recent
أخبار ساخنة

ذكريات من الماضي: سلاح الغدر وعِبر الحاضر.

Site Administration
الصفحة الرئيسية
الحجم
محتويات المقال

 ذكريات من الماضي: سلاح الغدر وعِبر الحاضر.

بقلم: خوام الزرفي.

مقدمة عن الذكريات وتأثيرها على واقعنا، الذكريات هي مفتاح لفهم ماضينا واستشراف مستقبلنا. من خلالها نستطيع تقييم مواقفنا وتحديد مدى انسجام أفعالنا مع قيمنا ومبادئنا. في هذا المقال، نستعيد إحدى الذكريات التي تسلط الضوء على مسألة الشجاعة والقيم من منظور تاريخي وثقافي، مع نقد بناء يساعدنا على تحسين الحاضر. وفي مقال اخر للكاتب صاحب الوجهين.

ذكريات من الماضي: سلاح الغدر وعِبر الحاضر.
 ذكريات من الماضي: سلاح الغدر وعِبر الحاضر.

حديث في مقهى لندن: الصدمة الثقافية.

ذات يوم، في مقهى وسط لندن، كنت أجالس رجلًا عجوزًا إنكليزيًا خدم في قناة السويس لربع قرن. بحكم تجربته الطويلة، كان على دراية بعادات وسلوكيات أبناء الشرق الأوسط. خلال الحديث، بدأ النقاش بالفخر الزائد عن الماضي، حيث كنا نقول: "نحن فتحنا نصف الأرض".

من ذاكرتي " يجالسني في مقهى وسط لندن رجل عجوز انكليزي خدم في قناة السويس ربع قرن يفهم عادات وسلوكيات أبناء الشرق الاوسط.يجري الحديث وليس في جعبتنا غير الفخر" نحن" ونحن فتحنا نصف الارض، ومن كثر التكرار ضجر وغضب وقلما هم يغضبون!!! 

انتقاد مباشر وصادم.

لكن الرجل العجوز، وبأسلوب صريح نادر، قاطعنا قائلاً:

"أنتم لا تمتلكون الفروسية والشجاعة!"وقال انكم لاتمتلكون الفروسيه والشجاعه!! أردت ان أصفعه وهذا عاده من يخالفك الراىء هكذا تربينا!!! أنت الصح وغيرك على خطأ!!! قلت كيف؟  قال انظر الى سلاحكم سلاح الغدر "الخنجر" من قريب يطعن من يريد قتله!!!

هذا التصريح كان صادمًا بالنسبة لي. أردت الرد عليه بغضب، إذ اعتدنا في ثقافتنا على رفض أي رأي مخالف بأسلوب حاد. لكنه أوضح وجهة نظره قائلاً: "انظر إلى سلاحكم: الخنجر. هو سلاح الغدر، يقتل من قريب دون مواجهة مباشرة."وقال نحن لا نقتل من يقع السلاح من يده.

هنا! رجعت ووقفت أعيُد الذاكره لو يعلم ؟ هذا العجوز كم قتل في مناطقنا من رجال، من بين الاشجار والبساتين / وانا من واقع تكثر فيه البساتين والنحيل. لم يعرف المقتول لم قتل! ويجهل من هو قاتله !! وتضيع الجريمة وتقيد بأسم مجهول!!

نظرة إلى الماضي: صفحات من التاريخ.

كلماته دفعتني للتفكير بعمق. لو فتحنا صفحات التاريخ لوجدنا نماذج مشرقة من الرجولة والفروسية، كما سنجد أيضًا صفحات مظلمة مليئة بالغدر والخيانة.

لو قلبنا صفحات من صفحات التاريخ ؟ لوجدنا هنالك صفحات بيضاء من الرجوله والفروسيه، ووجدنا صفحات ايضا في بطون صفحات التاريخ، اشباه رجال لايمتون بصله للقيم والفروسيه والشيم العربية.نحن بشر لا نختلف عن غيرنا.

قيم الفروسية في التاريخ العربي.

التاريخ العربي مليء بالقصص التي تبرز شجاعة الرجال وقيمهم النبيلة. من أمثلة ذلك، فرسان العرب الذين كانوا يحترمون العدو الجريح ولا يقتلون الأعزل.

المفارقة في الواقع المعاصر.لكن واقعنا اليوم يعكس أحيانًا صورة مغايرة. في بعض الحالات، تضيع الجريمة في طيات الغموض، ولا يُعرف القاتل ولا السبب وراء الجريمة. هذه الممارسات لا تعكس قيمنا الحقيقية التي نفخر بها.

بين الفخر بالماضي والنظر للمستقبل.

الفخر بالماضي أمر طبيعي، لكنه يصبح عبئًا إذا تحول إلى حُجّة للتقاعس عن الحاضر. كما يقول الشاعر:

كن أبن من شئت وأكتسب أدباً          
               يغنيك محمودة عن النسب
أن الفتى مــــــــن قال ها أنا ذا          
            ليس الفتى من قال كان أبي

التحدي الحقيقي: العمل لا الادعاء: اليوم، نحن نعتمد على ما يزرعه ويصنعه الآخرون، في حين نتغنى بماضٍ كنا فيه روادًا. السؤال هنا: متى نراجع أنفسنا؟ متى نبدأ بالعمل على مستقبل يليق بتاريخنا؟

كلكم لادم وادم من تراب الفخر بما يقدمه الشخص للانسانيه وقومه من سعاده ورقي وليس الادعاء الفارغ كنا وكنا وكان، اليوم ناكل مايزرعه غيرنا ونلبس مايصنعه الكفار ونركب مانستورده من لادين لهم!!! متى نراجع الذات .لننظر للمستقبل ونترك ماكنا .وكنا وكان متى ومتى

خاتمة: دعوة للتغيير؟ الرجولة الحقيقية ليست في الادعاء الفارغ بالماضي، بل في العمل الجاد لبناء مستقبل أفضل. كما يقول المثل:

"ليس الفتى من قال كان أبي، ولكن الفتى من قال ها أنا ذا."

دعونا من هنا نستفيد من ماضينا،  تحليل نقدي للمقال نتعلم من أخطائنا، ونعمل لبناء مستقبل يُعيد لنا مكانتنا وقيمنا الحقيقية.


بقلم الاستاذ
خوام مهدي صالح الزرفي

google-playkhamsatmostaqltradent