القوى السياسية الخاسرة تحاول أن تفرض تلك المعادلة التقليدية التوافقية بالقوة هل تستطيع أن تفرضها. تتصارع من أجل حصد نتائج الانتخابات والأغلبية السياسية. إن ما انتجته التوافقية طويلة الأمد هو تحالف بين ساسة مقامرين وسلاح منفلت ورأس مال مغامر.
فهي سياسة ساذجة بلا عقل بحثت وتبحث عن تسويات سياسية ,هل تفرض فيها أسلوب المعادلة التقليدية التوافقية على حساب مفهوم الدولة. لتقاسم مصالح لخلق ترضيات سياسية وليس توزيع مكاسب. دولة لخلق ترضية اجتماعية وتحقيق أهداف اقتصادية هي جزء مهم من أهداف الدول.
ونتيجة ركون القوى السياسية لهذا الأسلوب فإنها استهلكت كل ما لديها من قدرات محدودة بالأساس. واستنفذتها حد النضوب وهذه القوى في طور الاندثار وبدأ تآكلها وهي ترى آن الأغلبية بداية فصل خريفها.
هل تفرض المعادلة التقليدية التوافقية.
فالعملية السياسية ونتيجة صراع القوى السياسية هل هي التي تريد أن تفرض المعادلة التقليدية التوافقية بالقوة . وهل وصلت منذ سنين الى كساد سياسي دفعها لزيادة العرض ولنفس المنتج تَفَادَى من الخسارة. مما أدى للوصول للكساد الكامل والخسارة الفادحة التي ستخرجها من سوق السياسة نتيجة العقم.
وبسبب هذه النتيجة فهي قد لجأت إلى إلى سلاحها المنفلت لوضع تسويقها المشوه للأوضاع وانجرافها الى العنف موضع التنفيذ. لتحول الوهم الى حقيقة مزيفة تستدعي وتحرض العامل الخارجي للتدخل.
ذرائع قديمة مكررة من تهديد الأمن القومي لأيران وهو تسويق لتغطية المصالح والنفوذ بغطاء محفوف بالخطر. يجبر المتمسكين بالإرادة الوطنية للتراجع عن حكومة الأغلبية. انها الثيوقراطية بحكم رجال الدين.
هذا الحراك لن ينهي حالة الكساد السياسي ولن يوقف اندثار قوى سياسية تآكلت ديناميكيتها التقليدية ومعادلتها التقليدية. التي لا تكسر إلا بقرارات صعبة.
حتى لو كانت قاسية وثمنها كبير فهو ثمن اقل كلفة من ثمن المعادلة التقليدية للتوافقية. وحلفها مع السلاح المنفلت والمال المغامر والذي انتج العنف والفساد.
الرهان على صناعة عنف وحرب أهلية نوعية هو من معرفة بطبيعة السيد الصدر الذي يضطر إلى التراجع والانسحاب. اذا لمس وجود توجه نحو العنف نتيجة تبنيه موقف الإرادة الوطنية. هل القوى السياسية تفرض المعادلة التقليدية التوافقية من جديد.
وهو رهان قد يكسبه إن استمر اللعب في الفراغ وفي ساحة القضاء بالمقترحات والمقترحات المضادة والاجراءات والطعن به. وهذا سيعيد اللعبة التوافقية التي من نتائجها العنف والفساد. وهي داء عضال إن كانت الأغلبية بنظر البعض مرض له أعراضه شديدة الْخَطَر.
بقلم الاستاذ
راسم العكيدي