زحف غريب مخيف من نوع بدائي.
زحف غريب مخيف من نوع بدائي لكنه متسق مع عصر التجارة الممنوعة. المتغاضى عنها والمسموحة. بغض الطرف عنها مضموناً وإدانتها وإعلان الحرب عليها شكلاً. بحرب كلامية بتلميحات وتصريحات وحملات إعلامية.
انه زحف البناء التجاري على الأحياء السكنية من كل الاتجاهات. لمحاصرتها وتطويقها حتى يضطر السكان إلى رفع الراية البيضاء. وبيع بيوتهم بعد أن أصبحت بيوتهم وسط أسواق وعمارات تعلوها بعدة طوابق.
خنق مدينة بعقوبة وتجريفها من أحيائها وحدائقها وبساتينها التي تتوسط الأحياء ونهريها اللذان تميزت بهما المدينة. وسكن قدماء أهلها على ضفاف انهرها وامتلكت صفة المدينة الخضراء كاميرة تغفو على اذرع نهريها.
تجف الأنهار وتجرف البساتين وتزال الحدائق وتخرج ديدان الأرض تنخر بأحياء وزقاق لها تاريخها وقيمها وتراثها.
وبهذه الأساليب يهجرون السكان من أحيائهم تهجير بارد وقسري بطريقة فنية وصامتة وكأنه برضا الناس وببيعهم أملاكهم لكنه قهراً.
رأسمالية رثة طفت على سطح الأزمات واستغلت سنين العنف الطائفي بخطف ونهب وسلب ومشاريع وهمية. لم تنفذ ولكنهم استلموا مبالغها بسلف وفق الأصول التي على الورق.
وراكمو ثرواتهم بالدم على حساب عوائل نزفت أرواحها دمًا وأموال وأجبرت على الغياب والتغييب. وحين عاد بعض استقرار نسبي اصبح أصحاب أموال الدم أسياد ورجال أعمال ورأسمالية. لكنها ظلت رثة تشبه زمنها السيئ والرديء.
استثمروا اموال السحت بتجارة المخدرات والفساد ونهب الأراضي العامة والخاصة وتجريف البساتين والأراضي الزراعية وتبييض الأموال. بالبناء التجاري وزحفه إلى الأحياء وداخلها خارج التصميم الأساس للمدينة ودون تغيير جنس الأرض. واستعمالها وبتواطئ من البلدية والحكومة المحلية والسلطات الرقابية. التي أعطت الموافقات بالحبر السري وبتحالف زاحف بأموال التجارة الممنوعة وأموال الفساد. وبشراكة نفوذ وقوة وسلاح ومال قذر.
قهراً واضطراراً يهاجر سكان الأحياء القدامى ذو الأصول الى أطراف المدينة البعيدة او الى نواحي وقرى بعيدة. بعد أن ضاعفت الرأسمالية الرثة من عتاكة وتفاكه أسعار العقارات والأراضي الى مستويات خرافية. لا ينافسهم عليها أي ثري بعمله ومهنته وأصوله النظيفة فهم وحدهم يتلاعبون بملعبهم بحلف شيطاني جهنمي.
اجراءات الدولة لتجنب أي زحف مخيف؟
- إزالة العشوائيات وإزاحة العابثين عن منصة التخطيط.
- إبعاد العتاكة عن حضارة المدن.
- وإبعاد الرأسمالية الرثة وتجار الموت عن سوق المال والأعمال.
- وإقصاء التفاكه عن الملف الأمني.
إن هذه الاجراءات تمثل تحدي صعب إمام إعادة الدولة العراقية يكلف أضعاف إعمار العراق.