مررت على أحدى الحدائق ورأيت هذه الشجرة فتذكرت المشتل الواقع بين قرية الحاج محسن والحي العصري حيث كان يحوي على مثل هذه الأشجار في ستينات وسبعينات القرن الماضي وما زلت أتذكر تغريد البلابل من على هذه الأشجار الجميلة وخصوصا تلك الواقعة بين ساحة كرة القدم الصغيرة من جهة الحي العصري وما بين نهر الشاخة القريب من بيت حسين جواد التميمي علما ان بيت حسين جواد كان غرفة واحدة طينية بناها الرفيق أبراهيم مع أهالي القرية لغرض الأجتماعات الحزبية بعد أستلام البعث مقاليد السلطة في العراق . المشتل كان محاطا بأشجار الكالبتوز داير حبل وفي بعض المناطق توجد أشجار العفص وخصوصا في المنطقة القريبة من بيت سامي جواد شلال القره غولي على شكل غابة . حدائق المشتل مقسمة بأشكال هندسية أكثرها مربعة ومستطيلة محاطة بنباتات الياس حيث كنا نأكل بذوره السوداء المرة . من جهة بيت عباس خضير النجم الصباحي المجاور لجسر الانكليز كان هناك بيتا قديما داخل المشتل تسكنه عائلة جاسم والد الأستاذ أحمد ومظلوم لكن الناس كانوا يقولون بيت أم سمية وأمام هذا البيت توجد اشجار توث ضخمة يجري من أمامها الماء في ترعة تزود حدائق الحي العصري وتمر هذه الساقية من تحت الشارع لتنقسم قسمين أمام بيت الحاج خضير نجم عبدالله الصباحي ، قسم يمر من أمام بيت عبد العزيز جمعة صالح الجبوري وبيت محمود نصرت توفيق وبيت موفق العزي ومسعود شيرخان وصولا الى البيوتات الأخرى التي تليها وقسم آخر يمر من أمام بيت حكمت الفدعم العزاوي ونصيف الخيلاني ولطيف جبور ابو رياض وبيت حسن أكبر ومقداد زيدان والبيوتات التي تليها . شهد المشتل أعمارا في العام 1977 وتم صرف مبلغ قيمته عشرة آلاف دينار سويسري شملت صب المماشي ونصب أعمدة كهرباء ومصابيح كنا نلعب كرة القدم على أضوائها ونقرأ تحتها حتى الصباح في الأمتحانات الوزارية وكذلك نصب ملاعيب للأطفال من مراجيح وعلكيوزه ومزلكانات لكننا لم نكن نملك الوعي والثقافة المطلوبة فلم نحافظ عليها كما يجب علما أني والله لم أتسبب في عمل أضر بتلك الملاعيب .هذه نسمات من الماضي الجميل كتبتها في سطور لأخبار من لم ير تلك الحقبة ولم يسمع عنها مع تحيات ابن القرية شكر محمود امين الجاف .
...