ملة بختيار من محراب الثقافة إلى زنزانة الظلام: لغز مصير المناضل الديمقراطي.
في مفاجأة صادمة هزت الأوساط السياسية والثقافية، وجدنا أنفسنا أمام لغز محير: مصير الاستاذ (ملة بختيار) رجل أفنى عمره في سبيل الحرية والديمقراطية، الملة بختيار رجل كان يُعتبر مرجعاً سياسياً لا يُستغنى عنه، ورأس حربة في معارك التغيير. فما الذي حدث لهذا الرجل؟ وكيف تحول ملة بختيار من رمز إلى مجهول؟ أسئلة كثيرة تدور في أذهاننا، تستحق الإجابة الشافية.
ملة بختيار من محراب الثقافة إلى زنزانة الظلام: لغز مصير المناضل الديمقراطي. |
يشهد الحزب خلافات حادة بين جيل الشباب الذي يطمح إلى تجديد دماء القيادة وتنفيذ رؤى حديثة، وبين الحرس القديم الذي يتمسك بتقاليد الحزب ويرى أن تجربة الشباب لا تزال ناقصة. وتتركز هذه الخلافات حول استبعاد السياسيين القدامى وإعادة هيكلة الحزب، مما يثير قلقاً واسعاً في السليمانية وما حواليها.
صمت قائد التغيير وضياع الأمل في بحر السياسية؟
- رمز وطني يستبعد عن المشهد السياسي الكردي: كان [ملة بختيار] أكثر من مجرد شخصية سياسية، فهو رمز وطني حظي باحترام وتقدير الشعب. فقد قدم تضحيات جسام في سبيل تحقيق طموحات الشعب الكوردي والعراق، وكان من أبرز الأصوات التي دعت إلى الإصلاح والتغيير.
- مرجع سياسي يجبر على الصمت: بعد رحيل الرئيس العراقي [جلال طالباني]، كان من المتوقع أن يلعب [ملة بختيار] دوراً محورياً في المشهد السياسي الكردي والعراقي، وأن يكون مرجعاً يستشيره الجميع في شؤون البلاد. إلا أن الأحداث الأخيرة أثبتت أن هذا التوقع لم يتحقق.
- جاويدير: منارة ثقافية مظلمة: لم يكن [ملة بختيار] شخصية سياسية فحسب، بل كان أيضاً رمزاً ثقافياً، حيث أسس منتدى جاويدير الذي أصبح منبراً للحوار والنقاش، ووجهة للمثقفين والأدباء من مختلف أنحاء العالم. إغلاق هذا المنتدى يعني إغلاق باباً كبيراً للحريات، وخسارة كبيرة للحركة الثقافية الكردي والعراقية.
- لماذا هذا التغيّر؟ إن ما يحدث لهذا الرجل ولمنتدى جاويدير يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب والدوافع وراء هذا التغيّر المفاجئ. هل هو نتيجة لمؤامرة؟ أم هو جزء من حملة تشويه ممنهجة؟ أم هو ببساطة نتيجة لتغير الظروف السياسية؟
دعوة إلى التضامن: إن ما يحدث لهذا الرجل ليس قضية شخصية، بل قضية وطنية، تتطلب منا جميعاً الوقوف إلى جانبه، والتعبير عن تضامننا معه، ومطالبة السلطات بأعادة النظر في قراراتها التي تعرض بها [ملة بختيار] وإعادة فتح منتدى جاويدير.
خاتمة:
إن مصير [ملة بختيار] ومستقبل منتدى جاويدير ليسا مجرد قضيتين محليتين، بل هما قضيتان تعنيان مستقبل كردستان والعراق كله. فإذا كان بلدنا لا يستطيع أن يحمي رموزه الوطنية ويقدر مثقفيه، فكيف سيتمكن من بناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة؟