هل كان العراق بحاجة لمجلس حكم أم كنا نحن بحاجة له أم كان على المحتل الأمريكي أن ينفذ التزاماته التي يفرضها القانون الدولي. هل تصرف العراقيون كما ينبغي بعد أحتلال العراق.
مر ما يقارب عقدين من الزمن على احتلال العراق. ولحد الأن لم نر دولة تخلف بقايا الدولة السابقة . المحتل الذي شكل مجلس حكم من شخصيات اغلبها لا علاقة لها بالعراق! ولا تمتلك التأهيل التقني او الخبرة السياسية. والبعض منها مرتبط بمشاريع ضد الدولة العراقية، وليس ضد حكم البعث .
 |
| هل كنا بحاجة لمجلس حكم؟ |
| تشكيل مجلس الحكم . مخرج للاحتلال للتنصل من واجباته.
ما ذكره الحاكم المدني پريمر في كتابه (سنتي في العراق) حول واقعة رواتب أعضاء مجلس الحكم كان مؤشر واضح على نوعية أعضاء مجلس الحكم. الأمريكان لم يكونوا يوماً دولة استعمارية . تدرس المجتمعات التي تستعمرها كما هو الحال مع الإنكليز مثلا .لذلك كانوا يتصرفون بظواهر الأشياء. وكأن العراق مجتمع بلا جذور.
العراقي مزدوج الشخصية .لم يتطور ليشكل مجتمع مدني وَحْدَهُ ، وكان العراقي تتنازعه البداوة والمدنية. تمكن أن ينجز بظل دولة قوية. ولكنه يفشل بدون هذه الدولة، والدولة القوية ليست بالضرورة دولة متعسفة .
|هل كان لمجلس حكم العراق دور في قرار حل الجيش.
قرار حل الجيش وقوى الأمن، والاجتثاث التي اصدرها الحاكم المدني، كانت كارثة أحدثت ابلغ الضرر بالعراق. حل الجيش لم يكن بسبب الحرب العراقية الايرانية فقط.
- بعض من أعضاء مجلس الحكم من خلفية الإقطاع السياسي الملكي الذي يحمل الجيش مسؤولية إسقاط الحكم الملكي في 14 تموز، وهذا الحقد يمتد الى الطبقة الوسطى.
- التي قادت العراق بعد ذاك التاريخ. أبناء خلف السدة، والشاكرية، وباقي تجمعات الصرائف.
- أكملوا دراستهم واصبحوا ضباط وأطباء، ومهندسين، وبنوا دولة، وصلت في نهاية سبعينات القرن الماضي الى مواقع متقدمة بين الدول.
بعض من أعضاء مجلس الحكم يرون هؤلاء أولاد فلاحين متمردين. أقنان ارض يجب أن يبقوا بها. هذه الطبقة نفسها هم ضحايا لقانون الاجتثاث. مجلس الحكم يدرك ذلك والأمريكان دمروا العراق ونفذوا مخطط هؤلاء التاريخي.
| ماذا يحتاج العراق لكي ينهض من جديد؟
العراق يحتاج الى بنية تحتية للخدمات، والى بنى سياسية لتأسيس مجتمع ديمقراطي. لم يكن بحاجة الى دستور مثل دستور العام 2005 . دستور مشوه طبخ على عجل لتكبيل العراق، وليس بناء مشروع لشعب العراق الجديد.
دعونا لا نحمل المحتل وَحْدَهُ المسؤولية فهذه الشرائح التي دخلت العراق مع المحتل تتحمل ربما مسؤولية اكبر من المحتل. هل كنا بحاجة لمجلس حكم أم أننا بحاجة أن نطالب المحتل أن يسدد التزاماته تجاه العراق. ويجب أن نطالب بها بخطاب حضاري مصمم على استردادها. بدون تغيير الدستور والذهاب لحكومة مدنية تعدل الدستور فلا مستقبل للعراق بل أن الكارثة هي الأقرب.
بقلم... اللواء الطيار الركن.
رياض البياتي.