عندما تمر بنا أجواء من الفوضى يحدث الانسداد السياسي وتتجمد المفاوضات تعجز المحاولات وتفشل المبادرات. سواء التي تحملها اليد العنيفة، او العقل الراجح.
وبشقيها الخارجي والداخلي فان العقل السياسي يرتبك في أجواء من الانسداد ويمر بحالة شلل. نتيجة تدفق هائل للأحداث مما يعطل حالة التحليل لان الواقع بأحداثه اسرع وأضخم من قدرة الفرقاء السياسيين على التحليل والاستنتاج.
وبعد أن أصبحت المحكمة الاتحادية مصدر يتدفق منه سيل القرارات المفاجئة. التي فجرت متغيرات في العملية السياسية ويقف الفرقاء بانتظار القادم من قرارات المحكمة.
ولكي لا تبدو الجبهتين في الصراع على السلطة في التحالف الثلاثي والإطار في حالة شلل. فإنها تعلن عن مناورات لتحريك الموقف وخلخلة الجبهة المضادة. ووضعها تحت الضغط املاً في تفكيكها.
الضغط السياسي في أجواء من أنعدام التوازن.
العقل السياسي العراقي عبر التاريخ لا يتحرك ويعمل إلا تحت الضغط. فالضغط يدفع لكسر قواعد اللعبة وتجاوز التوازنات وعلى عدم الانصياع للضوابط. من اجل الخروج من المعضلة والضغط.
المناورات يريد كل طرف الخروج من تحت أجواء ضغط الانسداد السياسي والإيحاء لجمهوره وللفريق المضاد بانه يعمل باسترخاء. ولأزال يمتلك الكثير من الخيارات وبيده زمام المبادرة وان الوقت في صالحه. وبإمكانه تجاوز كل المعادلات التقليدية والاستجابة للمتغيرات واستيعاب المفاجئات.
التيار الصدري يوحي للجميع إن الانسداد لا يضره وان وجود الحكومة والبرلمان قريب منه. وتسير بتوجهاته وتقوم بكامل صلاحياتها. وهذه المناورة محاولة لعزل الإطار ووضعه تحت شعور بان الوقت والاجراءات ليست في صالحه وتتجاوزه.
إلا إن كل المناورات هي للاستهلاك وكل شئ مكشوف والانسداد يربك ويشل الجميع. بلد وطبقة سياسية وسلطات ونشاطات ومجتمع.
الإطار والتحالف الثلاثي يعملون بطريقة السهل الممتنع وهو عمل بتوقعات التمني وليس الواقع. فهم يصدقون ادعاءاتهم بان الثلث المعطل سهل ويسوقون للجميع هذا المفهوم وهو صعب وممتنع. وكذلك التحالف الثلاثي يسوق بان نصاب الثلثين سهل وقريب التحقق ولكن الواقع يؤكد انه ممتنع. وكلاهما يبرر تأجيل الحسم بقرارات المحكمة الاتحادية.
الحقيقة انه الانسداد السياسي قد يؤدي الى أجواء من الانفجار والتشضي في ظل بلد مفخخ وساسة عنف. وسلاح مباح منفلت ومنطقة غارقة بالفوضى وعالم على حافة هاوية حرب عالمية.
مقامرة العقل السياسي بالبلد في أجواء من المغامرة.
العقلية السياسية العراقية تعمل بسلوك المقامرة وتغامر بالبلد. في أجواء الانسداد السياسي وترى من انها افضل الخاسرين لانها تقامر باموال البلد. وتجازف حتى النهاية بما غنمت.
والتاريخ يؤكد ان كل من تولى قمة السلطة سقط بمقامرة بالبلد. من صدام والجعفري والمالكي والعبادي وعبد المهدي ولازال البلد على مائدة قمار في النادي الدولي.
وحول المائدة لاعبين دوليين واقليميين وفاعليين محليين. منفعلين تحت أجواء من الضغط وبيدها اوراق البلد تلعب بها تؤدي الى الانسداد السياسي.
بقلم الاستاذ راسم العكيدي.
-هل تفرض المعادلة التوافقية التقليدية.