تحليل قصيدة بلاغة الصمت | الاستاذ الشاعر خليل الخزرجي
الموضوع العام:
تدور القصيدة حول معاناة الشاعر خليل سمين العاطفية وشعوره بالخيانة أو الجفاء من أحبته، حيث يعبر عن ألمه العميق وصراعه الداخلي بين الصمت والصبر، وبين العتاب والانكسار. كما يتناول مفهوم الوفاء والخيانة، ويظهر تأثره العاطفي العميق بالموقف الذي يعيشه.
|
| تحليل قصيدة بلاغة الصمت | الاستاذ الشاعر خليل الخزرجي |
خليل ابراهيم سمين الخزرجي صديقي مذ كنا سويأ في كلية الطيران, متعدد المواهب جاد في عمله طيار على العديد من الطائرات الحربية، لم نكتشف امكانياته الأدبية من قبل وبعد ظهور السوشيال ميديا تدفقت الامكانيات التي كانت مخزونة ليبدأ رحلة أبداع جديدة. رحل صديقي في حزيران 2024 وبقيت الذكريات محفورة بالذاكرة ... رحم الله صديقي أبو غيث واسكنه فسيح الجنان.
نص قصيدة بلاغة الصمت
شعر خليل الخزرجي.
المعاني والأفكار الرئيسة:
1. بلاغة الصمت وصدق العتاب:
- يبدأ الشاعر بالتأكيد على أن الصمت أبلغ من الكلام حين تضيق به السبل، وأن العيون تعبر بصدق عن الألم أكثر من الألفاظ.
- "الصمت أبلغ حين قلةَ حيلتي والعينُ أصدقُ في العتابِ لخُـلَّتي"
- هنا إشارة إلى العجز عن التعبير بالكلام، والاكتفاء بنظرات العتاب التي تفصح عن الجرح العميق.
2. معاناة الظلم وصراع الصبر:
- يبين الشاعر أن الصبر فضيلة، لكنه أحيانًا يكون اختبارًا شديدًا، خاصة إذا كان ناتجًا عن ظلم أو زلة ارتكبها الآخرون بحقه.
- "والصبرُ حِلمٌ إنْ جَزِعتُ لحالةٍ إنْ كــانَ ظُلماً أو يَكُــونَ لـِـزَلَتـي"
- تتضح هنا ازدواجية المشاعر بين التحمل والاحتجاج على الظلم.
3. الجُرح والكبرياء:
- يشير الشاعر إلى أن الرد بالعنف أو الانتقام قد يزيد الجرح، لكنه يفضل الترفع عن ذلك، إذ أن سلوكه لا يسمح له بالانحدار إلى مستوى الرد بالمثل.
- "والجُرحُ يَكبرُ إن رَدَدتُ بصارمٍ كَيْفَ السَّـــبِيْلُ وَلَا يَــلِيْـقُ بـحُلـَّتِيْ"
- هنا نرى التمسك بالأخلاق الرفيعة رغم الألم.
- الشاعر يعبر عن حيرته بين حبه لشخص ما وبين الألم الذي يسببه هذا الحب، ويشعر بأنه مقيد بمشاعره رغم عذابه.
- "كيف السـَّــِبيل وقـَّـد بُليتُ بحبهِ في كـــلِّ يومٍ دمعتي فـي مُقْلَتي"
- هذا البيت يعكس حالة التأرجح بين الولاء للحب وبين الرغبة في التحرر من الألم.
5. قسوة الأحبة والتحول العاطفي:
- يشير الشاعر إلى أنه كان مفعمًا بالفرح والسعادة، لكن قسوة من أحبهم غيرت حاله.
- "رحمـــاكَ ربي كـمْ قساةَ أحبتي أأُلامُ حين تـبـدلـت بـِيْ جَــذلَتــي"
- هذا البيت يظهر تحول الشاعر من الفرح إلى الحزن بسبب تغير معاملة الأحبة.
6. الاستفاقة من الوهم:
- يعكس الشاعر استيقاظه من وهم كان يعيشه، حيث كان يعتقد أن العلاقة مثالية، لكنه أدرك الحقيقة المرة.
- "أيكون حلماً قد أقضَّ مضاجعي ثم أستفيق وخافقي من هولتي"
- هنا تصوير رائع لخيبة الأمل وصعوبة مواجهة الحقيقة.
7. الغدر والخذلان:
- يختتم الشاعر بإشارة إلى الخيانة، وأن من يبيع صحبته في المزاد لا يستحق الوفاء.
- "من باع صُحباً في المزادِ يبيعني ولهُ الخواليَ ما مضى من صولـةِ"
- هذه النهاية تلخص الشعور بالخيانة والخذلان.
الصور الفنية والأساليب البلاغية:
التضاد:- بين الصمت والعتاب، وبين الصبر والجزع، وبين الحب والألم، مما يعكس التناقضات العاطفية في تجربة الشاعر.
- "والعينُ أصدقُ في العتاب" → جعل العيون ناطقة تعاتب بصمت.
- "الصبر حلمٌ" → صور الصبر وكأنه حلم أو صفة نبيلة يتحلى بها الإنسان.
- "في كل يومٍ دمعتي في مُقْلَتي" → كناية عن الحزن العميق والمستمر.
- "كمْ قساةَ أحبتي" → كناية عن الخيانة أو التغير في معاملة الأحبة.
الخاتمة:
القصيدة تعبر عن تجربة وجدانية مؤلمة، حيث يصف الشاعر صراعه بين الحب والخذلان، وبين الصبر والانتقام، لكنه يختار الترفع عن الرد بالمثل. الأسلوب العاطفي والموسيقى الداخلية للقصيدة يجعلانها قريبة من القلب، وتظهر مدى تأثر الشاعر بما مر به من ألم وخيانة.
بلاغة الصمت
الصمت أبلــغ حين قِلَّةَ حيـلتي
والعينُ أصدقُ في العتابِ لخُـلَّتي
والصبرُ حِلمٌ إنْ جَزِعتُ لحالةٍ
إنْ كــانَ ظُلماً أو يَكُــونَ لـِـزَلَتـي
والجُرحُ يَكبرُ إن رَدَدتُ بصارمٍ
كَيْفَ السَّـــبِيْلُ وَلَا يَــلِيْـقُ بـحُلـَّتِيْ
أخَــــشَّى عليــــكَ اللهُ يَفتِكُ مرةً
ِبـــكَ مــا مَضيتَ بهــذِهِ أو بـِالَّتي
كيف السـَّــِبيل وقـَّـد بُليتُ بحبهِ
في كـــلِّ يومٍ دمعتي فـي مُقْلَتي
في سكنتي،بات السكوتُ يُقِضَّهُ
ويَقِضُّني كتــمَ الهمـومِ وعُـزلتي
رحمـــاكَ ربي كـمْ قساةَ أحبتي
أأُلامُ حين تـبـدلـت بـِيْ جَــذلَتــي
كم كان سـمحاً والبـراءَةَ سَمْتَهُ
حتى ائـتَـمَمْتُ بظلـهِ في قِبـلتـي
ولــــقد شَفِقتُ ورقَّ قلبي مــرةً
حتى أفقت مـؤرقاً مـِـن غَفلتـي
أيكُون حلماً قَد أقَضَّ مَضَاجِعِي
ثمَّ استفيق وخــافقي من هولتي
إن كان فــــي قلبي شقاءٌ يشتكي
شـكوايَ أنِّي أُطفأت بي شُــعلتي
من باع صُحباً في المزادِ يبيعني
ولهُ الخواليَ ما مضى من صولـةِ
********
خليل الخزرجي