طائرة الميج 23 جعلتنا نشاهد افضل لاعب كرة قدم في أمم أوروبا 84.
يبدو العنوان غريباً ما علاقة طائرة الميج 23 التي جعلتنا نشاهد من خلالها بلاتيني في بطولة أمم أوروبا 84 أذ كان هو أفضل لاعب كرة قدم في البطولة. التي يقيمها اتحاد كرة القدم الأوربي كل أربع سنوات. تلك الأحداث التي جرت في حينها من ذكريات حرب القادسية الخالدة.
مجلة شهربان الألكترونية- SHAHARBAN MAGAZINE
صقور طائرة الميج 23 الأشاوس يدخلون الفرحة في قلوبنا! في صيف ذلك العام 1984 التي أقيمت فيها أجمل بطولة لكرة القدم وهي أمم أوروبا. التي تعتبر ثاني بطولة بعد بطولة كأس العالم. تلك البطولة التي جرت وقائعها في فرنسا يتذكرها من عاصر تلك البطولة ويتذكر أنها سميت بطولة بلاتيني. بعد أن كان بلاتيني افضل لاعب كرة قدم في تلك البطولة وكان من أبرز وألمع لاعب في البطولة على الإطلاق.
تلفزيون العراق كان ينقل لنا مباريات بطولة أوروبا وغيرها في بث مباشر يشاهده ملايين العراقيين في كل مناطق ومدن العراق. كنا نحن المقاتلين في الجبهة ضباطاً ومراتب ننتظر بث تلك المباريات بفارغ الصبر. كما شاهدنا من قبل أغلب بطولات كأس العالم وبطولات كأس العرب وبطولات الخليج العربي ونهائيات أندية أوروبا.
محطات التشويش الايرانية قبل أفتتاح بطولة أمم أوروبا.
قبل افتتاح البطولة بثلاثة أيام تقريبا نصب العدو الإيراني أنظمة تشويش في قاطع دهلران. أدت الى تعطيل وصول بث تلفزيون العراق الى قواطع (دهلران ، بدرة وزرباطية ، سيف سعد وحتى قاطع مندلي ). بل أن صورة التلفزيون الإيراني أصبحت هي التي تبث عبر تردد قناتي العراق الاولى والثانية قناة التاسعة والسابعة.
على آثر ذلك أصابنا الغم والحزن الكبير. حاولنا بشتى الطرق تطويل أعمدة هوائيات التلفزيون من دون جدوى ، فلقد كان البث الإيراني والتشويش قوي جدا ؟ استمر هذا الوضع يومين متتاليين! بالطبع كانت محطة تقوية واسط (الكوت) تحاول جهد الإمكان التغلب على هذه المشكلة ولكنهم لم يستطيعوا ذلك أبداً.
قبل يوم البطولة بليلة واحدة. جاءت التعليمات الى قوات الدفاع الجوي المحيطة بفرقتنا بتقييد الرمي في تمام الساعة الخامسة فجرا وحتى إشعار آخر. كما أخبرنا بهذا آمر وحدتنا بعد الغارة!
كنا نستيقظ بدون تعداد صباحي وكل منا يذهب إلى مكانه المخصص! حيث تأتي عجلات اكثر من ستين وحدة عسكرية لاستلام الأرزاق اليومية وفي خلال ساعتين نكون قد انجزنا عملنا بإتقان والحمد لله.
خرجت من الملجأ أنا ومن معي من المراتب وكان مع الضياء الاول وقبل الساعة الخامسة بدقائق قليله. ليبدأ توزيع الأرزاق في تمام الساعة الخامسة صباحاً.
اليكم الفديو الخاص بالقصة:
تشكيل من طائرات الميج 23 تغير على محطة التشويش الإيرانية.
سمعنا هدير طائرات فالتفت الى يميني فإذا بأربع طائرات ميج 23 عراقية تمر من فوق رؤوسنا والحارق الخلفي يضيء سماء وحدتنا… فوالله العظيم لقد مروا فوق رؤوسنا بالضبط. ولا أكتمكم سراً ان قلت إننا رأينا خوذة احد الطيارين الأبطال. كان ارتفاع طائراتنا لا يزيد عن العشرين متراً ان لم أبالغ في التقدير. ثم تبعت الطائرات الأربع طائرتان من طراز ميج 21 تحمل كل منها أربعة صواريخ بيضاء اللون. ولكن بارتفاع أعلى من طائرات الميج 23.
بعد ثواٍنٍ وعند وصول الطائرات فوق مدينة بدرة تسلقت الجبال الفاصلة بيننا وبين إيران لتصب حممها على الأهداف المطلوب تدميرها … وتعود بعدها بدقائق قليلة وبارتفاع عال هذه المرة.
لا ندري ماذا قصفت طائراتنا ولكننا وعند الساعة التاسعة صباحاً وحيث كان التلفزيون العراقي يبث برنامجه الصباحي كل عطلة صيفية. فتحنا التلفزيون فإذا بالصورة واضحة جدا دون أي تشويش. عندها رقص الجنود بفرح غامر والكل يقول سووها طيارينا وكانت مشاعر الفرح لا توصف والله.
في الساعة الحادية عشر صباحاً صرح ناطق عسكري أن طائرات قوتنا الجوية قد دمرت محطة تلفزيون دهلران وأجهزة تشويش نصبها العدو في هذه المحطة.
لقد جعلتنا طائرة الميج 23 نشاهد مباريات بطولة أمم أوروبا 84 وشاهدنا افضل لاعب كرة قدم هو بلاتيني الذي أبهر الجميع. واستمتعنا بكافة المباريات والكل يدعوا للنشامى على جميل صنيعهم وبطولتهم التي لا تضاهى. كتابة هذه الذكرى تكريما للنشامى وتدوينا لإحدى صولاتهم الجريئة.
بقلم الشيخ عبدالوهاب الفياض.