وقصته مع الطيران
بقلم مالك عبدالقادر المهداوي
لرمضان وصيامة نكهة تختلف عن باقي الايام، من القصص والذكريات التي رافقتنا في حياتنا العملية هي صيام شهر رمضان وقصصه معنا ومع الطيران.
حين كنت برتبة صغيرة اعمل في قاعدة كركوك الجوية من سنة 1982، كان ذلك أول رمضان التزم به بالصيام وكان للمرحوم النقيب الحاج أحمد طلفاح حويجة الدور والتوجيه والهداية في الالتزام.
ان الايمان والالتزام الديني طواعية يكون له نكهة وذوق ودور كبير في الالتزام أكثر وأكبر من الاجبار أو الاكراة لذلك يوقر الايمان ويجعلك تصاحب أقران تتعلم منهم ويتعلمون منك قيل في بيت شعر الحكمة:
عند الافطار يقوم باصطحابنا الى جوامع كركوك لنصلي صلاة التراويح كل يوم في جامع كنا نصاحب قيس ربيع وحجي طالب ومحمد مظلوم وبقية الاخوان لان مقر سربهم يشاركنا بالسيطرة الجوية.
وقد كتب المرحوم اللواء الطيار الركن قيس ربيع في أحد التعليقات من قصص رمضان التي كتبتها الاتي:-
من الذكريات الجميلة الي يجب أن نتذكرها هي ذكريات الصوم ونحن الطيارين الذين كنا ننفذ طلعات جوية على الطائرات المقاتلة...
لقد كانت هناك رخصة من الجامع الازهر بعدم صيام الطياريين لان الصيام يؤثر على قابلياتهم البدنية والصحية ومما يسببه من هبوط في الضغط والسكري والجهد الذي يبذله الطيار بالطلعة الواحدة كبير...
وأضاف قائلاً: اننا كنا نصوم ونطير ونتحمل الصيام في الحر الشديد وفي أشهر السنة من حزيران وتموز وأب، ولكن الايمان بالله وعدم الافطار فان الله يعوضك قوة اضافية في التحمل وأكمال صوم رمضان.
كنت خافراً لعدة ايام في السيطرة الجوية من الايام القمرية والتي عادة تكون في منتصف رمضان فيكون فطورنا في برج السيطرة الجوية لان طائرات الدورية تعود بعد الغروب بقليل وكنا نجهز للطيران الليلي لسرب 109.
جذب انتباهي عند بداية الطيران الليلي أن الرائد الطيار حجي طالب قد نفذ طلعتين ليلية وبعد أن أكمل جاء الى برج السيطرة ليشرف على طيران بقية السرب فقلنا له ما شاء الله تبارك الرحمن على هذا الجهد والقابلية.
لقد كان الحاج طالب قد نفذ اربع طلعات جوية واجبات نهارية وهي واجبات قتالية وهو صائم وأضاف اليها طلعتين ليليلة فلما تم حسابها تبين أنه قد قضى في الجو من ذلك اليوم تقريباً سبع ساعات.
علماً أن الساعة الواحدة تستنزف من طاقة الانسان المسافر بالطائرة سفر 5 ساعات بالسيارة أذا كان مسافراً فما بالك أذا كان قائداً للطائرة...