recent
أخبار ساخنة

هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟ الجزء الحادي عشر.

Site Administration
الصفحة الرئيسية

 هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟  الجزء الحادي عشر.

بقلم اللواء الطيار الركن رياض البياتي.

هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟ | الجزء الحادي عشر.

في هذا الجزء نستعرض تصاعد الفوضى الأمنية والسياسية في العراق، ودور السيد المالكي وحزب الدعوة في إدارة المشهد، بالإضافة إلى التأثيرات الخارجية، وتنامي نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة.

هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟  الجزء الحادي عشر.
 هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟  الجزء الحادي عشر.

بعد ان تطرقنا في الجزء العاشر تحليل تداعيات السياسة العراقية خلال فترة حكم السيد نوري المالكي، التي شهدت تطورات سياسية وأمنية مثيرة للجدل، وانهيارًا واضحًا لأسس الديمقراطية التي زُعِم أنها أُرْسيت بعد 2003.


قدرات المالكي ودوره القيادي.

تساؤلات بعض من الاصدقاء حول قدرات السيد المالكي؟ محقة "هل الرجل يمتلك هكذا قدرات... انطباعي الشخصي منذ فترة طويلة ان الرجل" محدود القدرات غير منضبط بالحديث ساذج يسهل سحبه للحديث عن اي موضوع" لقد كان خطابه عند اندلاع الاحتجاجات في الانبار، و توصيفه المتظاهرين ب الفقاعات صب زيت على النار. 

يتساءل البعض: هل كان السيد المالكي يمتلك القدرات الكافية لإدارة هذا المشهد المعقد؟

الإجابة تكمن في عدة نقاط:

محدودية القدرات الشخصية:

  • المالكي يُوصَف بأنه ساذج وغير منضبط في الحديث، ويتأثر بسهولة بالإشارات الخارجية.
  • تصريحاته، مثل وصفه لمتظاهري الأنبار بـ"الفقاعات"، أشعلت التوترات وأعطت ذريعة لتصعيد الاحتجاجات.

    التحكم الإيراني بالمشهد:

    • كثرة زيارات المسؤولين الإيرانيين للعراق أكدت القيادة الإيرانية المباشرة للمشروع العراقي عبر حزب الدعوة.
    • المهام الكبرى، كالإشراف على القضاء والبنك المركزي، كانت تُدار من خلال كوادر الحزب بتوجيهات خارجية.

      عدد الزيارات للمسؤولين الايرانيين للعراق... تؤكد إن القيادة الإيرانية المباشرة للمشروع بالعراق كانت واضحة، كلف حزب الدعوة بادوار مهمة. حيث وزعت عملية تدمير علاوي على كتلة حزب الدعوة بالبرلمان التي يقودها حسن السنيد. 

      وكلف د. العبادي بصفته رئيس اللجنة المالية بملف البنك المركزي. اما وزارة الداخلية فقد كان يقودها المرحوم الاسدي منذ اربعه سنوات رغم انه مضمد صحي، وهو المكلف بمتابعة اوامر القبض. نفس الحال في وزارة الدفاع. اليد الضاربة مثل مكافحة الارهاب، وطيران الجيش كانت بيد حزب الدعوة. كل ذلك كان يقوده الحرس الثوري عبر حزب الدعوة.


      الفساد وملفات الفشل السياسي.

      الفساد في حكومة المالكي الثاني، وصفه السيد صولاغ"كلمن على حل شعره" ولم يستثني احد من الوزراء. وصف السيد بيان جبر صولاغ الفساد في حكومة المالكي بـ"كلمن على حل شعره"، إذ شملت الفوضى المالية والإدارية جميع الوزراء.

      مشروع البنى التحتية الذي اقترحه المالكي:

      • اقتراض من كوريا الجنوبية رغم الفائض المالي الكبير في الموازنات العراقية.
      • المشروع بدا وكأنه باب مفتوح لإهدار المال العام.
      بل ان المالكي ذهب لمشروع غريب سماه البنى التحتية . حيث يقترض من كوريا الجنوبية في الوقت الذي كانت الميزانيات العراقية تعاني من فائض مالي كبير.

        تنامي الإرهاب ودور الأطراف الإقليمية.

        القاعدة في بلاد الرافدين بعد ان سيطرت على باقي الفصائل كانت تراقب الاوضاع في العراق، وتعمل بايقاع يضغط لتسهيل انسحاب الامريكان، وكان واضحا. ان هناك تنسيقا بين تنظيم الدولة الإسلامية، وإيران وسوريا.

        حيث ان كلا الدولتين ترغب ان تنسحب القوات الامريكية من العراق. لكي تخلي الساحة. يتحدث السيد زيباري ان سوريا، ومنذ اليوم الاول لسقوط نظام صدام. كانت تدفع مجاميع ارهابية الى العراق، وان ايران تخلفت عنها ببضع شهور بسبب، وجود اتفاق ايراني امريكي قبيل احتلال العراق.

        منذ نهاية العام 2003 المجاميع الارهابية تهاجم الدولة العراقية بمقدرات داخلية، وهي اسلحة الجيش، واموال عراقية تم سلبها من العراق. او من الاموال التي خبأها النظام السابق. الكثير من عناصر الجيش السابق التحقوا بسبب او اخر بهذه المجاميع الارهابية. 

        الكثير يعرفون مواقع الكثير من الأسلحة، وكذلك الاموال. الجنرال بترايوس قائد القوات الامريكية في العراق . ارسل زيباري لدمشق حول الموضوع. واضطرت القوات الامريكية، ولعدد من المرات ان تنفذ عمليات على مواقع تجميع،وتسلل الارهابيين في الداخل السوري.

        تنظيم الدولة الإسلامية: التنسيق والتوسع.

        التنسيق بين الأطراف:

        • تنظيم الدولة الإسلامية عمل بتنسيق خفي مع إيران وسوريا لتحقيق هدف مشترك: انسحاب القوات الأمريكية.
        • سوريا دفعت بجماعات إرهابية منذ سقوط نظام صدام، بينما دخلت إيران اللعبة بعد الاتفاق الإيراني الأمريكي قبيل احتلال العراق.

        الدعم اللوجستي والتمويل:

        • المجاميع الإرهابية استفادت من أسلحة الجيش العراقي السابق وأموال النظام المخبأة.
        • سيطرة الدولة الإسلامية على مناطق مثل الموصل مكّنتها من فرض ضرائب وجمع أموال بشكل علني.

        تصدير النفط وتهريبه:

        • أنابيب النفط كانت تُنسف بشكل ممنهج، ليُهرّب النفط عبر إيران وتركيا، في تنسيق بين التنظيم وقوى أمنية فاسدة.

          الدور الأمريكي والإيراني.

          • رغم علم الولايات المتحدة بتفاصيل التهريب ودعم الجماعات الإرهابية، أصرت إدارة أوباما على الانسحاب.
          • إيران استغلت انتشار التنظيمات الإرهابية لفرض هيمنتها الإقليمية تحت ذريعة حماية "المقدسات".

          سوريا كمسرح للتمدد الإرهابي.

          فشل الامريكان بسبب نقص القوات كما اعتقد. في ضبط الحدود؟ ووقف تسلل جيش من الارهابيين من مختلف الجنسيات. يتدرب، ويعد في معسكرات تديرها المخابرات السورية. ثم يتسلل الى العراق عبر الحدود الى الانبار والموصل. 

          التي اصبحت مثابات تسيطر على ريفها، وبواديها ليلا المجاميع الارهابية بل ان سيطرة الدولة الاسلامية على الموصل كانت، واضحة وكل اصحاب المهن يدفعون ضرائب لسلطة الارهاب في المدينة، والبعض من هذه الوصولات قدمت للسيد المالكي عندما زاره وفد من جامعة الموصل. 

          الطريق بين الموصل، وبغداد بعد سامراء كان تحت سيطرة المجاميع الارهابية، وقد توقف الجنود والضباط المجازين عن استخدامه حيث كانوا يسافرون الى الموصل عن طريق اربيل. مصفى بيجي كان جزء كبير من انتاجه يذهب لمصلحة الدولة الاسلامية، وبعلم السيد الشهرستاني. 

          انابيب النفط تنسف اسبوعيا ، ويتم تحميل مئات الصهاريج التي تهرب الى افغانستان عبر إيران. ويعاد تصليح الأنابيب، وتعاد الكرة مرة اخرى بايقاع معلوم لاصحاب الصهاريج، والقوى الامنية الماسكة للمناطق، وحراسة انابيب النفط، ووزارة النفط. التي تضخ بكل اريحية، وهي تعلم بالموقف الامني، وان الكثير من النفط يضخ في واقع الحال لصالح تنظيم الدولة .

          تغلغل الإرهابيين في سوريا:

          • سيطرة التنظيمات الإرهابية على أجزاء واسعة من سوريا، بما في ذلك حقول النفط وسلة الغذاء، جعلتها قوة اقتصادية تُموّل عملياتها.
          • تنظيم الدولة زود النظام السوري بالنفط الخام والمشتقات، مما عزز نفوذه.
          1. الحرب الإيرانية السورية:

            • إيران استغلت وجود تنظيم الدولة قرب مرقد السيدة زينب لبدء حربها "الهلالية" تحت شعار حماية المقدسات.

          الوضع الأمني قبل الانسحاب الأمريكي,

          الفريق الغراوي يعتذر عن تامين الحماية في الموصل لمفوضية الانتخابات في (وادي حجر)،وهو حي من احياء الموصل.قيادة عمليات الموصل كانت احدى اسباب ابعاد الشارع، ومواطني المحافظة عن التعاون مع القوات الامنية.. حيث كانت تتعامل مع جمهور من طائفة معادية ؟؟؟؟ بالمقابل الادارة المدنية والمحافظ, وحزب البعث كان في صراع مع القوى الامنية على اسس طائفية، وفي هدنة غير معلنة مع الارهاب .

          هذا الامر كان معروفا جيدا للحكومة المركزية، وكذلك للامريكان . الرئيس اوباما كان يراقب جيدا تطور العلاقة بين ايران، والمجاميع الارهابية. مشروع الاخوان المسلمين (الربيع العربي) بدعم امريكي اسقط النظام في تونس وليبيا ومصر. التي تمكن الاخوان من السيطرة عليها.

          سوريا وبعد ان تمكنت المجاميع الارهابية من التغلغل في جميع مفاصل الدولة، والسيطرة على الكثير من جغرافية سوريا بدأت بالتحرك لاضعاف النظام السوري، وهو ما تريده إيران لحليفها السوري . الحليف الضعيف المحتاج المتصارع مع شعبه المرفوض من محيطه الاقليمي اسهل قياد من حليف يمتلك ارادة ومقدرات.

          تمكنت الدولة الاسلامية منذ نهاية العام 2011 من ايجاد موطئ قدم لها في دمشق بالقرب من مرقد السيدة ( زينب)عليها السلام.. في الكسوة والحجيرة. وهو ماكانت تنتظره ايران لتعلن حربها (الهلالية) لحماية المقدسات. وبالنتيجة، وبعلم السيد اوباما اصبحت الدولة الاسلامية التي كانت تمتلك تسهيلات بسيطة على الحدود مع العراق. 

          مسيطرة على شرق سوريا، وعلى سلة غذاء سوريا، وحقول النفط، والغاز. بل اصبحت امر واقع؟ ان يزود تنظيم الدولة النظام السوري بالنفط الخام،والمشتقات، ويبيع الفائض مع المهرب من نفط الموصل، والقياره الى المصافي النفط التركية. كل ذلك جرى قبيل انسحاب القوات الامريكية من العراق.

          الموصل كانت تحت سيطرة غير مباشرة لتنظيم الدولة، حيث:

          • فرض التنظيم ضرائب على السكان، حتى الجامعات كانت تقدم وثائق تثبت هذه المبالغ.
          • الطريق بين بغداد والموصل كان خاضعًا للتنظيم، ما أجبر القوات العراقية على البحث عن مسارات بديلة.

          مصفى بيجي كان يُنتج لصالح تنظيم الدولة، بتواطؤ واضح من مسؤولين في وزارة النفط.


            الإصرار على الانسحاب رغم الكارثة المحققة.

            رغم علم المالكي وأوباما بأن الانسحاب سيترك فراغًا أمنيًا كبيرًا، مضيا بالمشروع. مع ذلك اصر السيد اوباما والسيد المالكي ان يمضي مشروع الانسحاب، وكلاهما يعلم ان العراق،و سوريا ولبنان سوف تقع فريسة بيد الارهاب.الذي يهدد الاردن والمملكة العربية السعودية ايضا .

            النتيجة:

            • تحول العراق وسوريا إلى ملاذ آمن للإرهاب.
            • تهديد مباشر لدول الجوار، بما في ذلك الأردن والسعودية.

              خاتمة الجزء الحادي عشر.

              لقد كان انسحاب القوات الأمريكية بمثابة إطلاق يد الإرهاب في العراق وسوريا، بينما استغلت إيران الوضع لفرض سيطرتها على المنطقة. أصبح العراق ساحة صراع إقليمي ودولي، ضاعت فيه أحلام الديمقراطية، وتفككت فيه مؤسسات الدولة.

              يتبع...
              في الجزء القادم، سنتناول تفاصيل الوضع الأمني وتصاعد تهديد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

              google-playkhamsatmostaqltradent