إيران وسلاحها المؤجر لمطاردة دونالد ترامب.
مخطط اغتيال ترامب برعاية إيرانية أثارت التقارير الأخيرة من الصحافة الأجنبية، وخاصة صحيفة "الديلي ميل"، تفاصيل مثيرة عن خطة إيرانية تستهدف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. يشير التقرير إلى وجود عملية اغتيال خططت لها شخصيات إيرانية بالتعاون مع أفراد في الولايات المتحدة، بهدف إنهاء حياة ترامب وأيضاً الناشطة الإيرانية مسيح علي نجاد. فوز ترامب وتداعياته على النظام الإيراني.
إيران وسلاحها المؤجر لمطاردة دونالد ترامب. |
استمرار الضغوط على العلاقات الإيرانية الأمريكية, لم تكن هذه المحاولة هي الأولى التي تستهدف بها إيران شخصيات أمريكية بارزة. فقد شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران تصاعدًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، خاصةً بعد اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، والذي تسبب في تدهور كبير في العلاقات. ورغم الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي، إلا أن التصعيد من الجانب الإيراني باستخدام أساليب غير تقليدية قد يؤثر على فرص استقرار العلاقات بين البلدين.
تفاصيل عن تورط الحرس الثوري الإيراني.
وفقًا لتقرير "الديلي ميل"، يبدو أن الحرس الثوري الإيراني كان خلف هذه المؤامرة، حيث جرى استئجار أفراد لمراقبة وتصفية أهداف محددة. أحد هؤلاء كان كارلايل "بوب" ريفيرا، وهو عامل تركيب أنابيب من جزيرة ستاتن، وله سجل إجرامي سابق. وقد اعتقل هذا الرجل وتم توجيه الاتهام له بالتآمر على قتل ترامب.
الاستعانة بعناصر خارجية في عمليات الاغتيال" يكشف التقرير أن الحرس الثوري الإيراني قد يتجه إلى استخدام أساليب تعتمد على أطراف خارجية وأشخاص في دول أخرى لتنفيذ عمليات اغتيال. ومن خلال توظيف عناصر محلية وتنظيم عمليات في الخفاء، تحاول إيران تمرير رسائل تحذيرية لحلفاء الولايات المتحدة ومعارضي النظام الإيراني، لتظهر قدرتها على التأثير حتى خارج حدودها.
أهمية هذا الكشف الإعلامي.
إن كشف هذا المخطط من قبل وسائل الإعلام الأمريكية مثل "الديلي ميل" له دلالات كبيرة على مستوى السياسة الدولية، حيث يُظهر تورط إيران المباشر في مثل هذه العمليات. كما يعكس محاولة بعض الدول للتأثير في مجريات السياسة الأمريكية، خاصة في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية التي تعد نقطة حرجة للعديد من القوى العالمية.
دور فرجاد شاكري في المؤامرة؟ كشفت التحقيقات أن شخصًا يدعى فرجاد شاكري، مواطن أفغاني الأصل ويبلغ من العمر 51 عامًا، كان العقل المدبر الذي نسق هذه العمليات لصالح الحرس الثوري الإيراني. تواصل شاكري مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، وأدلى بمعلومات حول خطط اغتيال مسيح علي نجاد. وبتوجيهات من الحرس الثوري، طُلب منه تحويل تركيزه إلى دونالد ترامب، مع وعد بدفع مبالغ ضخمة مقابل إتمام العملية.
الدور الخفي لجهات خارجية؛ أوضحت التحقيقات أن شاكري تعاون مع جوناثان لودولت، الذي قبض عليه أيضاً، وكلاهما تلقى مبلغًا مبدئيًا قدره 100 ألف دولار مقابل مراقبة مسيح علي نجاد واستهدافها لاحقًا. وعندما تم اكتشاف الخطط، طُلب من شاكري تحويل جهوده نحو ترامب، وتحديد خطة تنفيذية لاغتياله.
تفاصيل التخطيط لاغتيال ترامب.
من أبرز التفاصيل التي ذكرها التقرير أن الحرس الثوري الإيراني قدم لشاكري مهلة محددة لوضع خطة شاملة لتنفيذ عملية اغتيال ترامب. وفي حال عدم إتمام الخطة خلال هذه المهلة، كان من المتوقع تأجيل العملية إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، بناءً على افتراض أن حماية ترامب ستقل بعد انتهاء فترة الانتخابات.
علاقة شاكري مع قاسم سليماني: أشار التقرير إلى أن شاكري التقى بشخصية من الحرس الثوري تُدعى ماجد سليماني، ووردت تكهنات عن صلة هذا الشخص بالضابط الإيراني الراحل قاسم سليماني. وعند معرفته بأن شاكري يعيش في نيويورك، عرض عليه المساعدة مقابل مبالغ مالية ضخمة لمراقبة واغتيال مسيح علي نجاد في البداية، ومن ثم ترامب.
تعاون شاكري مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، أظهرت التحقيقات أن شاكري قدم معلومات حول هذا المخطط للمكتب الفيدرالي. ورغم تورطه في المؤامرة، سعى للحصول على صفقة تعاون مع السلطات الأمريكية. في النهاية، كشف عن وجود أفراد في نيويورك يساعدونه في تنفيذ مهام لصالح الحرس الثوري الإيراني، غير أنه لم يكشف عن هوياتهم.
ردود الأفعال الدولية والمحلية.
من المتوقع أن تثير هذه الأنباء ردود فعل واسعة، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل أيضًا في المجتمع الدولي. قد تستغل الولايات المتحدة هذا الكشف للضغط على إيران في المحافل الدولية وفرض عقوبات جديدة قد تشمل القيادات الإيرانية والأفراد المتورطين. وعلى الصعيد المحلي، قد يتسبب هذا في إثارة مخاوف حول الأمن الداخلي والسياسات الأمريكية تجاه إيران، مما قد يؤثر على سير الحملات الانتخابية.
ما الذي قد تفعله إيران بعد هذا الكشف؟ قد تجد إيران نفسها في موقف حرج أمام المجتمع الدولي بعد هذا الكشف. قد تلجأ إلى النفي الرسمي أو محاولة التقليل من أهمية الخبر، أو قد تلجأ إلى استخدام وسائل أخرى للتأثير أو إرسال رسائلها عبر قنوات أخرى. ومع ذلك، يبقى هذا الكشف بمثابة تحذير لإيران من خطورة مواصلة أنشطتها العدائية على الساحة الدولية.
خاتمة: تداعيات الكشف عن المؤامرة.
هذا التقرير يعكس تصاعد التوترات السياسية بين إيران والولايات المتحدة ويظهر الأساليب غير التقليدية التي قد تتبعها بعض الدول لتحقيق أهدافها السياسية. تشير هذه الأحداث إلى واقع معقد للعلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تستمر المواجهة بين البلدين على مستويات متعددة، سياسية وعسكرية وحتى غير تقليدية.
مع استمرار هذه العمليات العدائية، يظل احتمال التصعيد حاضرًا، مما يجعل من الضروري اتخاذ خطوات جدية للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة ومنع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة مباشرة.