recent
أخبار ساخنة

بيت الفارسية" ملاك بساتين مدينة شهربان

Site Administration
الصفحة الرئيسية
بيت الفارسية" ملاك بساتين مدينة شهربان

بيت الفارسية

ملاك بساتين مدينة شهربان



 بقلم ابن شهربان 

في بحث قدمه الاستاذ الباحث والكاتب والبروفيسور ابن شهربان عن ملاك بساتين شهربان واختار في الجزء الاول من البحث عائلة بيت الفارسية تلك العائلة التي تمتلك بساتين سميت بأسم العائلة.

ارتبط تاريخ العراق مع النخلة منذ القدم حيث وجدت صورها منقوشة على الجدران والصخور في آثارهم وكثيراً ما ذكرها وتغنى بها شعراء العراق ( بغداد مبنية بتمر ~ فلش واكل خِستاوي ) .. 

سمي العراق أرض السواد... يفسر اللغويون كلمة ارض السواد بأنها الارض التي تشابكت عروق الأشجار في باطنها - وبعضهم يقول ان أرض العراق لكثرة ما فيها من نخيل فإنها تبدو للناظر عن بعد وكأنها اكتست باللون الاسود .. 

فكان الإنسان على مد البصر لايكاد يقع نظره إلاّ على المزارع والبساتين والأشجار التي غطّت البلاد وأسودّ بها وجه الأرض. 

لطالما أفتخرالعراقيون بأنّ بلدهم يضم ثلاثين مليون نخلة قبل ان تقضي الحروب وخصوصاً الحرب مع ايران على عدة ملايين منها في البصرة وزرباطية ومندلي وغيرها حيث أحترقت بساتين كاملة كانت زاهية ومن عدة قرون.

من الصعب جدا تحديد عمر البساتين القديمة في مدينة شهربان وقراها المحاذية لنهر ديالى وفروعه ومعرفة من الذي زرعها. 

اذْ ان بعضها ربما يزيد على قرنين من الزمن وقمت بالبحث بكل الوسائل المتاحة فوجدت بان أول إشارة موثقة عنها حصلت في القرن الثامن عشر تحديداً في العام ١٨٣٠ ضمن مذكرات مذكرات الرحالة الانكليزي جيمس بكنغهام (James Silk Buckingham).

الذي توجه من بغداد مرورا في شهربان الى بومباي في الهند حين ذكر بان قرية شهربان محاطة بالبساتين المسورة وجدران من الطين يمر منها نهر واحد وعليه قنطرة واحدة ...

بعد ان انجلت الحرب العالمية الأولى وسقطت الدولة العثمانية وصار العراق دولة في العام ١٩٢٢طغت اسماء خمسة عوائل على الاقل كملاك او وكلاء لهذه الاوقاف. 

هم ~ بيت الفارسية ~ وبيت الاورفلية ~ وبيت الكيلاني ~والنقيب ~ وبيت الخطيب,..

فضلاً عن عدد محدود من عوائل يهود مدينة شهربان، ومنهم الطبيب صهيون الشهرباني والذي مازال اولاده واحفاده يتوعدون في استرجاعها ... 
لم اجد اي مصدر موثوق يؤكد أحد من العوائل الخمسة أعلاه قد سكنت فعلا في مدينة شهربان، فهم كانوا من سكان مدينة بغداد، وكانت بساتينهم تدار من قبل عدد من الوكلاء المحليين البعض منكم ربما يعرف عدد من هؤلاء الوكلاء .. 
كذلك لا أعرف تحديداً متى إمتلك الملاك الحاليين هذه البساتين (الذين ذكرت اسمائهم في عدة منشورات سابقة ) ... 

ولا اعرف هل جميع ملاك البساتين الحاليين هم ملاك أصليين ام هم مازالوا مؤجرين او وكلاء بأسلوب الوقف... 

اذْ إن أغلب البساتين المحاذية لنهر ديالى وما تفرع منها من منطقة الصدور من أنهار، مهروت، وخريسان مرورا بـ التايهة وسنسل والبروانتين الصغيرة والكبيرة وضباب وذيابة والعواشق وزهيرات وابي صيدا وصولا الى مدينة بعقوبة وما بعدها كنا نعرفها باسم بساتين الوقف...

أبناء جيلي والاجيال السابقة ربما يتذكرون باننا كنا نسمع باسماء رنانة ولها ايقاع ولكننا لم نرى احداً منهم .. ومن هذه الأسماء بيت الفارسية وبيت الارفلية وبيت الكيلاني وبيت النقيب وبيت الخطيب. 

سوف ابدء بتسليط الضوء عليهم ولكن باختصار شديد... وأنا أرشح هذه الأسماء لتكون أطروحة بحث للحصول على شهادة عليا في تاريخ وتراث مدينة شهربان من أي مؤسسة بحثية .. في هذا المنشور الضوء نسلط على بيت الفارسية 
.

أولاً : بيت الفارسية

إن عائلة الفارسية الذين يتملكون أراضيٍ وبساتين في مدينة شهربان ومنصورية الجبل والسعدية والزاوية وغيرها .. 
كانت هذه الاملاك تدار من قبل وكلاء وهم عوائل معروفة في شهربان وقراها ففي شهربان لهم بستان كبيرة تمد خلف السوق القديم ومحلة الرمادية .. 

وتشمل المقطع بين المقام والعرصة طولا وبين محلة الرمادية وحديقة الزعيم عرضاَ وأن الشارع الذي يبدأ من فلكة الرمادية باتجاه الحي العصري يمر من وسطها... قبل ان تم استحداث هذا الشارع لقد كانت قطعة واحدة ولهم وكلاء يشرفون عليها. 

ومنهم السيد "عبد الرحمن جبر حمد الطائي الذي كان يسكن قرية الجلالي والسيد "ابراهيم علو الزهيري...
ولهم بساتين في قرية الجلالي وكان وكيلها الشيخ ابراهيم الكاظم الربيعي قبل ان ينتقل الى قرية الحساوية في العام ١٩٦٣......... 

بيت الفارسية هم من الأسر البغدادية القديمة وهناك رأيان بخصوص تبعية أصولها~ الاول انها تركية الأصل ~ والثاني يعدها من الاسر العربية الشمرية... 

أن هذه العائلة العراقية العريقة ليس لها علاقة بالفرس، الا ان جدهم كان يتقن اللغة الفارسية وكان يعمل مترجماً لها في ديوان ولاية بغداد في عهد الوالي داود باشا آخر ولاة المماليك في العراق الذي عزل في العام ١٨٣٢... 
لهذه العائلة البغدادية ماضٍ مشرف وتاريخ مجيد وذاع صيتها وشهرتها في العراق في القرن الثامن عشر والقرن التاسع .. 
ومن ابرز رجالها هو عميد هذه الاسرة السيد رفعت بن علي الفارسي وهو كاتب الفارسية سنة ١٨٨٥ وكان يعرف بالعهد العثماني باسم عثمان عزت إذ تم تعيينه في دائرة ولاية بغداد سنة ١٩٠٥وفي سنة ١٩١٤ تم تعيينه رئيساً لبلدية بغداد... 
ولكن الذي حصل في أخر شهر من تلك السنة هو فيضان نهر دجلة الذي اغرق جانب الرصافة في بغداد وبسببه أعفي من منصبه .. 
وقد ذكر المؤرخ العراقي عباس العزاوي بكتابة تاريخ العراق بين احتلالين بأنه في يوم ٦كانون الأول من عام ١٩١٤ اجتاحت المياه أطراف بغداد بصورة لم يسبق لها مثيل. حيث دخلت المياه الأزقة وغمرت مقر الجيش وغيره من المرافق وحصل خرابٌ كبير واعتبر هذا الأمر إهمال وتقصيراً من قبل السيد عزت الفارسي رئيس بلدية بغداد. 
وذلك لكونه المسؤول عن أمر إزالة السدة القديمة الواقعة على نهر دجلة والتي صممت لصد المياه وحماية مدينة بغداد من الغرق، فتم عزل السيد عزت الفارسي وتعيين رفعت بك الجادرجي بدلا عنه. 
عندما قامت القوات البريطانية باحتلال العراق في عام ١٩١٧ ألقت السلطات البريطانية القبض على السيد عزت الفارسي وشخصيات عراقية أخرى وقد تم نفيهم الى الهند حيث بقي معتقلا سنتين هناك. 
وبعد عودته الى العراق قام بممارسة الزراعة اعواماً طويلة، وفي عام ١٩٣٩ تم انتخابه ليكون نائباً لرئيس غرفة زراعة بغداد ثم تولى رئاستها لاحقاً .

عزت الفارسي تفرغ الى مجلسه حتى اصبح من المجالس المشهورة حسب ماذكره المؤلف ابراهيم الدوري بكتابه (البغداديون) حيث تولى عنايته حتى وفاته عام ١٩٥٩. 

فأعقب اخيه السيد نصرت الفارسي المولود سنة ١٨٩٤ في بغداد والذي تخرج من الحقوق سنة ١٩١٤ ثم انتمى الى دورة الضباط الاحتياط في بغداد .. 

وأثناء الحرب العالمية الأولى اسره الانكليز وتم نقله إلى معتقل في مدينة الاسكندرية في مصر .. ثم اطلق سراحه سنة ١٩١٩ .. 

عاد السيد نصرت الفارسي الى بغداد وزاول مهنة المحاماة ثم انتخب نائباً في مجلس النواب عام ١٩٢٥ بعدها تم تعيينه وزيراً للمالية في وزارة السيد ناجي شوكت عام ١٩٣٢... 

ثم توالت عليه المناصب أذْ عين ممثل العراق الدائم في عصبة الأمم المتحدة في جنيف حتى الغائها فعاد الى بغداد وعين وزيراً للاقتصاد، ثم وزيراً للخارجية في وزارة السيد نوري السعيد السابعة، بعد ذلك تولىه عدد من المناصب حتى قيام ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨.
كما كان يفعل اخيه عزت الفارسي اهتم اهتماماً كبيرا بمجلسه وكان انسان ذواق ومبالغ في ديكور مجلسه حسب ما وصفه السيد خالد الدرة في مجلة الوادي... 
السيد نصرت الفارسي اعقب ثلاثة اولاد وبنت اسمها "نصرية والتي تزوجت من السيد داود باشا الحيدري وهي أم السيدة لمعان الحيدري. 

التي كانت في أيامها من اجمل نساء العراق وهي التي خطبها المطرب فريد الأطرش فرفضته فغنى فيها أغنيته الشهيرة ~ يا ريتني طير لاطير حواليك ... 

قضى السيد نصرت الفارسي ايامه الاخيرة بهواية لم تفارقه طوال حياته وهي الاهتمام بمجلسه وقراءة الكتب الى ان اصيب بكسر في الحوض عانى منه كثيرا حتى وفاته في ١٣ /٨ / ١٩٧٩ فمات بين كتبه ومجلسه... 
برز من هذه العائلة رجالاً ونساءً مشهورين آخرين ومنهم السيد رفعت الفارسي ابن عزت الفارسي والذي شغل منصب مدير لشركة التأمين الوطنية العراقية
المصادر:- 
* ذاكرتي الشهربانية. 
* خالد خلف داخل (جريدة التآخي). 
* إبراهيم الدوري (كتابه البغداديون). 
* عباس العزاوي (كتابة تاريخ العراق بين احتلالين). 
* خالد الدرة (مجلة الوادي).
<<سابق ... مقال اخر للكاتب ... لاحق>>
google-playkhamsatmostaqltradent