recent
أخبار ساخنة

هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟ الجزء العاشر.

Site Administration
الصفحة الرئيسية

 هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟  الجزء العاشر.

بقلم اللواء الطيار الركن رياض البياتي.

 هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟ | الجزء العاشر.

نواصل في هذا الجزء تحليل تداعيات السياسة العراقية خلال فترة حكم السيد نوري المالكي، التي شهدت تطورات سياسية وأمنية مثيرة للجدل، وانهيارًا واضحًا لأسس الديمقراطية التي زُعِم أنها أُرْسيت بعد 2003.

هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟  الجزء العاشر.
 هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟  الجزء العاشر.

سلسلة مقالات هل انتهى العمر التشغيلي او الافتراضي للحكومة العراقية الحالية كما جاء الجزء التاسع  النظام  الطائفي العاجز والعراق اصبح الحديقة الخلفية لأيران. وتحليلنا للأوضاع السياسية والاجتماعية التي عصفت بالعراق، في ظل نظام سياسي بدا واضحًا أنه يعاني من قصور مزمن، وانعدام للرؤية الوطنية الحقيقية. 


حكومة المالكي وتصفية الخصوم.

تمكن السيد المالكي بسبب تخاذل علاوي.من تشكيل حكومة وعد  بها علاوي  ب منصب وهمي، وهو رئيس مجلس السياسات،و نائب رئيس مجلس الوزراء.الذي شغله المطلك. المشمول بقانون الاجتثاث.

وعندما طرح الموضوع في الپرلمان اعترض حسن السنيد ان هذا التشكيل لا وجود دستوري له، وبالتالي نسف الموضوع ، وخرج السيد علاوي من مباحثات امتدت لمدة ثمان اشهر  (ايد من وره وايد من كِدام ) بدون اي مكسب؟ 

بل خسر قائمته  التي خرج  منها اياد السامرائي مع كتلته، وانتقل البعض من أعضائها الباحثين عن مصالحهم. في الواقع كانت بداية انهيار السيد علاوي رغم انه لحد الان لا يدرك ذلك!!!.

تمكن المالكي من استغلال تردد وضعف إياد علاوي في المفاوضات لتشكيل الحكومة.

  • وعد علاوي بمنصب رئيس مجلس السياسات، وهو منصب غير موجود دستوريًا.
  • استغل اعتراض النائب حسن السنيد على هذا المنصب لنسف الفكرة، مما أدى إلى خروج علاوي من المشهد خالي الوفاض.

هذا الفشل السياسي كان بداية انهيار القائمة العراقية، حيث انسحب العديد من أعضائها بحثًا عن مصالح شخصية أو مواءمات سياسية، مثل إياد السامرائي.


سقوط القناع الديمقراطي

وبانهيار القائمة العراقية  انهار اخر قناع  مزيف  تبرقع به النظام حول الديمقراطية، والمدنية، وبات واضحا حقيقة ان من يحكم العراق نظام سلفي؟ مرتبط ايدلوجيا مع ولاية الفقيه، هدفه النهائي هو دولة كونفدرالية مع إيران. والتوقيت مرتبط بالاوضاع بالنجف،و خليفة المرجع الأعلى.

بانهيار علاوي، انهار آخر مظهر للديمقراطية المدنية، ليكشف النظام عن وجهه الحقيقي:

  • نظام مرتبط بولاية الفقيه: بات واضحًا أن الهدف النهائي للنظام هو إقامة دولة كونفدرالية مع إيران، وهو مشروع ينتظر توقيتًا ملائمًا مرتبطًا بمتغيرات النجف واختيار خليفة المرجع الأعلى.

المالكي وضرب الخصوم السياسيين.

انتقل المالكي سريعا بعد مغادرة القوات الامريكية  ليوجه ضربة الى نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي .حيث اصدر امر قبض في ك1 2011 بتهمة التورط مع الارهاب.هرب السيد الهاشمي بتسهيلات من رئاسة الجمهورية، وتوافق من الحكومة( تم تبرئة حماية الهاشمي) بعد عشر سنوات، وبذلك تخلص من اشرس خصومه،وسهل على اياد السامرائي ان يقود الحزب الاسلامي.

انتقل بعدها الى البنك المركزي، و بمعاونه  السيد حيدر العبادي رئيس اللجنة المالية. صدر امر قبض على محافظ البنك المركزي، ومعاونه د. مظهر في نهاية العام 2012. محافظ البنك المركزي كان في الخارج، ورفض العودة. تم توقيت امر القبض؟  هكذا لكي يتجنب السيد المالكي تسريبات التحقيق او المحاكمة. 

بعدها انتقل الى صالح المطلك الذي، وصف المالكي في مقابلة مع CNN بانه" ديكتاتور اسوء من صدام حسين". وانتقل بعدها لرافع العيساوي ليوجه له اتهامات هرب على اثرها(تمت تبرئته في العام 2020).

بدأ المالكي مرحلة جديدة من التفرد بالسلطة بعد انسحاب القوات الأمريكية، مستخدمًا أساليب قانونية وسياسية لتصفية خصومه:

  1. طارق الهاشمي:

    • أُصدرت أوامر قبض بحقه في ديسمبر 2011 بتهمة الإرهاب.
    • هرب الهاشمي إلى الخارج بدعم من رئاسة الجمهورية وتوافق ضمني مع الحكومة.
    • بعد عشر سنوات، تم تبرئة حماية الهاشمي، ما يثير تساؤلات عن دوافع القضية.
  2. البنك المركزي:

    • استهدف المالكي محافظ البنك المركزي د. سنان الشبيبي بمعاونة حيدر العبادي.
    • أُصدرت أوامر قبض بحق الشبيبي ومعاونيه في نهاية 2012، مما أجبره على البقاء في الخارج لتجنب المحاكمة.
  3. صالح المطلك:

    • بعد تصريحاته بأن المالكي "ديكتاتور أسوأ من صدام حسين"، أصبح المطلك هدفًا سياسيًا للمالكي.
  4. رافع العيساوي:

    • وُجهت له اتهامات دفعت به إلى الهروب، لكنه تمت تبرئته لاحقًا في 2020.

الديمقراطية في مهب الريح.

لابد ان الامريكان كانوا يراقبون ما يحصل في بغداد حيث تفرد السيد المالكي بالقوى الامنية، وسيطر على البنك المركزي، وصفى كل القوى السياسية المعارضة له ... واصبح السؤال 

الذي على الامريكان الاجابة عليه (( هل هذه هي الديمقراطية التي ارسيتموها في العراق) ام ان اللعب بجحر الثعابين قد فلت زمامه،وخرجت الثعابين عن السيطرة.... بين هذه الاحداث السياسية كان الوضع الامني يسير نحو الكارثة، وهو موضوع الحلقة القادمة.

 الفشل الامريكي في العراق .. اصبح فضيحة .. في الشرق الاوسط ..

استطاع المالكي خلال هذه الفترة:

  • السيطرة على القوى الأمنية: أصبحت كل الأجهزة تحت قبضته المطلقة.
  • السيطرة على المؤسسات الاقتصادية: أبرزها البنك المركزي.
  • تصفية المعارضة: من خلال استخدام القضاء والقوانين بشكل انتقائي ضد خصومه.

هذا الواقع دفع المراقبين، خاصة الأمريكيين، إلى التساؤل:

  • هل هذه هي الديمقراطية التي أرستها الولايات المتحدة؟
  • أم أن الوضع قد خرج عن السيطرة، وأصبح العراق "جحر ثعابين" يتلاعب الجميع به؟

الوضع الأمني نحو الكارثة:

بينما كانت الصراعات السياسية تشتعل، كان الوضع الأمني يتدهور بشكل سريع، مع تصاعد أعمال العنف وانتشار التنظيمات الإرهابية.


خاتمة الجزء العاشر.

ما شهدته فترة حكم المالكي الثانية ليس فقط فشلًا في إدارة الدولة، بل تحولًا جذريًا نحو مركزية الحكم وتفرد حزب أو شخص بالسلطة. في ظل هذا الواقع، أصبح السؤال الأكثر إلحاحًا: إلى أين يتجه العراق؟

يتبع...
في الجزء القادم، سنتناول الوضع الأمني المتدهور، وصعود التنظيمات الإرهابية، والانعكاسات الكارثية للفشل الأمريكي في إدارة الملف العراقي.
google-playkhamsatmostaqltradent