سحر المقاهي التقليدية والفلكلور في القرى: رحلة إلى الماضي الأصيل.
بقلم : خوام الزرفي.
تعتبر زيارة القرى التي تحتفظ بالتقاليد الشعبية والمقاهي التقليدية تجربة لا تُنسى تعيدنا إلى أجواء الماضي الجميل. تحتضن هذه القرى الفلكلور الغني بروحانيته وتاريخه، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي البساطة وجمال التراث. إن الاستمتاع بأجواء الفلكلور وسحر المقاهي التقليدية في القرى هي تجربة رائعة حقًا. يعد الفلكلور والتقاليد الشعبية جزء مهم من ثقافة وتقاليد العديد من البلدان والمناطق، وتعكس هذه المقاهي التقليدية روح وتاريخ تلك المجتمعات المحلية.
عند زيارة القرى التي تحتفظ بالتقاليد الشعبية، يمكنك التمتع بالعديد من الأنشطة المثيرة. قد تجد نفسك تتمايل على أنغام الموسيقى التقليدية المحلية. وقد تشاهد فرق الرقص التقليدية وهي تؤدي العروض التعبيرية الشيقة. كما يمكنك تذوق طعم المأكولات التقليدية اللذيذة والمشروبات المحلية في المقاهي التقليدية. مقال اخر للكاتب خوام الزرفي هل غادرنا النومي حلو من الفلكلور العراقي.
 |
| سحر المقاهي التقليدية والفلكلور في القرى: رحلة إلى الماضي الأصيل. |
تكمن جمالية هذه القرى في الحفاظ على الطابع التقليدي والبساطة الريفية. تجد فيها المعمار التقليدي والشوارع الضيقة المزينة بالأزهار والحدائق الصغيرة. يمكنك التجول في هذه القرى واستكشاف حرف الحرف التقليدية مثل النسيج والخزف والحرف اليدوية الأخرى.
الطابع التقليدي والمشهد الريفي.
تتميز القرى بطابعها التقليدي الذي يعكس البساطة والهدوء. تُزيّن شوارعها الضيقة بالأزهار وتحيطها الحدائق الصغيرة، فيما يظهر المعمار التقليدي في كل زاوية. زيارة هذه القرى تمنحك فرصة للتجول بين أرجائها واستكشاف الحرف اليدوية القديمة مثل النسيج والخزف، التي تُعتبر شاهداً على عراقة هذه المجتمعات.
من فلكلور مقاهي أيام زمان وهي مهن سادت ثم بادت. هكذا راءيتهم (اهل الدنيا كوكب يسار بهم وهم نيام )... تشتهر باريس وخاصه شارع الشانزليه! بكثره المقاهي التي لاتنام ولمده 24ساعه ذكرتنا بمقاهينا ايام زمان !؟
في بدايه الثلث الاول من القرن الماضي. بدأت الدواوين بالتلاشي لظروف اقتصاديه واجتماعيه ولتطور الحياة ومتطلبات العصر. وتعدد وسائل المعيشه وفرض الدوله العراقيه الفتيه واصدار القوانيين الوضعيه التي تنظم حياة الناس وتحل مشاكلهم. وفق دستور منظم وانتهت المرحله العثمانيه التي كان همها الاول والاخير جمع (الميري)!؟
تائسست في قرانا مقاهي بدائييه الهدف منها ايجاد فرصه عمل والاسترزاق وخاصه في مواسم تشح الفاكهه نتيجه امراض او كوارث بيئيه او فيضان!!! وبالمناسبه كانت هناك اراضي شاسعه متروكه !!لاتتم زراعتها بما نسميه الان (المخضر)طماطه بانيه شجر وغيره وحتى اذا زرعت للحاجه الشخصيه وليس للبيع لان هناك عزوف او خجل من ممارستها!!!.
الفلكلور والمقاهي التقليدية: أجواء ساحرة.
تُعد المقاهي التقليدية أيقونة اجتماعية وثقافية في القرى، حيث اجتمع الناس قديماً لتبادل الأحاديث والأخبار. كانت هذه المقاهي تلعب دوراً كبيراً في غرس القيم وتقريب وجهات النظر بين أفراد المجتمع.
الأثاث البسيط وأجواء الألفة كانت المقاهي تُجهز بأثاث بسيط مصنوع من سعف النخيل، وكان الراديو مصدر الترفيه الرئيسي. يُشغل الراديو باستخدام بطارية تُشحن بشكل دوري، وقد أضاف هذا العنصر جوّاً من التواصل والمشاركة الجماعية.
كان اثاث المقهى كله من سعف النخيل الكراسي والاسره !! والراديو وكانت الاذاعه العراقيه تفتح صباحا لمدة ساعتين وعصرا!!؟والراديوا يتم تشيغله بواسطه باتري كبير (مثل باتري اللوري) يتم شحنه كل شهر ؟؟
(لطيفه) ارسل صاحب المقهى الباتري الى الشحن (وكان رجلاً شديداً). وتكون المسافه اكثر من ساعتين وهو يركب حماراً! واثناء رجوعه هومت عيناه وكان يحمل (جلاب) وضع الجلاب على قطبي الباتري السالب والموجب. وهنا حدثت جدحه قويه ارهبت الشخص! وقع الباتري وانكسر وادعى الرجل ان شياطين هاجمته خوفاً وبقى شارد الذهن وكلامه غير مفهوم.
دور المقاهي في الحياة الاجتماعية.
ملتقى العائلات والشباب: كانت المقاهي ملتقى للرجال والشباب، حيث كانوا يتبادلون الأحاديث ويخططون للزيجات والمناسبات الاجتماعية. أما الشباب، فقد كانوا يقضون وقتهم هناك لمشاهدة الفتيات أثناء جلب الماء من النهر، مما كان يُثمر في بعض الأحيان عن زيجات ناجحة.
استقبال الغرباء بكرم: كان الغرباء يجدون ترحيباً كبيراً في هذه المقاهي، حيث يُقدم لهم الشاي دون مقابل، ويُستضافون إذا تطلب الأمر. هذا الكرم كان يعكس روح المجتمع العراقي الذي اتسم بالتكاتف والتسامح.اما الغرباء فيكونون في موضع احترام وحتى اذ لم يكن احد من رواد المقهى موجود صاحب المقهى يقول (اوجاغ) يعني اجره الشاي على صاحب المقهى والغريب من يبقى الى فترة الغداء يستضاف او حتى يبات.
(لطيفه) جاء احدهم وهو غريب وكان عطشاناً وقال للذي يجلس بقربه اريد ماء قال له اطلبه: قال الغريب ممن اطلب (وكان اصحاب المقهى ثلاث وكلهم يحملون مسدسات وخناجر ) قال اخاف اطلب؟؟؟؟ كانت المقاهي تصفي الماء الخابط بالشب وتعطي للبيوت القريبه ماء لعمل الشاي ؟:؟:؟؟
مقاهي أيام زمان ودورها الاجتماعي بعد انحسار الدواوين؟ لعبت المقاهي دورا بارزا في تقريب وجهاة النظر وكانت امتداد للدواوين في غرس القيم والاخلاق وكانت رافد في كثير من المسائل ردم الهوه بين المختلفين او انطلاق مشروع او شراكه اقتصاديه او مصاهره بين العوائل !!!.
في كل قريه مقهى او اكثر وفيها مقاهي متميزه يرتادها من كبار السن !! وقد حدثت زيارات للشباب للمقاهي الاخرى للتسكع وقضاء الوقت او (للخطبه)!!!! يخرج صاحب المقهى الكراسي في ساحه المقهى. وسابقا لم تكن خزانات المياه معروفه.
يجلس الشباب ليروا فتياة القريه وهن يخرجن زرافات ووحدانا لجلب الماء من نهر (خريسان)!! وقد يستمر جلب الماء بواسطه (المشربه) لساعتين او اكثر اما المغرمين فكانت كراسيهم معروفه وهم يشربون الشاي (وعاده الدفع سنوي وليس نقدي او شهري)!!! وقد اثمرت هذه العواطف الشريفه الى زيجات واطفال!!!؟؟
المقاهي كمركز للثقافة الشعبية.
كانت المقهى وطن صغير يجتمع فيه الكبير والصغير الغني والفقير حتى المتخاصمين تراهم خلال اسبوع يلتم الشمل. عندما ياتي احدهم ويسلم مره اثنان من الطرف الاخر لا يرد السلام البقيه تنظر له بعين الريبه (لان السلام لله). وهكذا كان الانسجام ديدن الكل والرجل الضايج من زوجته يقضي وقته هناك. بأجواء الفه وعواطف عفويه وانسجام واخوه.
اه يازمن اضعناه واضاعنا!! كان عشقا يسبح بتراتيل صامته!! ويتمتم بصلاة مقدسه كان العاشق يتصلب بمكانه وهو يرى المعشوق يحمل جرة الماء! يتمنى لو ان قلبه حملها ويقف الزمن عنده ويصلب على كرسي المقهى،!!.
صدى وقع قبقاب يطرق تراب الارض سيمفونيه تعزف في نبضات كيانه وعيونه وهي مسمره على قارعه الطريق! ترسم مواسم فرح تنضج ثمارها واشواق اتعبها سفر فرح! اتي في غسق فجر او شفق شمس تنام في عيون احلام بيضاء!!؟؟
الموسيقى والرقص التقليدي: لم تقتصر دور المقاهي على اللقاءات الاجتماعية فقط، بل كانت أيضاً مركزاً للموسيقى والرقص الشعبي. العروض التقليدية أضافت سحراً خاصاً لهذه الأجواء، مما جعلها تجربة فريدة للزوار.
الطعام والمشروبات التقليدية: قدمت المقاهي أطباقاً تقليدية ومشروبات محلية أصبحت جزءاً من الذاكرة الجماعية لسكان القرى. هذه النكهات الأصيلة ما زالت تثير الحنين للماضي.
حنين إلى أيام زمان.
تعيدنا أجواء المقاهي التقليدية في القرى إلى زمن كانت فيه البساطة والانسجام عنواناً للحياة. على الرغم من تغير الزمن وظهور أنماط حياتية جديدة، إلا أن ذكريات تلك الأيام تبقى حاضرة في وجدان الأجيال، تروي قصصاً عن الحب، الألفة، والكرم الذي كان يميز المجتمعات الريفية.
الجوع العاطفي تشكمه قيم مجتمع !! اه ياعراق الالفه يا صحراء نفس لهفى لماضيك وقلق لمستقبلك المجهول!! ياجرح زمن رعافه يصب في صبر الامهات الثكلى. عشق المحبوبه هو غرامك النقي الابيض وجناحات تشرع عالياً في مياة الضباب الجميل!!!! ياعشق العذارى وضحكه اطفال سعداء !!
ذهبت ايام عهر الاحتلال ولم تبقى سوى عام او اعوام يعصر بها الناس ويستغيثون!!. ياعراق المقهى ولمت الناس رسمت لنا فرحه في الماضي انزع قيودك وزيح غيومك لانك الفجر والحياة وضحكه اطفال وراحه تعبان!!!؟
خاتمة: الماضي الذي نفتقده تظل المقاهي التقليدية رمزاً للحنين للماضي بجماله وأصالته. زيارة القرى اليوم تمثل فرصة لإحياء هذه الذكريات والاستمتاع بجمال البساطة. دعونا نستمتع بهذا التراث وننقله للأجيال القادمة ليبقى شاهداً على قيمنا وتقاليدنا العريقة. تلك أيام المقاهي التراثية والفلكلورية من ايام زمان القرية استمتعنا الى شواطئ الذكريات من سحر ايام زمان . نستل بعضها لنروي العطش للماضي الذي اضاعنا وأضعناه شكراً للكاتب الرائع خوام الزرفي.