recent
أخبار ساخنة

العيد " بعيون أبن شهربان.

Site Administration
الصفحة الرئيسية

العيد في زمن شهربان بعيون أبن شهربان. بقلم / إبن شهربان(Ibn shaharban).

العيد بعيون أبن شهربان متيقِّن بان جميع أبناء أجيال شهربان الزمن الجميل يتذكرون تماماً العيد ومراسيمه الجميلة. التي ينتظرونها بشوق ولهفة لعدة شهور تمر بطيئة متثاقلة ملؤها الأمل. أنه فرح غامر بدأ يقترب ~ فلا توجد مناسبة جميلة كما هي مناسبة العيدين في مدينة شهربان! الفطر والأضحى. العيد ورمضان بعيون أبن شهربان.

العيد " بعيون أبن شهربان.
العيد " بعيون أبن شهربان.
وإن كانت أعياد هذه الأيام إن وجدت هي حصراً للأطفال فإن أعياد زمن شهربان الجميل هي للأطفال وللكبار على اختلاف أعمارهم نساءً ورجالاَ. يتهيأ لها الكبار مثلما يتهيأ لها الأطفال طوال العام. ومن عادات الناس في العيد هي شراء وارتداء الملابس الجديدة. وحين يحل العيد تتحول شهربان وأسواقها وشوارعها وحدائقها الى عالم خرافي ملون وتكاد ترى الفرح يشع من عيون الناس أينما التفتت. 


يوم الكشتار الذي يسبق العيد.

اليوم الذي يسبق حلول العيد يسمى يوم الكشتار. ولا اعرف من أين أتت التسمية لا يهم فهو آخر يوم قبل حلول العيد. وهو يوم التحضير والتهيؤ للعيد السعيد. حيث تتهيأ العوائل ليوم غد. فالأسواق مزدحمة بالمتبضعين لكل لوازم فرحة العيد من أمور الأطعمة والهدايا وملابس العيد الجديدة . 

لقد كان فرح أهل شهربان الزمن الجميل. هو ليس كشعور إنساني تشعر به أو تتحدث عنه ~ إنما تكاد تلمسه وتراه. مرسوم حول عيونهم ويشع منها وتشعر بدفئه. حينما يحدثونك وانت تتحدث مع أحداًَ منهم . نعم فرحهم شعور إنساني العيد بعيون أبن شهربان.

عربة خشبية فلكلور العيد.

لكنك تراه مثل هالة حول عيونهم التي تكاد تقفز من مآقيها حين تقابل عيونك. هو فرح أصيل مصنع في قلوبهم الطيبة ومنسجم مع طموحاتهم البسيطة المسكينة. وليس فرح مصطنع للهروب من اكتئاب هذه الأيام المتشابهة. عني صرت مقتنع تماما بان فرح هذه الأيام هو فرح تجاري غالي التكاليف. فرح هذه الأيام معلب نشتريه من السوق عندما نتبضع ونصرف المال لشراء بدلة او موبايل او نظارة أو سيارة أو ندخل مطعم .

نحن نخلق العذر لشراء حاجة كي نفرح لساعة أو يوم لكنه فرح طارئ وقتي لن يدوم كونه غير أصيل.  فأي أي حياة تعبانه هذه التي حتى فرحها نشتريها من السوق ؟ وحتماَ سوف يتفق معي كل من يشعر بالضيق واحياناً بالاكتئاب! بعد كل حالة فرح طارئ تمر عليه وسط لج كآبة هذه الأيام .

حمام السوق العام قبل العيد.

في يوم كشتار يذهب العديد من الرجال والأطفال الى الاستحمام في الحمامات العامه. في سوق شهربان (أل شبلاوي وأل بدي) وهي حمامات موروثة من أيام الحكم العثماني وأحيانا يسموها الحمامات التركية. 

هناك سوف تتعرض لتنظيف سنوي تماماً مثل صيانة السيارة وذلك بفعل أشخاص محترفين يسمونه "المدلكجي" يسلخون الأوساخ من جسمك. حتى اذا كان عمرها عام وقد تصل الى حالة الإغماء.

حتماً عندما تنتهي من الاستحمام بتلك الحرارة اللاهية ستنهي حمامك باستكان حامض أو جاي بالدارسين والكل يقول لك نعيما !! ... تلك هي سِبحَةْ (غَسْلَّةْ) العيد (مرتين بالسنة!!)

عربة العيد تجرها الخيول.

أول يوم من أيام العيد.

كثير من أطفال شهربان لا ينامون ليلة العيد من شدة الأثارة بانتظار الصباح ( شطولك يا ذاك الليل!!). وإن صادف وحصل العيد في فصل الشتاء فإن أغلبهم يبقى يراقب السماء قلقاً من احتمال حصول المطر. خوفاَ على الفرصة النادرة التي لا تتكرر قبل عام. 

ولان الله يحبهم يحقق أحلامهم البسيطة فلا أتذكر حصل مطر في عيد. ومنهم من يضع ملابس العيد والحذاء الجديد جنب الوسادة ( المخدة ) للسرعة واختصار الزمن وسرعة التبديل صباح يوم العيد انه نزغ الأطفال وطيشهم وبراءتهم.

صلاة العيد فجراً في جامع شهربان الكبير.يوم العيد بعيون أبن شهربان. يبدأ العيد فجراً على أصوات المآذن والتهليل والتمجيد بالعيد. (لبيك اللهم لبيك إن النعمة والملك لك لا شريك لك لبيك). 

شعائر تبسط حاله من الخشوع والأمان والطمأنينة على مدينة شهربان وأهلها. ~ فالأجواء معبئه بالطمأنينة ~ الجميع يشعر بالطمأنينة المُتَديِّن وغير المُتَديِّن ~ ساعات جميله ومثيره لا تنسى. ينتظرها الناس بشوق منذ عدة شهور - فما إن تنتهي صلاة العيد وينتشر المصلين.

تبدأ فعاليات العيد التي يكون للأطفال فيها الدور الأساسي.

عربة العيد تجرها الخيول.عربة العيد تجرها الخيول.في صباح يوم العيد تهب الأطفال لمعايدة الوالدين والأخوان والأقارب والجيران وأي شخص يصادفهم. وفي بالهم شيء واحد مهم وهو جمع العيديات من الفلوس لصرفها لاحقاً. فجملة " أيامك سعيده " من طفل في صباح يوم العيد لها معنى واحد هو " لاعب أيدك ... وين العيدية ! " .

دولاب الهوى الخشبي ايام العيد.

بعد إتمام جمع العيديات والهدايا تكون وجهتهم السوق. حيث تنصب الملاعيب والمراجيح وعرباين الربل والخيل والحمير والباعة المتجولين وباعة الأرصفة. وألعاب العيد التي تظهر فقط في أيام العيد. تراهم بملابسهم الجميلة وضحكاتهم الخلابة يركبون العرباين (وهذا سايقنة الورد هسة يودينا ويرد).

أو تراهم على المراجيح وعلى الملاعيب المختلفة وطبعا شراء الحلويات والدوندرمة. ولا يعودون الى البيوت إلا بعد أن صرفوا العيديات واتسخت ملابسهم الجديدة. وطبعا غابت الشمس - أنها أيام احتفالية لا تنسى ... شيرجعك يازمن ؟ . 

الناس في المحلة والحي والسوق ويزور بعضهم البعض لتبادل التهاني والتبريكات هم يعايدون بعضهم ويتقابلون الاحضان وهم كانوا مع بعض ليلة البارحة أو عصرها ... مشاعر صادقة خالية من نفاق هذه الأيام ... 

اليوم يتصالح المتخاصمون وتنسى الأحقاد وتعود الأمور الى مجاريها من جديد. ~ والشخص الذي يرفض الصلح يعتبرونه شاذ أو حالة نادرة. فيالها من علاقات حميمة ويالها من جيره لا توصف . 

طبعا مغرمين مدينة شهربان وعشاقها هذا هو يومهم. يتبادلون التعايد والمعايدات والهدايا تحت جنح الظلام أو في غفلة من عيون العذال والفضولين وطبعاَ صرامة الأهل. كان قمة الطموح أن يسلم العاشق معايدة او رسالة لمن ملكت قلبه قضى أياما في كتابتها وتغيرها وتنقيحها عشرات المرات. انه حب صادق وعنيف وابيض وملئه المعاناة والانتظار والشوق وخالي تماما من الابتذال ~ أنها احلى واجمل أيام العمر.

فرجة المجداد-المقداد ثاني يوم من أيام العيد.

ثاني يوم من العيد فرجة المجداد (المقداد).

في اليوم الثاني للعيد الكل يذهب إلى الإمام المقداد ~ فاليوم هو فرجة المقداد (المجداد)- ما حصل في أول يوم العيد يحصل هنا. مضافا له حضور أهالي القرى والمناطق البعيدة أيضاً للفرجه. فهو تجمع شمولي من عشرات الآلاف - أصحاب المصالح والألعاب وبائعي الأطعمة والمشروبات الغازية يأخذون أماكنهم في الليل وربما قبل يوم.

فاليوم هو يوم جني أرباح كبيره الكل هنا يحمل عيدية العيد والكل سوف يصرفها هنا قبل أن يعود الى البيت بعد انتهاء الفرجة. ~ اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب. فلا قلق على بكرا ~ كون الأيام متشابهه وتمر متثاقله والأمان يعم والوشائج حاره والحياة تسير مستقرة وليس هناك أدنى قلق على المستقبل. 

الأسعار ثابته ومستقره ولا احد يشعر بتغيرها ولا أحد يعرف أو يهتم ماهو الدولار أو  اليورو. فالكل قنوع والحالة متشابهة والفقير في القافلة أمين. لا طائفية ولا مذهبية ولا عنصرية - في هذا اليوم تبدو الحالة لك وكأنها لوحة تجريدية مثيره أو بانوراما لا توصف.

فالبعض يجلس حول القبور ويبكي على الأموات. والبعض الآخر يلعب الجوبي وتجمعات نسائية تغني وتهلهل. تجمعات نساء المدينة وتجمعات نساء القرى وصفكاتهن في الفرجة وأطفال لا تعد ولا تحصى. مراجيح وألعاب وعشاق لا يعدون ولا يحصون . عشاق المدينة المتحضرين وأساليبهم المخفية وعشاق أهل القرى وأساليبهم التلقائية المكشوفة ... أمور جميله فوق الوصف.

فرجة الإمام مسافر المحطة ثالث ايام العيد.

فرجة الإمام مسافر ثالث يوم من العيد. 

العيد بعيون أبن شهربان في اليوم الثالث تتكرر الاحتفالية عند الإمام مسافر وشارع المحطة - لكل شهرباني ذكرى مع شارع المحطة هذا. فإن لم يكن من هواة رؤية القطار والمحطة. فلا بد أن يكون قد ذهب يوما الى فرجة الإمام سافر التي تقام هنا في هذا الشارع ثالث أيام العيد مرتين في السنة. 

لا ادري كيف كان هذا الشارع الضيق والملتوي أحياناً أن يستوعب كل أهل شهربان وقراها في فرجة الإمام سافر؟ ولا ادري كيف وأين يجدون الفسح للعب الجوبي على الطبل والمطبج (المزوج). ولطبلات لاعبي اللكو او الجتري (شالوا الجتري وعلكوا). ولمراجيح الاطفال ولبياعي الرصيف من السكائر الى المشروبات الى لفات العنبة و الكباب والكبة ولصفكة العربيات (نساء القرى)؟

الشارع مزدحم بحيث يصعب عليك الحركة أحيانا لكن الجميع فرحان ويتمنى ان لا ينتهي اليوم .

عربة العيد وفرح الأطفال.

ولو حصل نفس ذلك الازدحام في هذه الأيام فسيكون فعلا غنيمه لأصحاب المفخخات والملصقات والكواتم والخطف... سيكون القتل بالمئات لكنه حصل في زمن لم تخترع او تكتشف الطائفية بعد. حصل يوم يعرف الناس سياسة القتل على الهوية ولا فرق عند الناس بين من كان اسمه عمر او اسمه علي فكلهم أولياء الله.

والاسم ليس هو ذنب المسمى فليس هو من اختاره وليدا بل ابويه هم من اختاره له. وكم تم قتل من اسمه علي او عمر وليس له ذنب في هذه الدنيا ~ حتى اسمه ليس هو من اختاره... ذلك الازدحام حصل والناس على نياتها. ~ حصل في زمن كان حين يمدح العراقيون أهل ديالى ... يقولون ثلثين الطك لاهل ديالى .

ولم يقولوا ثلثين الطك لاهل الشيعة او ثلثين الطك لاهل السنه او ثلثين الطك للعرب والأكراد - حصل في زمن كان فيه العراق اولا مع حفظ المقامات والانتماءات والأطياف والأصول ~ حصل يوم كانت المواطنة هي سيدة الانتماءات ... انها ايام من اجمل ايام العمر - ماهي الطائفية لا نعرفها لم نسمع بها ~ ملعون يا زمن ؟

فرجة الامام طالب والصدور اليوم الرابع من العيد.

في اليوم الرابع من ايام العيد تكون الفرجة عند الامام طالب في الصباح وفي صدور ديالى في المساء - طبعا عطلة عيد الفطر هـي ثلاث ايام وعيد الاضحى أربعاً في العراق...

لكنها في شـهربان فقط دون مدن العراق الاخرى هي اربعاً للعيدين وعملوها عطلة غير رسمية. - فقد تفتح الدوائر الرسمية في رابع يوم عيد الفطر شهربان. لكن من يكون هناك فقط المدير وربما الفراش انه هامـش الفرح الإضافي لأبناء هذه المدينة الواعدة ... 

فرجة الامام طالب هي نسخة مكررة من فرجة المقداد ... نفس الحضور يضاف لهم سكان جبل حمرين والكثير من اهل بلدروز والسعدية وخانقين وجلولاء والخالص وكنا نلاحظ الفرق في اللبس وفي اللهجات. 


رابع ايام العيد فرجة الإمام طالب.


الصدور مساء العيد أخر المطاف.

في زمن شهربان الجميل الصدور بالنسبة لأهل شهربان تعني رابع يوم العيد، وتعني نهايته ... قد تذكرون الصدور في عصرية رابع يوم العيد كانت مثل لوحه جميله ملونه اخاذه الماء والخضراء والوجه الحَسِنْ .

هي عصرية الاطفال والعشاق تحديدا وتكاد تسمع وترى وتشم رائحة الحب في كل مكان... الكل يلبس اجمل وابهى الالبسه والتي قضي عام كامل بالإعداد لها... 

البنات كانت طواويس تمشي على الأرض الوان وجمال وتسريحات حسب المودة ~ لكن الاختلاط ممنوع ومرفوض مجتمعيا إلا أن العيون كانت تتقابل والقلوب تتلاقى وتتزاور هناك في الصدور...

حين يكون الشعور سامي وطاهر حيث يتسامى الحب ويعلو على الدنيويات، وحين يكون الحب تشبب وعذري تنتفي الحاجة للكلام ان شح أو ندر... ذلك لا يمنع من تبادل الإشارات والابتسامات وربما معايدات العيد...

حين تغيب شمس رابع يوم العيد تستطيع أن تلاحظ بوضوح علامات التأثر والحزن لانتهاء ايام العيد ~ لان ذلك معناه انتظار طويل لعيد قادم 

" اجه العيد وما اجيت .. 
وشعلت للملكه عمري 
وأيست تالي انطفيت .. 
وانتظرتك شمعه ذوبني 
الصبر فوق الصواني ..
وخيط بس الخيط 
ياحبيب صفيت ... 
أجه العيد وما أجيت .. 
هم أجه وما جاب روحي .. 
وعايش بلا روح 
من يوم المشيت "

عيدكم مبارك ان شاء الله أحبتي وأصدقائي أهل شهربان الغوالي.العيد بعيون أبن شهربان 

<< سابق  مقال اخر للكاتب لاحق>>
**********
google-playkhamsatmostaqltradent