recent
أخبار ساخنة

هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟ الجزء الثالث عشر.

Site Administration
الصفحة الرئيسية

 هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟  الجزء الثالث عشر.

بقلم اللواء الطيار الركن رياض البياتي.

هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟ | الحلقة الثالثة عشر.

في هذه الحلقة سوف نتطرق على بؤرة الفساد التي لم تتوقف لحد الان هي صفقات التسليح ؟؟ بعد ان اخترقت القوات الامريكية الحدود العراقية الكويتية. والتسائل هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي في العراق بعد 2003.

هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟ | الحلقة الثالثة عشر.
هل انتهى العمر التشغيلي للنظام الحالي؟ | الحلقة الثالثة عشر.

بين الإهمال والفساد: كيف أصبح العراق مرتعًا للفوضى؟ في الجزء السابق ، أستكملنا الحديث عن العلاقات المعقدة بين تنظيم الدولة الإسلامية والقوى الداخلية والخارجية، ونسلط الضوء على الفساد الذي أنهك المؤسسة العسكرية العراقية، ومهد الطريق لتدهور أمني كبير.


بؤرة الفساد المستمرة: صفقات التسليح

بعد ان اخترقت القوات الامريكية الحدود العراقية الكويتية. بدأت القوات العراقية تلقي اسلحتها وتغادر مواقعها ؟ امتلأت الشوارع من الحدود والى بغداد بمختلف انواع الاسلحة المتوسطة والثقيلة. وبدأت تجارة بيع السلاح على الارصفة في بغداد تظهر بشكل علني.

كميات هائلة من الاسلحة الخفيفة والشخصية. الجهات التي استولت على هذه الاسلحة هي المنظمات، والإرهابية، وخصوصا الاسلحة الخفيفة، والالغام، والعبوات، ومدافع الهاون وقاذفات RBG7-9 اما الاسلحة الشخصية فقد استقرت في بيوت الناس. اسلحة تكفي تسليح ثلاث جيوش حديثة بكل صنوفها.

شهدت البلاد انهيارًا كاملاً للبنية العسكرية:

  • القوات العراقية ألقت أسلحتها وهجرت مواقعها، ما أدى إلى انتشار كميات هائلة من الأسلحة في الشوارع، من الحدود إلى بغداد.
  • ظهرت تجارة الأسلحة على الأرصفة بشكل علني، مع بيع كل شيء من الأسلحة الخفيفة إلى الثقيلة، حتى مدافع الهاون والعبوات.
  • هذه الكميات من الأسلحة تكفي لتسليح ثلاث جيوش حديثة.

البداية: فضائح التسليح الأولى.

اول فضيحة في هذا الجانب. كانت احتجاز وزير الداخلية في وزارة علاوي في مطار بيروت صحبة حقائب من المال زاعما انها لشراء اسلحة للوزارة. وزير الدفاع حازم الشعلان اسس الفساد في وزارة الدفاع فساد مستمر لحد الان، وما زالت قضايا الفساد ضده مفتوحة لحد الان. 

الغريب ان صفقات بالمليارات مثل هذه مرت على الامريكان. المنطق يقول ان البعض من المشرفين الامريكان كانوا شركاء ايضا . استمر نفس الحال في حكومة الجعفري الذي تولى وزارة الدفاع الجعفري نفسه ، وكالة ثم استلمها عنه وكالة سعدون الدليمي حيث فلت الحبل على الغارب.

فضيحة وزير الداخلية في حكومة علاوي.

  • احتجز وزير الداخلية في مطار بيروت وهو يحمل حقائب من الأموال، زاعمًا أنها لشراء أسلحة للوزارة.

حقبة حازم الشعلان: بداية الفساد المؤسسي.

  • كوزير للدفاع، أسس نظامًا من الفساد لا يزال مستمرًا.
  • رغم مرور الحكومات، لم تُغلق قضايا الفساد التي تورط فيها، مما يشير إلى تورط جهات أكبر في التغطية على هذه الجرائم.

الحكومات المتعاقبة وتفشي الفساد.

  • حكومة الجعفري: تسلم وزارة الدفاع بنفسه ثم أعطاها لوكالة سعدون الدليمي، حيث تفاقم الوضع.
  • حكومة المالكي الأولى: رغم وجود وزير الدفاع عبد القادر العبيدي، استمرت الفوضى تحت إشراف مكتب القوات المسلحة برئاسة الأعرجي.

 لتسىلم بعدها الوزارة الى السيد عبد القادر في وزارة المالكي الاولى. الذي عجز عن ايقاف الفساد مع وجود. مكتب القوات المسلحة الذي يراسه الاعرجي.اصبحت وزارة الدفاع العراقية، وجهة لكل النصابين بالعالم. 

"وزارة الدفاع العراقية أصبحت وجهة للنصابين من مختلف أنحاء العالم."


فساد العقود العسكرية: قصص وأرقام.

يقول عضو لجنة الدفاع العراقية في حكومة السيد المالكي الثانية (عادل نوري) للعربي الجديد .. ان مراجعة ملفات الفساد للسنوات الماضية كشفت ملفات فساد بمليارات الدولارات تتعلق بعقود التسليح الروسية والتشيكة وبلغاريا.

واضاف عضو لجنة اخر هو السيد (ريبوار طه) ان العراق اضاع 150مليار دولار على عقود وهمية او فاسدة او خارج المواصفات . وقد اعترفت وزارة الدفاع بوجود 18 عقد فيها فساد.

صفقات فاسدة بالمليارات.

  • بحسب عضو لجنة الدفاع عادل نوري، كشفت مراجعات ملفات الفساد عن عقود وهمية أو صفقات بأسعار خيالية.
  • عضو اللجنة ريبوار طه أكد أن العراق أنفق 150 مليار دولار على صفقات غير قانونية أو بأسلحة دون المواصفات.
  • من أبرز الفضائح:
    • شراء ذخائر صناديقها مليئة بالرمال بدلًا من الطلقات.
    • دروع حماية غير مطابقة للمواصفات أدت إلى مقتل الجنود.
    • صفقة 400 مدرعة أوكرانية ظهرت بها تشققات قبل استخدامها.

إهمال المعدات المحلية

  • كان العراق يملك على الأقل 4000 مدرعة ودبابة T-72 متروكة في المزارع، بعضها تعرض لإصابات طفيفة فقط.
  • بدلًا من استصلاحها، تم تهريب الصالح منها إلى إيران وشمال العراق، حيث تم صهرها في تركيا.

الصفقات الأمريكية: الاستثناء الوحيد.

الصفقات مع الولايات المتحدة، مثل دبابات أبرامز، كانت الوحيدة التي لم تُثار حولها شبهات فساد، بسبب:
  • الرقابة المشددة من الكونغرس الأمريكي.
  • نظام بيع يعتمد على المواصفات والجودة العالية.
رغم أن المعدات الأمريكية غالية الثمن، إلا أنها أثبتت كفاءتها في معارك مثل الحرب ضد داعش.

    صفقات من دول أخرى: خسائر مستمرة

    • المدافع الروسية والصينية تفتقر إلى الدقة وتستهلك كميات هائلة من الذخائر مقارنة بنظيراتها الغربية.
    • الدبابات والمعدات العسكرية من هذه الدول كانت تُختار بناءً على حجم العمولات وليس الحاجة العسكرية.

     لقد اصبحت وزارة الدفاع العراقية بميزانياتها الضخمة وكوادرها من ضباط الدمج الوجهة المفضلة لكل النصابين في العالم ؟؟ كان على وزارة الدفاع ان تبدأ بالسيطرة على معسكراتها التي تحولت الى سكن، وان تبدأ باشغالها لوقف التجاوز عليها. 

    ومن ثم تبحث عن العناصر التي تشغلها . والخطوة التالية الوصول الى ما يمكن الوصول اليه لجمعه وفرز الصالح وتصليح العاطل. علم الادارة يقول هكذا ما حصل غير ذلك. كان هناك على الاقل 4000 مدرعة ودبابة متروكة بالمزارع الكثير منها دبابات T72 لم تتعرض الا الى اصابات بسيطة في المقصورة. 

    كان يمكن جمع فرقة مدرعة على اقل التقادير .لقد اسقط ضباط الدمج والفاسدين حقداغريبا على الجيش وسهلوا تهريب الصالح منها لايران، وشمال العراق حيث صهرت في تركيا . كان مجزرة حقد وفساد، واستيلاد لفساد جديد .


    الفساد يتجاوز العقود: انهيار الهيكل العسكري.

    فقد تم شراء اعتدة اتضح لاحقا انها صناديق مملوء بالرمال، ودروع حماية ادت الى استشهاد الجنود كما تحدث امري الافواج المقاتلة. والى صفقة 400 مدرعات مع اوكرانيا ظهرت عليها تشققات قبل استعمالها (راجع حديث وزير الدفاع جمعة عناد)حديث السيد الغراوي مع وكيل وزارة الداخلية العراقية عن وجود 250 ناقلة منها في التاجي لا يعلم بها السيد الوكيل (راجع حديث قائد قوات الموصل الغراوي)

    معسكرات مهجورة وأسلحة متروكة.

    • معسكرات الجيش العراقي أصبحت مأوى للمتجاوزين بدلًا من استعادة المعدات وصيانتها.

    جنود بلا كفاءة قتالية.

    • عملية التطويع كانت عشوائية، ما رفع معدل أعمار الجنود إلى 40 عامًا.
    • هذا العمر، المرفق بمشاكل صحية واجتماعية، جعل الوحدات القتالية غير صالحة للمعارك.

    ان العقود الوحيدة التي لم يدور حولها شبهات الفساد لا بالسعر او النوعية دبابات برامز. وهو ما يؤكده مستخدميها في المعارك ضد داعش . العقود مع الجانب الامريكي وذلك بسبب نظام البيع المتشدد الذي تتبعه الادارة الامريكية ، وذلك بسبب انظمة البيع المعقدة التي يضعها الكونكرس على شركات السلاح، ومراقبة مكتب الحسابات. 

    هذا ليس مدح بالجانب الامريكي. رغم ان المعدات الامريكية غالية الثمن نسبيا، ولكنها معتمدة وفي المديات الزمنية البعيدة تصبح رخيصة جدا المدافع التي اشتريت من الصين وروسيا وغيرها تفتقد للدقة، وعمر السبطانة ولذلك تحتاج الى خمسة اطلاقات على الاقل لتصيب هدف يصيبه مدفع سيزار الفرنسي بقذيفة واحدة.

    لم تكن مصلحة الجيش، والعراق موجودة بل كمية، وحجم العمولة هي التي قادت ما حدث في وزارة الدفاع .. سيارات الريو ،والدوج الامريكية التي وصلت للعراق كمساعدات العام 1956. استمرت بالعمل لسبعينات القرن الماضي. وما زالت تعمل لدى القطاع الخاص ...

    الامر ليس فساد فقط بل هو منع وجود قوات مسلحة بتجهيز قتالي، وجنود مدربون ان عملية تطويع الجنود جعلت الوحدات القتالية العراقية بمعدل اعمار 40 سنة، وهو عمر يتعدى اعمار جنود القتال، ومع ما يرافق هذا العمر من امراض ومشاكل اجتماعية تصبح الوحدات مشلولة لا تصلح للقتال.


    خاتمة الحلقة الثالثة عشر.

    الفساد الذي استشرى في وزارة الدفاع لم يكن عشوائيًا؛ بل كان متعمدًا لتدمير البنية التحتية للجيش العراقي، ومنع وجود قوات مسلحة فعّالة.

    في الحلقة القادمة...
    سنلقي الضوء على الفساد الذي طال القوة الجوية العراقية، وما حدث للدبابة العراقية "أسد بابل" والمدفع 122 ملم الذي صُنع بالتاجي.

    google-playkhamsatmostaqltradent