلالة " .

- نعم إبن العم , المطلوب ؟

- المطلوب . أنت تعرف أنني أشتغل بالسيارة بين مركز المدينة وقراها .

- نعم أعرف ذلك .

- بينما أنقل الناس إلى " الوجيهية " يكون الطريق بجانب نهر " مهروت " الأيمن الذي تتفرع منه سواقي كثيرة لري الأراضي المستصلحة وأمر بطريقي على الكثير من المبازل , التي أرى فيها الكثير من الأسماك , وخصوصا ً الحمري والخشني .

- نعم .

- أنا أقترح أن نذهب سوية إلى هناك و يكون الإتفاق كما يلي , أنا أتحمل مصاريف البنزين و نقلكم إلى هناك ذهابا ً و إيابا ً مقابل نصف ما سنرزق به من صيد .

- سأخبر أصحابي وعلى بركة الله .

في اليوم التالي , أنطلق بنا " ابو العز " نحو طريق الوجيهية الزراعي حيث المبازل الكثيرة , وإنطلق عباس وهاشم بالتناوب على رمي الشبكة

لكننا لم نحض بما كان يأمله المرحوم " أبو العز " , بل بعدد قليل لا يكاد يشكل وجبة عشاء له وللعائلة.

 وفي الطريق ألتقينا أحد الفلاحين الذي أخبرنا بأن بعض الصيادين جائوا يوم أمس وأستعملوا شباك النصب وأصطادوا معظم السمك الموجود في المبازل .

عند عودتنا عصر ذاك اليوم أصر " أبو العز " على تنفيذ الاتفاق لكنه أذعن لمطلبنا في النهاية بعد أن أقسمنا أغلظ الأيمان بأننا لن نأخذ سمكة واحدة مما اصطدناه وأن يكون الصيد كله من نصيبه .

الذكريات التي أسردها هنا وأذكر فيها أسماء لأصدقاء وأخوة أعزاء على قلبي لا أبتغي من ورائها الإساءة لهم في جزء من الحوادث التي يرد ذكرها بقدر ما أن ذكر أسمائهم للتوثيق فقط وضمانا ً لحقهم في الذكر.

google-playkhamsatmostaqltradent