فوز ترامب وتداعياته على النظام الإيراني.
الدكتور عمر عبدالستار.
بعد فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يبدو أن النظام الإيراني يعيش حالة من التوتر الشديد، حيث يشكل هذا الفوز التاريخي ضغطاً متزايداً على القيادة الإيرانية التي تواجه الآن احتمالات إعادة فرض "سياسة الضغط الأقصى" الأمريكية عليها.
فوز ترامب وتداعياته على النظام الإيراني. |
فترامب، الذي خرج من الاتفاق النووي وفرض شروطه الصارمة، يعتبر العودة إلى هذه السياسة مساراً ثابتاً لزيادة الضغط على طهران.
تأثير الشروط الأمريكية على النظام الإيراني.
يواصل ترامب تهديداته بفرض 12 شرطاً على إيران، ويمثل ذلك تهديداً جديداً للنظام الإيراني الذي قد يواجه انهياراً إذا استمرت هذه السياسة في حال عودته للسلطة.
هذه الشروط تأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد الإيراني من أزمات متلاحقة، وخاصة في ظل العقوبات الشديدة التي تستهدف قطاع النفط الإيراني وتعيق قدرتها على تمويل مشاريعها النووية والعسكرية.
المخاوف من عمليات إسرائيلية مدعومة أمريكياً.
من جهة أخرى، يتزايد القلق من أن يسمح ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوسيع العمليات العسكرية ضد المواقع النووية الإيرانية، بما في ذلك عمليات الاغتيال وتوجيه ضربات استباقية ضد أهداف حساسة.
فقد أكدت مصادر لرويترز أن الولايات المتحدة قد تعزز دعمها لإسرائيل في هذا الصدد، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي ويشكل ضغطاً إضافياً على طهران.
ردود أفعال القيادة الإيرانية.
أعربت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية عن عدم اهتمامها بالانتخابات الأمريكية، مؤكدة أن سياسات إيران ثابتة ولا تتغير بناءً على شخصيات سياسية أجنبية. وقالت إن إيران مستعدة للتعامل مع أي سيناريو وأن سبل عيش المواطنين لن تتأثر بالتحولات الخارجية.
تصريحات الحرس الثوري واستعداداته العسكرية.
صرح نائب رئيس الحرس الثوري، علي فدوي، أن "الصهاينة ليسوا بقادرين على مواجهتنا، ويجب عليهم أن ينتظروا ردنا". وذكر فدوي أن مستودعات الأسلحة الإيرانية كافية للتصدي لأي هجوم محتمل، مشيراً إلى أن طهران لا تستبعد تنفيذ ضربة استباقية لحماية مصالحها الإقليمية.
الآمال بين الشعب الإيراني والتطلعات للتغيير.
بالرغم من المخاوف المتزايدة، يأمل بعض الإيرانيين أن تؤدي ضغوط ترامب إلى تغيير سياسي في طهران. تقول زهرة، إحدى ربات المنازل في طهران: "أنا سعيدة جداً بفوز ترامب، وأتمنى أن يواصل ضغوطه على النظام الإسلامي وأن يؤدي ذلك إلى إسقاطه."
أما باراستو، الطالبة البالغة من العمر 21 عاماً، فقد عبرت عن سعادتها بفوز ترامب، مشيرة إلى أن هذا قد يشكل دافعاً للتغيير السياسي ويحقق طموحات الشباب الإيرانيين في قيادة ديمقراطية.
المخاوف الأمنية للنظام الإيراني من دعم ترامب لإسرائيل.
من الناحية الأمنية، يشكل فوز ترامب مصدر قلق كبير للحكومة الإيرانية، حيث يخشى المسؤولون من أن يسمح ترامب لإسرائيل بتوجيه ضربات مباشرة إلى المواقع النووية الإيرانية. وقد يؤدي هذا إلى زعزعة استقرار النظام وزيادة الضغط على الاقتصاد الذي يعاني بالفعل من وطأة العقوبات.
استنتاج:
في ضوء هذه المستجدات، يبدو أن فوز ترامب قد يعيد فتح الملفات الساخنة بين إيران والولايات المتحدة، مع احتمالية تصاعد الضغط عبر العقوبات والعمليات الأمنية التي تدعمها إسرائيل.