هزيمة حزيران العاصفة؟
نصر لمنظومة التفكير الغيبية الماضوية ... قبل قرن كانت دولة العراق إحدى الدول القليلة في المنطقة، وليس من العيب أن نذكر البعض إن من شكلها هي (بريطانيا).
مؤسسة هذا الهيكل الإداري البسيط الذي اطر مجموعة عشائر، وقبائل اصطلح على تسميته دولة. كانت فرصة كبيرة لهؤلاء السكان لم يستثمرها. المغفور له فيصل الأول بعد عقد من الزمن تذمر بألم من هذه التركيبة السكانية. التي أصرت أن تستمر تجمعا سكانيا.
بتشجيع من مؤسسة دينية ارتبطت مصالحها الاقتصادية بنظام الإنتاج الإقطاعي الرعوي الزراعي؟ لم يرتق سكان العراق الى مشروع شعب. وطوال عقود حاول الساسة منذ العهد الملكي، ولحين انهيار الدولة في 2003 باختلاف توجهاتهم أن يغيروا الحال. ليشكلوا شعب.
هزيمة 5 حزيران هزت منطلقات النظم الوطنية القومية.
لم تكن نكسة 5 حزيران هزيمة عسكرية حسب ؟ أريد لها أن تكون استفتاء حول الأنظمة الوطنية .
النظم الحاكمة في حينها بطريقة أداءها العاطفي الطفولي الديكتاتوري الدون كيشوتي؟؟ ساهمت بذلك، و لم تفهم أن القوة هو إشراك شعوبهم بصنع القرار. وتحويل المجتمع البدوي الى زراعي صناعي؟
نظم لم تكن مؤهلة لتحمل خسارة مثل الذي حدث في 5 حزيران، ولا تملك مشروع أو شجاعة لمواجهة الكارثة (استقالة عبد الناصر). تصوروا أن المواجهة بإعادة التسلح، وعسكرة الشعوب. مشروع أوصلهم الى الحال الحالي .
لم يدركوا نمط التفكير السائد هو الكارثة، وليس السلاح او قادة الجيش. هزيمة 5 حزيران. لم تشمل العرب فقط. فقد امتدت لتركيا التي يحكمها حزب سلفي حاليا، وإيران التي اسقط نظام الشاه لمصلحة نظام الولي الفقيه. كذلك باكستان التي تعصف بها مجاميع دينية وتنتج طالبان حالياً.
طريقة التجييش، والعسكرة واعتماد الرؤيا الغيبية مسارها واضح، ومن المنطقي أنها تُشجعهم في هكذا مسار. الى أن يصلوا، ووصل البعض الى مرحلة الاعتقاد انهم بلا ملكات ليكونوا مع الأحرار ، وان أدارتهم بواسطة (الرموت) مقبولة لهم .