recent
أخبار ساخنة

عندما تتدنى شعبية الرئيس" تخلق أزمة.

Site Administration
الصفحة الرئيسية

عندما تتدنى شعبية أي رئيس أمريكي تخلق أزمة فان صورة حزب الرئيس تهتز ويسارع لتثبيتها. بتلميع صورة الرئيس بأسلوب أعادة البريق للقيم الأمريكية وبوسيلة خلق أزمة تبتلع الأزمة التي هزت صورة الرئيس. 


هذه ظاهرة تتكرر في السياسة الأمريكية ففي عهد الرئيس الأمريكي الأسبق ريكان تدنت شعبيته في حادثة ايران كيت المعروفة. وحينها ظهر ريكان متراجع عن وعوده وحنثه باليمين. 

عندما-تتدنى-شعبية-الرئيس-تخلق-أزمة.عندما تتدنى شعبية الرئيس حينها تخلق أزمة.


وبعد فترة وبوقت محدد تم خلق أزمة جدار برلين. باستغلال سعي غورباتشوف  لعمل أصلاحات في الاتحاد السوفيتي. وسقط جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفيتي وصعدت شعبية ريكان وفاز المرشح من حزبه الجمهوري جورج بوش.

 

وفي الوضع الراهن على الأبواب انتخابات الكونغرس النصفية وقد تدنت شعبية بايدن. بعد قراره الانسحاب من أفغانستان وبطريقة مرتبكة خارج الحسابات وبتخطيط سيء. وتوقعات أسوء وسط فجوة مخابراتية بين المعلومات الواقعية على الأرض وبين التحليل النهائي في مكاتب المخابرات المركزية. 


مما صنع بقعة سوداء اهتزت بها صورة الديمقراطيين. عندما تكون شعبية الرئيس في حالة أختبار صعب تتدنى فيه حضوض حزبه في الانتخابات تخلق أزمة بل أزمات. 

 

وكان لابد من أزمة جاهزة يسهل معها التخطيط والتنفيذ والدفع للازمة دون تدخل مباشر. وكانت أزمة أوكرانيا هي الجاهزة منذ 2014 ونهاياتها مؤقتة ووضعها غير مستقر.


 وبأزمة أوكرانيا تم تجاوز تداعيات أزمة الانسحاب من أفغانستان. 


أزمة تحقق دعم داخلي وخارجي تتصاعد شعبية بايدن والديمقراطيين تحت مبرر توحيد الموقف الأمريكي وإنهاء الانقسام في الشارع. وبناء رأي عام متحد ضد روسيا. لتشويه صورتها وصورة رئيسها. ومعها تحشيد الاتحاد الأوربي لعقوبات ضد روسيا. وتوحد لدعم أوكرانيا. تظهر به أمريكا قائدة للعالم بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة. وتعيد البريق لنموذجها وتلمع صورة رئيسها. 


حرب برعاية أمريكية وأوربية هي مختلطة بين العمل العسكري من قبل روسيا والدبلوماسية من قبل أمريكا وأوربا. ثم العقوبات ضد روسيا وبهذا لا تخسر أمريكا شيء. بل ربحت الدعم والتحشيد والدبلوماسية وظهرت روسيا بصورة وحشية. تعيد للأذهان امبراطورية الشر التي سوقها الأعلام والسياسة الأمريكيتان للاتحاد السوفيتي.


أما خسارة أوكرانيا فهي ليست خسارة لأمريكا بل ربح لها. فهي لمعت صورتها ونموذجها وربحت الديمقراطيين الانتخابات النصفية. وربحت أمريكا رأي عام أمريكي معبأ باتجاه واحد. هو تجاوز الانقسام أبان انتخاب بايدن.  


أمريكا لم تختبر سلاحها الأقوى بل دبلوماسيتها وستكشف اقصى قوة لروسيا. 


لكن تاريخ الحروب يؤكد أن الدول الكبرى بعد تحقيق أهدافها كانت في نهاية مؤقتة. وعاد الصراع مع تغيّر الظروف. فالنهايات المستقرة تتحقق عندما تسعى الأطراف الى نقطة توازن بين أهدافها. 


روسيا في عهد بوتين اكثر كفاءة من أمريكا في عهد بايدن. وتوقعات روسيا اكثر دقة وحساباتها أبعد. بسبب فهم لسياقات الماضي ومعطيات الوضع الراهن والرؤية المبكرة للمستقبل. 


اختبارات القوة الروسية مقابل دبلوماسية وعقوبات أمريكية وأوربية. ستنكشف نتائجها عند تحقق أهداف أمريكا على حساب أهداف أوروبا أرباحاً وخسائر متباينة وذاتية. أن شعبية الرئيس تتدنى عندما يكون ضغط سياسي خارجي كبير لذلك تخلق أزمة.


البداية متغيرة والنهاية ليست مستقرة بل مؤقتة. قد تؤدي لتفجر صراعات اخرى في مناطق اخرى. وقد تدفع لحرب أوسع وأقوى تحرج أمريكا وتكشف أهدافها. من خلال أزمة أوكرانيا التي تخلق عالم جديد عندما تتدنى شعبية الرئيس بايدن.


فلكل حرب بداية ونهاية والمهم ليس كيف تبدأ الحرب لكن كيف ستنتهي.

 مقال للكاتب . ربط الأحداث الراهنة بالماضي.


بقلم... راسم العكيدي

google-playkhamsatmostaqltradent