لكن أهمها كان هناك قرار من رأس واحد نتيجة الشمولية والفردية لهذا الرأس. رغم ميله للمحيطين به من عائلته الذين يطمأن لهم حتى وان فقدت بعض الثقة نتيجة الخلافات العائلية.
ربط الأحداث الراهنة بما يتماثل معها بالماضي.
الدكتاتوريات حققت نمو اكثر قياساً بما يسمى بالديمقراطيات. لان الدكتاتوريات لا تخضع للتوازنات التي تسمى الآن محاصصة! بشتى أنواعها وتتجاوز الضوابط حين تحكم الضرورة وهي حاسمة قاطعة! كسلطة عليا لا يعلو عليها شئ سواء رقابة او سلطات اخرى.
سنة 1986 شهد سوق العراق زيادة في أسعار البيض والدجاج وصلت التقارير لرئيس النظام صدام حسين! فاستدعى وزير التجارة وسأله عن السبب وطلب منه عقد اجتماع سريع مع منتجي هذه البضائع وتبليغهم بضرورة خفض الأسعار.
سارع الوزير للقاء المنتجين وابلغهم بالتوجيه فسمع منهم بانهم يملكون حقل أو اثنين وهم متعاقدين مع مطاعم أو فنادق. ولا تأثير لإنتاجهم على سعر السوق.
عرف الوزير بان برزان التكريتي وحسين كامل وقصي وعدي وآخرون من العائلة الحاكمة! يهيمنون على سوق تلك البضاعة وهم من رفعوا الأسعار.
عاد الوزير وابلغ رئيسه صدام حسين الذي أمره بإخبارهم بخفض السعر! وذهب الوزير باحثاً عن لقاء مع برزان. الذي كان على خلاف مع رئيس النظام وخرج على اثر ذلك من جهاز المخابرات.
وأسس شركة صلاح الدين الزراعية المحدودة والممتدة من مدينة تكريت حتى الفلوجة. انتظر الوزير عند مقر الشركة وشاهد وصول سيارة برزان! فارسل احد معاونيه يطلب لقاء برزان. أجابه برزان اعرف ماذا يريد هذا الوزير؟ قل له من يريد أن يسعر بيض ودجاج شركتي سأجعله دجاجة تبيض.
حلول في كبح الأسعار والاحتكار.
عاد الوزير أدراجه ليبلغ الرئيس بما جرى. ابلغه الرئيس صدام حسين بأن يقوم باستيراد بيض ودجاج بسرعة ومن الاعتمادات المفتوحة في الخارج. وتم كبح السعر وكسر الاحتكار وسط توسلات المنتجين بان الاستيراد أضرهم ويهدد مشاريعهم.
هل يمكن ربط الأحداث الراهنة بما حدث بالماضي. أزمة أي سلعة لا تحل بالاجتماعات وقصاصات الورق والتغريدات وقرارات خارج النص. بل تحل بتوفير السلعة بقرار سريع قاطع وحاسم. لكسر الفارق بين العرض والطلب. وضبط إيقاع الأسواق وطمأنة الهلع الاستهلاكي.
كانوا عدة مستبدين محتكرين متنفذين أما الآن فهناك الأف من المتنفذين المستبدين يجعلون من يسعر بضاعتهم دجاج يبيض.
اقرأ مقال حرب عالمية حديثة.
بقلم راسم العكيدي.