كل ما لا يقبله العقل هو سفسطة في الحديث ووهم التلاعب بالجمل من أجل قلب الحقائق بكلام فارغ. السفسطة هي قياس الوهميات من أجل إسكات الخصوم بحديث ليس له صلة بالواقع.
إن كلمة سفسطة هي كلمه تعني من أتى بالحكمة الموهومة. والسفسطة هي بالضد من الفلسلفة .والتي تعني التعرف على الحقائق واكتشافها من خلال الأدلة والبراهين. خلافاً الى سفسطة إذ انها تنكر الحقائق وتزيف للمعرفة بالاعتماد على المغالطة والخداع.
هل الكلام الفارغ سفسطة في الحديث وتلاعب بالجمل
في زماننا كانت الأذن في غاية الراحة والهدوء. لا تسمع سوى أصوات الطبيعة من الطيور وخرير المياه. وتسمع حكمة الكبار والأغاني التراثيه والقليل منا من يسمع تلك الاغاني او من يملك جهاز الراديو. مهرجان الفرح في نيسان.
اليوم غدت مئات القنوات التلفزيونية تملأ الفضاء وأصبحت السماء مشبعة بالترددات. نسمع ونسمع ولا نفهم من كثرة التهريج . عراك وشتائم ولغة هابطه تؤذي الأذن. فيها سفسطة تزكم الانوف وفيها الحديث لا يقبلها العقل ووهم بأسلوب التلاعب بالجمل من اجل ايهامنا بصحة الطروحات.
وقد قيل قديماً لشخص ما (تكلم لاعرف ماذا تلبس). فأن الكلام يوضح شخصية المتكلم ومدى حكمته او وضاعته. إذ أن الكلام هو صفة المتكلم! اذا لم تستطع الحديث بما يفيد المستمع فالصمت هنا يكون اجمل واحلى! احياناً الصراحه بالحديث تؤلم وتخلق لك الكثير ممن لا يرضون عنك في قطاعات مختلفه لأنه يمس مصالحهم.
قد نجد هنالك بعض من الاشخاص يتحدث كثيرأ تشعر بحديثه الفارغ ويتلاعب بالجمل أنها سفسطة لإيهام الناس بأن الحديث صحيح. وقد عرف بأن أكثر من يتكلمون هم الحلاقين. وضرب فيهم المثل بـ(الحلاق الثرثار ) وهذه الامثال نسبيه من حيث الزمان والمكان.
احدهم يقول لا تكلم عاشق لان قلبه أعمى؟ ولا تتحدث مع متعصب (وما اكثرهم اليوم ) لان عقله مغلق؟ وكلامك سوف يكون بلا جدوى لإنه سيكون هواء في شبك (هواء في شبج). الكلام مزيج من الصدق (ياريت) ومن الكذب (والعياذ بالله). أما الصمت لا يقبل الاحتمالات لإنه سيكون صادق.
أحيانا يكون الكلام ومن بين ثنايا الحديث فيه قدح وذم وسفسطة قد يكون ذلك الحديث جارحاً فإن بعض الكلام يكون قاتلاً لذلك يكون الصمت أوجب:
جراح السنان لها التئام… ولا يلتم ما جرح اللسان
والجرح يطيب والكلام لا يطيب اختيار الكلام يحميك من الهاوية. يقول حكيم (تكلم وانت غاضب تقول كلام تندم عليه طول عمرك). لإنك وانت غاضب فقدت العقل وتحكم فيك الهوى. وهي ردة فعل وتكون غالبا غير ناضجه.
كيف تختار الحديث من دون سفسطة .
للحديث أصول وقواعد وتبادل الأدوار بالحديث وأنتقاء الكلمات الواضحة وحسن الاستماع للمتحدث. كل هذه المفاهيم يجب أن يتمتع بها المحاور الجيد واستخدام الادلة والبراهين وخلوا الحديث من سفسطة تفسد العلاقات وتفسد الجلسة.
قال سيدنا الإمام علي (كرم الله وجهه) من أقوال : قال الغضب مفتاح الجنون. وكذلك قال: زله اللسان أنكى من إصابة السنان. وقال أيضاً:راحة اللسان في قلة الكلام. ولكن الكل بعيدون عن الصمت.
اليوم سفسطة الحديث حضرت , و التلاعب بالجمل زادت .
بعد كل هذا كثر الكلام في وقتنا الحاضر وأكثره تهريج. ودائما يكون حديثاً غير منتج (يقولون مالا يفعلون). ونسمع كلمة سوف وسوف. ومن لا ينطبق قوله على فعله فهي كارثة وخاصة إذا صدرت من مسؤول لأنها أحلام وأوهام.
سفسطة الحديث التي يخدعون الشعب بها و التلاعب بالجمل أضاعوا وطن. وأضاعوا أحلام شباب بكثرة كلامهم (جعجعة بدون طحين ). وأصاب الجيل الإحباط للبحث عن مستقبل وارف.
مجت الأذان الأصوات النشاز الكاذبة وهي توهم ب (سوف) وليس هناك قانون يحاسب على كذب الكلام. أو يقول ما لا يعمل (مواعيد عرقوب). هذه الهرج أفقدت الأذن جمال الكون وما خلق الله للبشر من حياة هادئه. وأصبحت الهرطقة سيدة الأصوات.
ضرب على الأذن وصمت عن أن تسمع لحن الحياة موسيقى تصدح بعذوبة الفجر وأصوات تناجي السلام والحب أوتار تعزف أحلام قادمة من عالم الأمل. وأصبح الليل أسطوانة مشروخه ونام بكلله على صدور الشباب والعذارى. ولاتعطي سوى أنين الثكالى ونحيب الأمهات واصبح الظلام دامسا في غسق الفجر. وأصبح صقيع الصباح يثلج عواطف النفس التواقة للحياة.
يا وطن سترفرف عليك أجنحة الأمل والشمس تمد ضيائها الى كل الأرض الطيبة وتمطر السماء املآ وسلاما وعشقا. لا مكان الى سفسطة الحديث و التلاعب بالجمل .عندها يكون الكلام صادقاً ووشوشة عاشق في روح حبيبته. وفرح أغنيه ريفيه بعد عناء وتضحك الطبيعة بنور ربها عندها يكون الكلام ذهبا.