ذكريات رمضان البحث صلاة التراويح العشرين؟
كتب الحاج عبدالسلام البكر نجل الرئيس الراحل أحمد حسن البكر في مدونته من ذكريات رمضان ونتبجة البحث عن جامع يقيم التراويح العشرين ركعة في الامارات. وهو يسردها في هذا الشهر الفضيل في ما مر به من أحداث جميل.
لكل منا قصة مع شهر رمضان هذا الشهر المبارك ولنا من ذكريات رمضان لايمكن أن ننساها لحلاوتها ففيها صلاة التراويح وقد عهدناها في جوامع بغداد عشرون ركعة...
مجلة شهربان الألكترونية- SHAHARBAN MAGAZINE
وفي ذلك الرمضان من سنة 2004 كنت أسكن إمارة (أم القيوين) وهي صغيرة وهادئة. يحتضنها البحر من ثلاث جهات ليجعلها شبه جزيرة. حين حل شهر رمضان كنت كعادتي في باقي الأيام أصلي في المسجد الذي لا يبعد عن سكني أكثر من مائتي متر.
وفي يوم سألني أحد المصلين الإماراتيين قائلا: (بو أحمد أشوفك ما تصلي معانا الوتر)؟
أجبته أني متعود على صلاة التراويح عشرين ركعة فأرجع إلى البيت لأكملها.
فقال لي (هل أدليك على مسجد يصلون عشرين ركعة ) ؟ قلت له ياليت.
مسجد الرشيد في بازار في أم القيوين والتراويح العشرين.
فأرشدني إلى مسجد إسمه (الرشيد) يقع في (البازار) وهو إسم مرادف لأحياء أم القيوين القديمة. التي قليلا ما تسكنها العوائل وأصبحت فقط لسكن للوافدين الأسيويين. وقليل من العرب وبعيد عن سكني بعض الشيء.
ذهبت لأبحث عنه فوجدته في حي ضيق الطرق. كل مصلي المسجد تقريبا من الهنود والبنغال . وربما أنا العربي الوحيد من بينهم. حتى أن إمام المسجد (وهو شاب فلسطيني) يعطي بعض ملاحظاته وتوجيهاته باللغة الهندية التي يجيدها .
هو متقن الحفظ ضابط لقواعد التجويد يقرأ في كل ليلة أكثر من جزء، حيث يختم في ليلة السابع والعشرين، ومما لاحظته أن المصلين في تلك الليلة يجلبون معهم قناني الماء ويزيلون أغطيتها إلتماساً لبركتي الليلة وقرآءة القرآن الكريم .
في رمضان التالي وجدت مسجداً قريباً مني يصلون فيه عشرين ركعة في العشر الأواخر فكنت أصلي فيه تلك الليالي. وإمامه رجل مبارك من بنغلاديش وفير الأدب يشبه والدي رحمه الله في سن الثلاثين مع الفارق في شدة السمرة .
بعد مدة نُقل الإمام الشاب الفلسطيني من مسجده الذي لا يعرفه سوى أهل حيه إلى أهم وأكبر مسجد في المدينة وهو جامع (الشيخ زايد رحمه الله ) والمرفقة صورته.
الحق اقول أن الصلاة بأكثر من جزء في ليلة واحدة متعب بعض الشيء فهو كما أسلفت يختم في ليلة السابع والعشرين وليس في ليلة الثلاثين أو حتى التاسع والعشرين.
من طريف ما رأيت بسبب ذلك صبيين باكستانيين (عمر أحدهما 13 سنة والآخر ربما عشر سنين). حين ينتهي الإمام من صلاة الركعتين (ترويحة) ينسحبان من الصف. يجلسان يتحدثان مع بعضهما بصوت خفيض أثناء قراءة الإمام (خاصة أن مسجد الشيخ زايد كبير). وما أن يهم الإمام بتكبيرة الركوع حتى يسارعا للالتحاق بالصلاة. ليوفّرا عليهما تعب الوقوف طويلاً أثناء القراءة ولو للركعة الأولى على الأقل .
عبد السلام البكر