مصابيح الايمان في خانقين" جامع الشيخ فتاح.
جامع الشيخ فتاح عمره 120 سنة وقصة بناء ذلك الجامع في مدينة خانقين الذي ارتبط بتاريخ مدينة فقد كان ,مصابيح الايمان في خانقين تلك المدينة الجميلة. مدونة كتبها مالك عبدالقادر المهداوي. جامع المقدادية الكبير من سلسلة مقالاتي.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ ﴾
مقدمة تاريخية لمدينة خانقين.
مدينة خانقين مدينة عراقية تاريخها قديم وسكن فيها أقوام متعددة ومرت بها القوافل التجارية الكثيرة.
أهل خانقين يتكلمون 3 لغات هي الكردية والتركمانية والعربية بالاضافة الى قسم منهم يجيدون اللغة الفارسية.
هي مدينة متقدمة بكثير عن المدن والحواضر التي تحيط بها، تصل حدودها الى جبل بمو وناحية قره تو التي كانت تابعة لها أدارياً فيما مضى.
شمالاً تحدها ناحية جلولاء وناحية السعدية الى حدود جبال حمرين غرباً وتقع مدينة خانقين شمال شرق بغداد بمسافة 180 كم وتبعد عن الحدود العراقية الايرانية بمسافة 8 كم فهي نعمة ونقمة في نفس الوقت.
نعمة لأنها تتمتع بجمال الطبيعة والأرض الخصبة التي تتمتع بها والصالحة للزراعة ويوجد في أراضيها النفط وهي الثروة الجديدة التي أضافت قيمة اقتصادية للمدينة.
وتقع في منطقة نفط خانة وكان النفط يسيح في هذه المنطقة على وجه الأرض منذ أقدم الأزمنة حيث بعث قائد جيش الفتح الاسلامي النعمان بن مقرن المزني برسالة الى عمر بن الخطاب (رض) قال:-
يوجد زيت يخرج من باطن الأرض على ظهرها ويأخذ منه الناس للإنارة "أأحبسه عنهم أم أتركهم ؟؟
فكان جواب الخليفة عمر بن الخطاب قال:- لا تحبسه بل دعهم يأخذون منه..
أن أول بئر نفطي تم اكتشافه في منطقة نفط خانة كان قد حفر في 1923/5/26م وفي عام 1926م كانت هناك مصفاة نفط الوند وحقول نفط خانه مما أضاف قيمة أخرى للمدينة.
كذلك تعتبر هي المفتاح التجاري للعراق ويوجد فيها منفذ المنذرية الحدودي ومنطقة التبادل التجاري قديماً وحديثاً من الشرق والشريان الرئيسي وتعتبر أقرب نقطة الى العاصمة بغداد.
وقد كانت تمر منها قوافل التجارة قديماً ويمر منها طريق الحرير القديم من همدان ـ خانقين ــ بغداد ــ الشام …
وأما النقمة فهو بسبب قربها من الحدود الدولية الشرقية للعراق وتأثرها بكل الغزوات التي قدمت من الشرق لتحتل بغداد والعراق.
خانقين بوابة الشرق للعراق.
بدأت من زمن التتار الذين شرعوا فيها القتل والتدمير والتنكيل حتى هرب أهلها الى مناطق السواد للنجاة من القتل وكذلك مرت بها جيوش الشاه عباس الصفوي ونادر شاه لاحتلال بغداد.
كذلك دخول الجيش الروسي واحتلاله لها عام 1915م،، وما فعل بها من الأفاعيل حتى أنكسر في معركة قوزلبات (السعديه) وانهزم شر هزيمة.
وتم ملاحقة الجيش الروسي الى مضيق باي طاق قرب سربيل زهاب وعسكر هناك وقد انسحب الجيش الروسي الى حدود مدينة كرمنشاه في ذلك التاريخ من المعركة …
لكن عاد الجيش الروسي في شهر الخامس من عام 1917م مرة ثانية وتحدث الناس الكبار عن دخول الروس والنداء باللغة التركية "هانا عصملي" أي أين العثمانيين لقد ترك أهل المدينة بيوتهم وهربوا الى البساتين والقرى المحيطة خوفاً منهم.
ومن ثم عادوا إليها بعد اعطائهم الامان؛ وكان الهدف من الحملة الوصول الى بغداد واحتلالها وحلم الوصول الى مياه الخليج العربي وشط العرب.
وبعد قيام ثورة البلاشفة 14 تموز 1917 في روسيا وقد جاءتهم الأوامر بالانسحاب والعودة الى روسيا ..
وقد كان الجيش الروسي بقيادة القائد ميلاتوف، وكان قائد الجيش العثماني هو القائد عارف عبد الوهاب من أهالي بغداد، برتبة مقدم الذي هزم الجيش الروسي عام 1915م...
بعد تأسيس الجيش العراقي التحق عارف عبد الوهاب في سنة 1921م،وكان من ضمن 8 قاده، وتم تسلمه مسؤولية القائد العسكري للواء الحلة والناصرية.
أحيل عارف عبدالوهاب على التقاعد سنة 1932م وتوفي سنة 1942م و(هذا ما قاله لي حفيده الأستاذ عبد الكريم مدحت).
بعد انسحاب الجيش العثماني والروسي حصل فراغ في المنطقة تقدمت القوات الانكليزية بعد أن أحتلت بغداد الى خانقين، وكان احتلال العراق من قبل الانكليز عام 1917م.
وآخرها الحرب العراقية الايرانية التي سبقت الحرب في يوم 1980/9/4م، وقد نال المدينه القصف المدفعي. مما اضطر أهلها الى الهجرة الى المناطق القريبة، وقد نالها دمار الحرب من السنوات الثمانية أكثر من بقية مناطق العراق.
لقد رحلت كل هذه الأحداث وطواها الزمن وأصبحت من الذكريات ولكن بقيت معالم كبيرة في مدينة خانقين هي جوامعها التي بنيت ولازالت تقدم العلم وتعلم القرآن وأصول الدين والفقه وعبادة رب العالمين.
جوامع مدينة خانقين حسب تسلسلها التأريخي.
عندما تنفض الغبار عن تاريخ هذه الجوامع تجد قصة مدينة كاملة وذلك لقدم هذه المساجد ومنها موضوع البحث جامع الشيخ فتاح في محلة الحميدية.
جوامع خانقين بتسلسلها الزمني وبالاضافة معابد الديانات الاخرى:
- جامع أغا وخليفه ( بني في زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز وغرق في الفيضان وبني فوق أنقاضة مسجد آخر).
- ثم جامع الشيخ فتاح والجامع الكبير.
- وجامع مصطفى بك.
- وجامع مجيد بك.
- وجامع النقشبنديه (حالياً غير موجود).
- وحسينية خانقين.
- وجامع حسن بك.
- وحسينية المزرعه.
- وتوجد هناك كنيسة البشاره للمسيحين في أسكي خان.
- وكذلك وجود معبد اليهود التوراة داخل محلة التوراة (البناية مندثرة).
فقد أثنى الله سبحانه على من يعمر مساجده فقال:
{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ. {التوبة:18}.
إن من عمارة المساجد وإقامتها، وترميمها وتعاهدها وصيانتها، ويدخل هذا الفعل أيضاً في الصدقة الجارية، ولو كانت المشاركة بمبلغ قليل.
ومن فضل الإنفاق على المساجد وتعميرها والمساهمة في استمرارها وبنائها ماورد عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:-
جامع الشيخ فتاح" مصابيح الايمان في خانقين.
جامع الشيخ فتاح في مدينة خانقين له وقع في نفسي لقد تعرفت عليه سنة 1985م لقربة من بيت أهل زوجتي واستمر ارتيادي لهذا المسجد كلما ذهبت الى هذه المدينة وخصوصاً في أيام رمضان...
كذلك له وقع في نفوس أهل المدينة وزائريها رغم صغره ولكن له مكانه إيمانية كبير، بالإضافة الى تاريخه فهو يقع بين بيوت خانقين القديمة والدور الجديدة في محلة الحميدية.
فقد تجاوز هذا المسجد من العمر 120 عام وقد أسس عام 1895م وفي العام 1315هـ وقد بناه الشيخ المرحوم فتاح.
كانت مدينة خانقين في القرن التاسع عشر من المدن المتطورة عن بقية المدن والحواضر المحيطة بها ومركز تبادل تجاري لذلك توفرت فيها فرص العمل مثل التجارة والمهن اليدويه والحرفيه لانها مدينه وقبلة للباحثين عن فرص العمل.
كذلك قبلة للزائرين ومركز لبيع المنتجات الزراعية لاهالي القرى المحيطه حتى القرى من داخل أيران فيقطعون مئات الكيلومترات لبيع منتجاتهم الزراعية وألبانها وكانت أشهر منتجاتهم اللبن السنجاوي إشارة الى عشيرة سنجاو الكردية...
وبعد أن يبيعون منتجاتهم ويقومون بشراء البضائع مثل السكر والشاي والاحتياجات الأخرى ثم العودة الى قراهم.
لم تكن تحدهم حدود، بسبب تشابه اللغة والارتباط القبلي بين المدن، وهذا هو حال كل المدن الحدودية في العراق والتشابك بين العشائر...
لا زالت أثارها لهذا اليوم بحيث تجد العوائل منقسمة بين المدن المتقاربة وهذا مما جعل تنوع الثقافة والعادات والتقاليد مختلفه ومتنوعه أو متشابه.
المرحوم الشيخ فتاح موضوع البحث.
موضوع البحث، قدم في النصف الثاني من القرن 19 الى خانقين من منطقة السنِهَ من كردستان إيران، كان يمتهن مهنة الحلاقة.
في فترة العثمانيون ازدهرت الطرق الصوفية والدروايش في وسط وشمال العراق بصوره كبيرة، وبتشجيع العثمانيين وانخرط هذا الشاب الى أحد الطرق الصوفية، تعلم ودرس أصول الفقه وقراءة القرآن حتى وصل الى درجة علمية ودينية جيدة.
وقد قام بشراء أرض في منطقة الحميدية ~نسبة الى السلطان عبد الحميد~ التي كانت من جهتها الغربية تحدها البيوت القديمة ولا زالت تحيط بها.
وأما من الجانب الشرقي فكانت تحدها بساتين غناء من النخيل والبرتقال وتعتبر نهاية بيوت خانقين في تلك الفترة لحين أن تم بيع أرض البساتين وأصبحت دور سكنية في عام 1954م.
بنى الشيخ فتاح في بداية الأمر تكيه على الأرض التي اشتراها وكان بابها يقع من جهة البساتين وجزء من التكية دار تابع لسكن عائلة الشيخ فتاحز
وقد كانت هذه التكية وبالاضافة الى أنها مخصصة للذكر والصلاة فكانت دار استراحة للقادمين من القرى من "قره تو- قرب جبل بمو أو كلار أو المدن الإيرانية القريبة أما البقاء للقيلولة أو المبيت.
كان بناؤها من الطابوق الفرشي وسقوفها من الخشب وفي وسطها بئر ماء، كانت تسقى بها الدور المحيطة بالجامع وماؤها عذب وصافي كالزلال.
بعد ذلك تم تحويل هذه التكية الى جامع ولازال قائماً ليومنا هذا كجامع تقام فيه الصلوات والجمع.
كلف الشيخ فتاح الملا حكيم بإمامة الصلاة والخطابة في الجامع وهو أحد أقارب الشيخ فتاح ومن نفس منطقته السنه الى أن توفي في بداية 1950م.
وكانت تقام الحلقات الدراسية في الجامع للكبار وتدريس أصول الفقه والأصول الشرعية وتعليم القرآن وتحفيظه.
كان الشيخ فتاح هو من يقوم بتدريس هذه الدروس بنفسه لما يحمله من علم في الأصول الدينية والفقهية التي تعلمها خلال سنين حياته.
ترك الشيخ فتاح خانقين بسبب خلافه مع أحد اليهود الى إيران لمدة 3 سنوات وعاد لها في سنة 1930م وقد حسمت القضية لصالحه وأستمر هذا الشيخ بالعطاء والتدريس الى يوم وفاته عام 1942م.
كذلك كانت تقام حلقات التدريس للصغار من البنات والأولاد وتعليم الكتاتيب لتعليم القرآن والكتابة بطريقة (الزبرتيه) المتعارف عليها.
وتقوم بإعطاء الدروس والتعليم هي أخت الشيخ فتاح اسمها (رابعة) وتقوم بتعليمهم القراءة والكتابة ومن سور الجزء 30 (جزء عم) من القرآن الكريم، واستمرت رابعة بالتدريس إلى أن انتقلت إلى رحمة الله عام 1952م .
فكانت رابعة العنصر النسائي الذي يقوم بالتدريس، وأسلوب التعليم في الكتاتيب يختلف اختلافاً عن التدريس في المدارس الحالية ولم يتعلموا طرق التدريس.
لكن الموهبة والإبداع، هي من جعلتها تنبري لهذا الأمر، وتمارس تدريس الصغار على طول السنين.
كانت إدارة المسجد وخدمته تطوعاً لوجه الله والإنفاق عليه من أموالهم الخاصة خدمة لأهل المدينه وخدمةً للدين الحنيف .
أدارة المسجد بعد وفاة الشيخ فتاح.
بعد أن رحل الشيخ فتاح ووافته المنية في عام 1942م أستمر الشيخ ملا حكيم بإدارة المسجد لحين وفاته عام 1950م.
ثم جاء من بعده الشيخ ملا إبراهيم وعلى ملاك الأوقاف في الستينات تم تخصيص راتب من الحكومه بالتعيين وبقي الى سنة 1985م كإمام للمسجد حيث وافاه الأجل.
كان رحمه الله ذو علم ورجل مهاب ولايخاف في الله لومة لائم، بيته قريب من الجامع ~ حالياً البيت مهدوم لانه قديم ومتهالك ومن الطين واللبن.
ثم جاء من بعده الشيخ أحمد من أهالي حلبجة وكما وصف إنسان ذو مكانه علميه كبيره ولكنه لم يفصح عن نفسه وعن مكانته العلمية ولايعرف به إلا القليل ووافاه الأجل.
ومن ثم جاء من بعده الشيخ الملا رشيد وهؤلاء أئمة وخطباء الجامع الى عام 1990م .
بسبب الحرب العراقية الايرانية توقف الجامع لفترة سنة لترك أهالي خانقين مدينتهم بسبب الحرب وأصبح مخزن للأوقاف.
لكن تم إقامة الصلوات والخطب بعد مطالبة الأهالي لإعادة افتتاحه وقد تولى خدمة وإدارة المسجد الأستاذ لامع صوفي كريم والاستاذ محمود أدهم الذي كان يلقي المحاضرات ويأم المصلين لحين وفاته رحمه الله.
في التسعينيات من القرن الماضي كلف الاستاذ شوكت رفعت بالخطابة والإمامة، ومن ثم جاء من بعده الشيخ ئه زاد كريم، وقد كان هؤلاء متطوعين لوجه الله لخدمة الجامع.
فكان الاستاذ شوكت معلم، وأما الاستاذ ئه زاد كريم فقد كان موظف في وزاره النفط في بغداد- لكنه كان يتحمل عناء السفر من بغداد الى خانقين لإلقاء خطب الجمعة.
ومن ثم جاء من بعده عام 2003م الشيخ نوزاد سالم وبعد إكماله دراسة الماجستير أنتقل الى أربيل، وحالياً إمام وخطيب المسجد ملا أحمد كريم لحد كتابة المقال وهذا الخط التاريخي لأئمة وخطباء الجامع منذ تأسيسه الى يومنا هذا.
يجب أن لاننسى دور من خدم الجامع من المؤذنين والقائمين على خدمة الجامع متطوعين لوجه الله:-
ففي الأربعينيات من القرن الماضي كان الحافظ الملا رشيد وهو رجل ضرير وحافظ للقرآن وقد عمل نصف فترة الخدمة متطوعاً ونصفها موظف في الجامع على مديرية الأوقاف الى أن وافاه الأجل...
وكذلك ملا كريم، وكذلك شخص اسمه روبي تن وبقي 3 سنوات الى أن وافاه الأجل- وملا توفيق - وسيد نوري - وصلاح الدين - وملا رضا- هؤلاء معينين على وزارة الأوقاف مؤذنين وخدام الى فترة 2003م.
في عام 1960م قام المحسن الحاج محمد عزيز بهدم الجامع وإعادة بنائه من جديد وبقي الجامع محافظاً على هيئته الحالية وهو مسجد صغير مساحته تقريباً 350م2 يستوعب قرابة 150 شخص.
وقد جرت إصلاحات وترميمات للجامع في عام 1991م من قبل الأهالي وتبرعاتهم لادامة الجامع، وفي عام 2013م تم ترميم المسجد من قبل المحسنين وبحله جديده وقد شارك رجال المدينة بهذا العمل من أموالهم الخاصة كل من:-
شاكر رضا - المرحوم صفوت محامي - المرحوم حجي صلاح حداد - وأكرم محمد صالح - ومتبرعين آخرين.
الاستاذ تحسين حميد (أبو وريا) من مواليد 1942م، جار لجامع الشيخ فتاح وفي سنة 1948م دخل الكتاتيب في جامع الشيخ فتاح وعمره 6 سنوات...
كانت تدرسهم أخت الشيخ فتاح (رابعه)، وللاستاذ تحسين دور كبير في إدارة المسجد من الامور الادارية وكل ما يتعلق بأدامته منذ 1990م متطوعاً وما زال حتى أنه بنا داراً بعيداً عن المنطقة ولكنه بقي في الدار المجاورة الى المسجد.
مما اضطر أهله من العودة الى الدار القديمه لشدة حبه وتعلقه بالجامع وهو حالياً مدرس متقاعد كان اختصاصه جغرافية وتاريخ وهو من مثقفي خانقين وصاحب معلومات ثرية عن تاريخ خانقين وقد تم الاستعانة به في تحقيق الأحداث والتواريخ لهذا المقال مع كل الود والشكر له ..
- الأستاذ ملا علاء أن أستاذ علاء يعمل لوجه الله في تدريس القرآن في الجامع وهو صاحب صوت جميل وهو يقرأ القراءة العراقية. الحافظ علاء محمود أو كما يحلو له ملا علاء صاحب الأدب والأخلاق والدين مدرس الحلقات القرآنية وأصول التجويد منذ 1994م الى اليوم وله الفضل الكبير على تعلم أبناء المحلة من هذه الدروس وكذلك الفضل على المتعلمين من الرجال.
- الاستاذ علي كمال أدهم، صاحب الأدب والأخلاق والدين سار على خطى عمه محمود أدهم في التقدم الى إمامة الصلاة وتدريس القرآن، بعد أن نهل من العلم وهو صغير. والاستاذ علي كمال أدهم خريج كلية التربية قسم التربيةالرياضية وحالياً مدرس في احدى مدارس القضاء، وله الدور الكبير في الحركة الرياضية بالقضاء.
- اليوم يخدم الجامع وأهل محلة الحميدية تطوعاً من 1995م الى يومنا هذا ويدرس أصول تجويد القرءان بالاضافة الى إمامة الصلاة في المسجد تطوعاً.
- كاميران عادل (أبو إيمان) صاحب الأدب والأخلاق والدين ويتفرغ جزء من أوقات عمله لخدمة الجامع منذ أن كان في ريعان الشباب منذ التسعينيات من القرن الماضي، من يتعرف على كاميران لن ينساه أبداً لما يحمل من طيبة وود ومحبه للجميع ويقول أني أتشرف بكلمة خادم للجامع وخدمتي لوجه الله تعالى.
- الملا خليل محمد علي قارئ ومؤذن ومتعين على ملاك الجامع وهو رجل ضعيف البصر ولكنه عامر بالحفظ والايمان والاخلاق الطيبه، صاحب صوت وأداء جميل ومن مقرئ خانقين ويجيد القراءة العراقية للقرآن الكريم.
- نور الدين خورشيد مؤذن وخادم على ملاك الجامع صاحب أخلاق إنسان مؤدب وصاحب دين وكلما تراه تجد البسمة تعتلي وجهه في رد السلام والتحيه .
- كذلك لا ننسى الاستاذ الاستاذ خالد حميد (أبو عمر) حين يلقي المحاضرات الرمضانية بعد صلاة العصر في كل رمضان لما يحمله من علم ديني بالحديث ويشرح باللغة والكردية ويعيدها باللغه العربيه .
- الملا أحمد عبد الكريم إمام وخطيب الجامع حالياً متطوعاً لوجه الله، هو إنسان يحمل من الأخلاق والدين والمعلومات والكفاءة في اللغة العربية والإعراب من لغة القرآن رغم أنه لم يدخل كلية الآداب ولكنه من خلال القرآن وحبه تعلم قواعد اللغة العربية بصورة جيدة .
خاتمة مقال جامع الشيخ فتاح.
رجل قدم الى خانقين من بعيد وتعلم وأحب الله وبنى مسجداً ودرس فيه علوم الدين قربةً لوجه الله، لذلك أحبه الله ولحب الله أحبه الناس لأن خدمته كانت خالصة لوجه الله، لازال ذكره موجود والغريب أن الذين سألتهم والكثير منهم لا يعرفون أسم أبو الشيخ فتاح...
أن حب الله لا تحده حدود ولا أسوار بل تبقى الأعمال والأجر لكل من تعلم وصلى وعبد الله، ويدل على ذلك ما ورد في الحديث.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني .
كذلك يعود الفضل والأجر لكل من ساهم ويساهم في ادامة استمرار هذا المسجد واستمرار الخدمات الكبيرة من متطوعين تاركين جزء من أوقاتهم خدمة لله تعالى.
جعلها الله في ميزان حسناتهم وفي هذه الايام المباركه من رمضان وأواخر رمضان وليلة القدر والعيد السعيد أعاده علينا وعليكم بالخير والبركه .
وأسأل الله تعالى أني وفقت في كتابة هذه المقالة وأعتذر عن أي نقص في الإعداد والكتابة والشكر لاستاذنا تحسين حميد على ما قدمه من معلومات تاريخية .
سأل الباري عز وجل أن يرحم كل من خدم هذا الجامع ويجعله في ميزان حسناته ويتقبل الطاعات ويرحم المسلمين والمسلمات أنه نعم المولى ونعم النصير.