recent
أخبار ساخنة

الدول العظمى" لن تبقى عظمى.

Site Administration
الصفحة الرئيسية


العالم غير العالم والدول العظمى لن تبقى عظمى إن استقرت واستقر العالم وتساوت الدول. فالتنافس من طبائع الأمور وهو الدافع لتطوير الإمكانات لضمان التفوق وتحول التنافس الى صراع. هو من حقائق الحياة لكي تبنى القوة لضمان الهيمنة والتفرد بالقيادة. 

العالم يمر بالعصر اللا متخيل وتطوراته من ضمن الغير معروفة وشديدة التعقيد. وهي مفاجئة في غموضها وسيولتها في تفجير التحولات حتى اصبح العالم ساحة لتغيرات. مثل غزو دولة لدولة مجاورة. 

وعمليات إرهابية وتدخل عسكري خارجي وانهيار أسواق المال وانتشار الأوبئة. وتفجر موجات عنف واحتجاجات وفوضى وانفلات امني. وصراعات داخلية ممتدة وأحداث محدودة وبعيدة. تتسبب في تفجير موجات متتابعة من التغيّرات في مناطق اخرى بعيدة جغرافياً. 

حركة أكبر من قدرات الدول العظمى لذلك لن تبقى عظمى. 

هذه الأحداث أصابة قوى سياسية حاكمة بالعجز الوظيفي لان حركة الواقع اكبر بكثير من قدرات تلك القوى على المتابعة والتوقع وقياس الاحتمالات واستيعاب المتغيرات السريعة.

العراق من أسوء الدول التي تحكمها قوى سياسية مصابة بمعضلة التنبؤ والتعامل مع المتغيرات. لذلك يشهد العراق انقلاب في المواقف ورجوع عن قرارات وتفكك تحالفات من اجل الرجوع للأسهل والأبسط والمعتاد. الذي هو بحجم فهم قوى سياسية ويحقق مصالح مضمونة تعودت إدارتها وترى مخاطر ومجازفة في تطبيق اخرى. 

ما مر به العراق منذ ستة اشهر كلعبة الروليت الروسي كل طرف يتوقع أن تنطلق رصاصة من مسدسه ليقتل بها نفسه بقرار اضطراري مما يؤدي لكسب خصمه للرهان والفوز باللعبة. 

حرب أوكرانيا هي الحدث الذي سيغير العالم والمنطقة والتاريخ. هل بعد هذا الحدث ستبقى روسيا بمصاف الدول العظمى أم لن تبقى دولة عظمى بعد اليوم. 

وقد انتقل تأثير حرب أوكرانيا بشكل سريع وخلال أيام الى أزمة طاقة وأزمة غذاء. وهي من اهم أدوات التغيير والدافعة للاحتجاج العنيف الذي تسقط به قوى سياسية وحكمها. 

دول حائرة وأحزاب ماكرة وشعوب ثائرة وقوى عظمى جائرة. وكل يبحث عن قرار وموقف. يحقق له البقاء ولكنه لا يرى موقع للحياد. فضغط الدول العظمى شديد وسريع ومدمر وماحق لن تعود أو تبقى فيها دول عظمى. 

لا ينفع اللعب على الحبلين فهي حرب عالمية. 

من يبحث عن حياد لابد أن يمتلك القوة وله من الإنتاج ما يكفيه في أزمة ممتدة. لا ينفع معها اللعب على الحبال واقتناص الفرصة فان الذي يجري هو حرب عالمية.  

وما جرى في بابل بين المتظاهرين وحمايات نواب ومعها أزمة ارتفاع الأسعار وأزمات اخرى مزمنة ومتراكمة. نارها لم تنطفأ وجمرها تحت الرماد ورياح الاحتجاج والتغيير لها ألف سبب لتعصف ومن اتجاهات غير متوقعة. 

لذلك سعى أقطاب العملية السياسية الى رفع أصابعها من زناد مسدسات الروليت الروسي وأوقفت اللعبة. وتراجعت عن كل رهان لكي تتحد ضد المتظاهرين والمحتجين. للخروج من دائرة عدم الاهتمام. 

ومن زوايا منسية غطت عليها حرب أوكرانيا ودفع حدث مفاجئ ليكون طوق نجاة. يهدأ ويمتص أي توسع للاحتجاجات بالهاء الشعب بحدث يدفع للانتظار والترقب رغم أنها مناورة أعادت العراق الى قدره المكتوب.

في انتظار الدول العظمى صاحبة القرار في حل الازمة أم هي لن تبقى عظمى أن تجد حداً لتصاعد الأسعار عالمياً.

google-playkhamsatmostaqltradent