الثورة تأكل رجالها: من منابر التحرر إلى صراعات السلطة.
الثورة، كالنار التي تأكل الحطب، تبدأ بآمال كبيرة وشعارات الحرية، لكنها سرعان ما تتحول إلى صراعات داخلية تنهك قادتها وتبدد أهدافها. كيف يتحول الحلم الجماعي إلى كابوس يُثقل كاهل الشعوب؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال.
الثورة تأكل رجالها: من منابر التحرر إلى صراعات السلطة. |
الثورة تأكل رجالها عند منبر السلطة،، كما تأكل النار الحطب،،!! يقيناً لايصلح العطار ماافسدته حركات التحرر والحركات الإسلامية،، وتفرق الأمة إلى مذاهب وطرائق قددا،،!( نهاية عصر ايران).
هل الثورة تصنع الحرية أم تُفاقم الانقسام؟
منذ القدم، الثورات كانت بمثابة أداة لتحرير الشعوب من الظلم والاستبداد. لكن، ما أن تصل إلى سدة الحكم، حتى تبدأ الصراعات بين قادتها على المناصب والغنائم. هذه الصراعات تنقل الثورة من خندق المقاومة إلى ميدان الانقسام.
أفغانستان: مثال حي على انهيار الثورات.
ما حدث في أفغانستان دليل واضح على كيفية انحراف مسار الثورات. من مقاومة الاستعمار إلى صراعات داخلية بين الفصائل، انتهت بتفكك المجتمع وسقوط الدولة.
فالثورة كما يقول صانعوها تأكل رجالها عند منصة السلطة وتوزيع الغنائم، وتتلاسن عند مواقع المناصب بعد أن كانت تقاتل في خندق واحد ضد المستعمر أو دكتاتورية الحكام،،!! ليس ماحل بأفغانستان عنا ببعيد،،!!
الإرث الإسلامي: بين الوحدة والتفرقة.
الإسلام، الذي ورثناه عن أجدادنا، جاء بدعوة للتوحيد، لكن الفهم المختلف للنصوص أدى إلى تفرقة الأمة. اجتهادات الفقهاء، على مر العصور، جعلت الاختلافات تتسع بين المسلمين بدلاً من أن تضيق.
نحن كمسلمين ورثنا الدين الاسلامي عن آبائنا وأجدادنا، ولسنا مؤمنون بالكمال والتمام لمراد التنزيل، كما هو الحال وفق مفهوم الرعيل الأول، الذي تربى في مدرسة النبوة ليصل لنا الدين من جزيرة العرب عبر طرق شتى،،.
نتعبد وفق اجتهادات صنعها الفقهاء، نتفرق حيث اختلفوا في مسائل عدة ولن يوحدنا جامع يرسم لنا خارطة الطريق نحو حقيقة هذا الدين من سياقه الثابت وظنيات دلالاته،،! وزوايا تفسيراته، فالخطأ وارد مثلما هو الحق وارد وتبني القول الحق والحقيقة،،!.
حركات التحرر الإسلامي: بين النقاء والفساد.
- الأيديولوجيات المتضاربة: هذه الحركات بدأت بخطاب وحدوي لكنها تحولت إلى صراعات على السلطة.
- الضرورات تبيح المحظورات: بعض الحركات تلجأ إلى أساليب غير مشروعة لتحقيق أهدافها، مما يؤدي إلى فقدانها للمصداقية.
تتصارع وتختلف على أساس فكر ايديولوجي، رسمت صحائف مقدماته، بنيت عليه متون أولويات مشروعها السياسي، تختلف في واقعها وتجاذباتها حيثما ذهب من سطر لها افكارها على هذه الأسس، لاتتوانى بعضها، تلقي الدعم من يد ابليس.
وفق مبدأ الضرورات تبيح المحظورات، لايحكمها جامع في اغلب الحالات، فالكل يرى ماورد في الكتاب العزيز وصحيح السنة النبوية من الزاوية والوجه الصحيح ومناحي الرؤيا لسياقات الايات القرآنية ومراد السيرة النبوية العطرة،،!!
ولن تخلو تلك الظاهرة من الخلاف حد القتال كما حصل بين العشرة المبشرة بالجنة في معركة الجمل،،!! كل الحركات الإسلامية والتحررية تبدأ من نبعها الصافي، ما ان يتمدد ويتباعد الزمن تفقد الشئ الكثير من رمزيتها لمرور مياهها بين الوديان وطرقات المدينة، حتى تصاب بملوثات المدن ومخلفات ماتنتجه الصناعات، لتبدأ مرحلة تتحكم بها المصالح الضيقة على حساب المبادئ العامة عند الوصول إلى اهداف السلطة،،!!
ثم يبدأ بعدها منعطف انحناء النهايات والخروج من الساحات العامة لتتراجع إلى ماانتجته من محاضن الفكر وتنزوي إلى جحورها، كما بدت مع أول إطلالة لها بعد أن خلفت مزيد من الدمار والمحن،،!
عواقب الثورات على الشعوب.
لو تفحصنا الواقع الذي تعيشه البلدان العربية اليوم على وجه الخصوص دول الطوق لفلسطين وماحولها، نجد أن غزة لن تعود إلى ماكانت عليه قبل طوفان الأقصى، ولن يعود جنوب لبنان الى ماكان عليه قبل المضي بوحدة الساحات، ولن يعود لتلك الحركات وزن في نفوس الناس؟
لأنها ذكرى مؤلم ومنغصات للعيش في حياة الناس، بعد أن اثخنت الجراج مابقي منهم بين يتيم ومعوق وفاقد للمأوى ومهجر، ولن تفلح تلك الحركات المغامره بشعبها على مذبح (الجهاد)، من تحرير شبر واحد من الأرض وارغام المستوطن على دفع فاتورة الاستيطان،،
المآسي الإنسانية.
- غزة وجنوب لبنان: الأمثلة الحية على معاناة الشعوب من مغامرات الحركات الثورية.
- دمار بلا نتائج: بالرغم من التضحيات، لم تتمكن هذه الحركات من تحقيق أهدافها المعلنة.
التفاوض كخيار أخير.
بعد كل ما يحدث، يعود الجميع إلى طاولة المفاوضات. للأسف، الشروط دائماً تكون لصالح القوى الكبرى، بينما تُهدر تضحيات الشعوب. فأي جهد يقوم به الإنسان لابد أن يكون ضمن استراتيجياته الوصول إلى الأهداف،، هل وصلت اهداف كما يسميها البعض (بالجهاد) إلى أهدافها ؟؟
ام ان على الأمة تحمل أعباء ماانتجه وما خلفه القتال من دمار وضياع للأسس التي بنت تلك الحركات من أجلها القتال من أقوات الشعوت،،!؟ حدث العاقل بما لايعقل فأن صدقك فلا عقل له،،!! من وضع يده بيد (خامنئى) لن يحصد غير الخيبة والدمار وذهاب الريح، {[فلا يلومن إلا نفسه]}،،!! سيجلس الجميع على طاولة التفاوض ليفرض الصهاينة شروطهم، ولتذهب التضحيات بأرواح الناس وممتلكاتهم ادراج الريح،،!!
تحرير فلسطين: الحلم البعيد.
تحرير فلسطين، رغم كونه قضية سامية، أصبح وسيلة لبعض الحركات لتحقيق مكاسب سياسية. هذه الحركات تعلم جيداً أن القضية أكبر من قدراتها.
- الإرادة العالمية: وجود إسرائيل في فلسطين ليس مجرد صدفة، بل نتيجة إرادة دولية قوية.
- الحل الحقيقي: يتطلب تكافؤاً في القوى، وليس مجرد شعارات عاطفية.
فلسطين قضية سامية، رسمت حركات الدفاع لتحريرها اهداف مستدامة طويلة الأجل لتعيش وتتكاثر فيها الحياة من اجل التكسب على قضاياها، وهي تعلم عين اليقين أنها صعبة المنال، لن تتحقق من تحت تلك الحركات، ولن تستطيع الوقوف وحدها امام إرادة العالم الذي جاء بالصهاينة إلى أرض فلسطين، لابد للواقعة أن تتكافئ بمثلها،،!!
{[كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم]}
الثورات وصراع البقاء
ستبقى في الذاكرة مهما طال الزمن الدماء رطبة على قميص عثمان، وتتقاطر الدماء من حز رأس الحسين، منارة للخلاف والاقتتال مادار الزمن وتفرقت السنين، فالتأمر على الأمة اكبر من الجماعات الإسلامية وحركاتها التحررية، أنها ثقافة قتل الشعوب وانتزاع بوصلة التدين من رؤوس المسلمين،،، هذا هو حالنا اليوم،،!!
الثورات، سواء كانت إسلامية أو تحررية، تبدأ بنقاء الفكرة لكنها تنتهي غالباً بانحراف المسار.
- الدماء على قميص عثمان: رمز للاقتتال الداخلي الذي لا ينتهي.
- رأس الحسين: رمز لاستمرار الصراع بين المذاهب والتيارات.
ستبقى في الذاكرة مهما طال الزمن الدماء رطبة على قميص عثمان، وتتقاطر الدماء من حز رأس الحسين، منارة للخلاف والاقتتال مادار الزمن وتفرقت السنين، فالتأمر على الأمة اكبر من الجماعات الإسلامية وحركاتها التحررية، أنها ثقافة قتل الشعوب وانتزاع بوصلة التدين من رؤوس المسلمين،،، هذا هو حالنا اليوم،،!!
الخاتمة: الثورات ليست مجرد وسيلة للتحرر، بل سلاح ذو حدين. نجاحها يعتمد على الحفاظ على وحدة الهدف والتضامن بين القادة والشعوب. لكن، الواقع العربي اليوم يُظهر أن الثورة غالباً ما تتحول إلى عبء يثقل كاهل الأمة بدلاً من أن يكون وسيلة لخلاصها.