هكذا تكلم أنيس عصفورٌ من الكرمة انيسيات يومية.
في عالم الكتابة الأدبية، تبرز الأعمال التي تتناول التجارب اليومية بروح من التأمل العميق والفلسفة الحياتية. تعتبرمقال "عصفورٌ من الكرمة" للكاتب أنيس من أبرز الأمثلة على هذا النوع من الأدب، حيث يستعرض فيه المؤلف رؤاه وأفكاره من خلال مجموعة من التأملات والقصص اليومية التي تلامس الحياة من جوانبها المختلفة.
هكذا تكلم أنيس عصفورٌ من الكرمة انيسيات يومية. |
في هذا المقال، سنتعمق في كتاب "عصفورٌ من الكرمة"، ونستعرض بعضًا من الأنسجية اليومية التي قدمها أنيس، مشيرين إلى كيفية استثمار اللحظات البسيطة لبناء معاني أعمق في حياتنا. سنكتشف معًا كيف نجح أنيس في تحويل التفاصيل العادية إلى دروس حياتية ذات طابع فلسفي، مما يجعل من "عصفورٌ من الكرمة" عملًا يستحق القراءة والتأمل.
ذكريات الطفولة و"عصفورٌ من الكرمة"
أنيسيّات ; Aneesiyyat ( عصفورٌ من الگرمة ) اعتدتُ أرى وأنا صغيرٌ منذ ستينيات القرن الماضي الرجالَ في گرمة بني سعيد وقراها وماحولها , يضعوا المظلات umbrella فوق رؤوسهم أثناء تجوالهم طيلة أيام الصيف اللاهبة الحارقة.
تلك المشاهد طبيعيةٌ مألوفة , بل تدعو الى الإعجاب هي دليل ثقافة حامليها وإناقتهم وحسن إدائهم , فكانت من أمنياتي أقتني واحدةً منهن , حتى أسعدني الحظ في الظفر بشمسيةٍ صغيرةٍ ولاديّةٍ , أتفيّك بها كلّ ظهيرةٍ في الطرقات عمداً , ليس لي عملٌ إلاّ تحقيقاً لرغبةٍ مكبوتةٍ أخرجتها الى الوجود يدُ القدر أو غفلةٌ منه.
بعد أكثر من نصف قرنٍ وأنا أعود الآن الى داري أُنهي الشفت الصباحي من عملي في دكاني , رحت أستعين بواحدةٍ من هذه الشمسيات الأنيقة , تشايعني سخرية الأطفال وتعليقات الصبيان وفضول النسوان , كأنّي اقترفت عيباً يندى له الجبين حياءً.
لذا غادرتُ هذه الموظة أستعين بقطعة كارتونٍ عتيقةٍ بالية أحمي بها رأسي الحاسر الأنزعِ , فلم ألفت انتباه أحدٍ منهم تماماً , كلّ هذا يحدث ونحن في عاصمة الحضارة بغدادَ السلام , يهزؤون من سياقاتٍ جميلةٍ متمدّنة مارسها أبناء الجنوب قبل ستّين عاماً.
توفيق الحكيم و"عصفورٌ من الشرق".
في الثلاثينيات كتب توفيق الحكيم روايته ( عصفورٌ من الشرق ) يصف بها حاله أثناء دراسته في باريس , محسنُ هذا سقط في حبّ فتاةٍ فرنسية عانى من حبّها ماعانى , كأيٍّ عاشقٍ شرقي حين يضع كلّ عواطفه في سلّةٍ واحدة , يرى محبوبته ملاكاً أوحداً يرسم لها صورةً جميلةً صافيةً رقراقةً كلوح الزجاج
تجارب الحياة وسفر الضمير.
غادرت گرمة بني سعيد عصفوراً في التاسعة عمراً ، تقلبتُ بين فجاج الأرض شرقها وغربها ، شمالها وجنوبها ، هوراً وجبلاً وسهلاً وصحراءً وودياناً ، عبرت المضايق والمحيطات ولم أحرق سفينةً
اخترقتُ كتب التاريخ منذ الخليقة مروراً بضيافة الآلهة وحتى برانيات النجف المعاصرة ، وصلت الى حقيقة دامغةٍ : أنّ الضمير هو قاعدة الإنسانية العظمى ، فعصمني من الإنزلاق في دهاليز الخرافة أن تتحكم في عقلي بألسنة الروزخونيين وألعاب الكهنة ،
قد تختلف العقول ولكنّ الضمير واحدٌ عند الجميع ، كبيرهم وصغيرهم ، رجالهم ونسائهم ، اللصوص والقتلة يمتلكون أيضاً عقولاً جبارة يتفننون بها في صنع مآربهم إذا مات الضمير لديهم ، يتحررون من رقيبٍ يحكم تصرفاتهم ، وليس أروع مما أفتى به شيخ الفراتين الطرگاعة محمد مهدي الجواهري عقوداً ماضياتٍ :
نصيحة بعد عمر طويل.
نصيحتي بعد هذا العمر الى الذين يعبدون آلهةً بشراً ، لاتبالغوا في تقديس هؤلاء الأصنام والداينوصورات، ولاتتمادوا أطلاقاً في تعظيمهم ، فقد تكتشفوا مايخالف هواكم يوماًما ، فتصابون صدمةً عنيفة تؤدي بكم وحتماً الى مواخير الرذيلة وعلب الليل الحمراء وبراثن النكسة فاقدين آدميتكم فتصبحوا على مافعلتم نادمين
- ... قبل كنا نقول أنّ مشكلة نادي الطلبة.
- ... بالمدرب أحمد خلف ، وعليه طردناه.
- ... راح الى نادي دهوك ، النتائج منتازة.
- ... جبنا أحمد صلاح چان خوش مدرب.
- ... من إجانا خرط الفريق صار مكفخة.
- ... شني هاي ؟ عرب وين طنبورة وين.
... هكذا تكلّم أنيس !!