recent
أخبار ساخنة

العد التنازلي لنظام إيران: انهيار محور المقاومة الإيراني وتأثيره على استراتيجية طهران

Site Administration
الصفحة الرئيسية

 العد التنازلي لنظام إيران: انهيار محور المقاومة الإيراني وتأثيره على استراتيجية طهران

بقلم : الدكتور عمر عبدالستار.

يشهد العالم اليوم تغييرات جذرية في المشهد السياسي والجيوسياسي، حيث أصبحت إيران تواجه تحديات غير مسبوقة تهدد استقرارها الإقليمي والدولي. مع انهيار ما يُعرف بمحور المقاومة الإيراني، تجد طهران نفسها في مواجهة أزمات داخلية وخارجية تتطلب إعادة تقييم استراتيجياتها وسياساتها. 

العد التنازلي لنظام إيران: انهيار محور المقاومة الإيراني وتأثيره على استراتيجية طهران
العد التنازلي لنظام إيران: انهيار محور المقاومة الإيراني وتأثيره على استراتيجية طهران

من انهيار قيادات حماس وحزب الله إلى تراجع نفوذها في العراق واليمن، يبدو أن إيران تخسر تدريجياً الأوراق التي كانت تُعزز بها قوتها الإقليمية.

انهيار محور المقاومة الإيراني وتأثيره على حزب الله وحماس

شهدت السنوات الأخيرة تراجعاً ملحوظاً في قوة محور المقاومة الإيراني. حزب الله، الذراع الأقوى لإيران في لبنان، تعرض لضربات متتالية من إسرائيل، ما أدى إلى إضعاف قدراته وقطع رأس قيادته. في غزة، لم تكن حماس بأفضل حال، حيث واجهت تدميراً ممنهجاً لبنيتها العسكرية. هذه التطورات كشفت هشاشة تحالفات إيران الإقليمية، التي كانت تعتمد على هذه الفصائل لتعزيز نفوذها.

وبالإضافة إلى ذلك، أثرت الاغتيالات الإسرائيلية التي استهدفت قيادات بارزة، مثل صالح العاروري وقائد قسم 2000 في فيلق القدس، على ذاكرة إيران المؤسسية، مما أضعف قدرتها على التخطيط والتنفيذ في مسارح الصراع الحيوية.

أزمات القيادة الإيرانية في عام 2024

كان عام 2024 نقطة تحول في تاريخ النظام الإيراني، حيث واجهت القيادة الإيرانية سلسلة من الأزمات التي أربكت خططها الاستراتيجية. فقد شهدت طهران مقتل شخصيات بارزة مثل إبراهيم رئيسي وحسين أمير عبد اللهيان في حادث مأساوي، مما أثر بشكل كبير على استقرار النظام.

وفي الوقت نفسه، أدت الاحتجاجات الشعبية المتواصلة منذ عام 2022 إلى كشف هشاشة النظام أمام ضغوط الشارع الإيراني، خاصة مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. كل هذه التطورات تُشير إلى ضعف قدرة النظام على الصمود أمام التحديات المتزايدة.

إسرائيل وتكثيف الهجمات على وكلاء إيران

لعبت إسرائيل دوراً محورياً في تقويض قوة إيران الإقليمية. من خلال هجمات نوعية استهدفت قيادات حزب الله في لبنان، مثل حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، استطاعت إسرائيل تحقيق ضربات موجعة أثرت على الردع الإيراني.

إضافة إلى ذلك، تمكنت إسرائيل من تدمير أنظمة دفاعية حيوية كانت تعتمد عليها إيران لحماية نفوذها الإقليمي، مما جعلها في وضع أضعف أمام خصومها.

الاحتجاجات الشعبية وأثرها على استقرار النظام الإيراني

منذ عام 2022، اجتاحت موجات متتالية من الاحتجاجات الشعبية المدن الإيرانية، مما وضع النظام تحت ضغط داخلي غير مسبوق. هذه الاحتجاجات لم تكن مجرد حراك عابر، بل تعبيراً عن استياء شعبي متزايد بسبب التدهور الاقتصادي، الفساد المستشري، وانعدام الحريات.

لقد عجز النظام الإيراني عن تهدئة الغضب الشعبي، حيث أصبحت المطالب السياسية والاجتماعية أكثر تطرفاً. وطالبت شرائح واسعة من الشعب بالإصلاحات الجذرية، بل إن البعض دعا إلى إسقاط النظام بالكامل. هذه الضغوط أثرت على قدرة النظام على التركيز على مشاكله الإقليمية، مما جعله يتخبط بين الاستجابة للضغوط الداخلية ومحاولة الحفاظ على نفوذه الخارجي.

العقوبات الاقتصادية وأثرها على إيران

تُعد العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران واحدة من أبرز العوامل التي ساهمت في تدهور أوضاعها الاقتصادية. فقد أضعفت هذه العقوبات قدرات طهران المالية على تمويل وكلائها في المنطقة، كما أثرت بشكل مباشر على حياة المواطنين الإيرانيين الذين يعانون من ارتفاع معدلات البطالة والتضخم.

كما أن تجميد الأصول الإيرانية في الخارج، وفرض قيود على صادرات النفط، قد حرم النظام من أحد أهم مصادر دخله، مما جعله يكافح لتأمين احتياجاته الأساسية. في ظل هذا الوضع، يبدو أن طهران قد أصبحت أقل قدرة على تحمل تكاليف الصراع الإقليمي الذي يعتمد بشكل كبير على الأموال والموارد.

إيران وبرنامجها النووي: الورقة الأخيرة؟

مع تضاؤل الخيارات المتاحة أمامها، يبدو أن إيران تركز بشكل أكبر على برنامجها النووي كأداة لتعزيز نفوذها وفرض شروطها في المفاوضات الدولية. بالنسبة للنظام، يُعتبر البرنامج النووي ورقة قوة تُعزز من مكانته بين القوى الإقليمية والعالمية، خاصة مع تزايد العزلة الدولية التي يواجهها.

لكن هذا التركيز على البرنامج النووي قد يجر طهران إلى مواجهات مباشرة مع قوى كبرى، مما يزيد من تعقيد موقفها. في الوقت نفسه، تُثير تحركات إيران النووية قلقاً كبيراً لدى جيرانها، الذين قد يُقدمون على اتخاذ خطوات استباقية لمواجهة هذا التهديد.

سيناريوهات المستقبل: خيارات محدودة وآفاق ضيقة

مع تراكم الأزمات، يبدو أن إيران تواجه خيارات محدودة للغاية. 

  1. السيناريو الأول يتمثل في محاولة النظام قمع المعارضة الداخلية بشدة، وهو خيار قد يُزيد من عزلة النظام ويؤدي إلى مزيد من الاحتقان الشعبي.
  2. أما السيناريو الثاني، فهو التراجع عن بعض طموحاتها الإقليمية والتركيز على حل المشكلات الداخلية. ولكن هذا الخيار قد يُضعف من مكانة النظام داخلياً وخارجياً.
  3. السيناريو الثالث، وهو الأكثر خطورة، يتمثل في تصعيد المواجهات مع إسرائيل والدول الإقليمية الأخرى، في محاولة للفت الانتباه بعيداً عن مشاكلها الداخلية.

الخاتمة: نظام على حافة الهاوية؟

في ظل هذه التحديات المعقدة، يبدو أن النظام الإيراني قد دخل مرحلة حرجة من تاريخه. الخيارات المتاحة أمامه محدودة، والضغوط الداخلية والخارجية تزداد يوماً بعد يوم.

بينما يتساءل الكثيرون عن قدرة النظام على الصمود، يبقى الشيء المؤكد أن إيران لن تكون كما كانت في الماضي. التغييرات الجذرية قادمة لا محالة، والسؤال الأكبر هو: هل ستتمكن القيادة الإيرانية من إدارة هذا التغيير بشكل يحفظ بقاءها، أم أن العد التنازلي لنهاية النظام قد بدأ بالفعل؟




أسئلة شائعة

انهيار محور المقاومة الإيراني يُضعف نفوذ طهران الإقليمي، مما يجبرها على إعادة تقييم سياساتها الخارجية.
الضغط الدولي يؤدي إلى زيادة العزلة السياسية ويحد من قدرات إيران الاقتصادية والعسكرية.
الاحتجاجات الشعبية، العقوبات الاقتصادية، وتراجع الدعم الدولي تعتبر من أبرز العوامل.
التكيف يتطلب تغييرات جذرية في السياسات الداخلية والخارجية، وهو أمر يصعب تحقيقه في الوقت الراهن.
انهيار الحلفاء يُضعف التعاون الاقتصادي ويزيد من الضغوط الداخلية على الاقتصاد الإيراني.
google-playkhamsatmostaqltradent