recent
أخبار ساخنة

شريعة تانج: لوحة من الماضي تعكس جمال بروانه الكبيرة.

Site Administration
الصفحة الرئيسية

 شريعة تانج: لوحة من الماضي تعكس جمال بروانه الكبيرة.

بقلم /خوام الزرفي.

ذكريات شريعة تانج وموقعها الفريد تقع شريعة تانج على ضفاف نهر خريسان في قرية بروانه الكبيرة، وهي شاهدة على تاريخ مليء بالحب والحياة. كان صوت الماء المتدفق هنا لا ينسى، وحتى مع مرور الزمن، يبقى أثره محفورًا في الذاكرة. 

شريعة تانج ليست مجرد مكان، بل قصيدة من الماضي تلهم من يزورها بتأملات عن الأيام التي كانت تعج بالسعادة. وفي مقال اخر للكاتب كلاشنكوف سلاح التاريخ في صراع العروش.

شريعة تانج: لوحة من الماضي تعكس جمال بروانه الكبيرة.
 شريعة تانج: لوحة من الماضي تعكس جمال بروانه الكبيرة.

أنين الماء يبقى بعد ما يفنى الوجود ! شِّريعِة ~ تانج ~ على ضفاف نهر خريسان في بروانه الكبيره  عندما  كان يمر بها وأندثر من سنين طويلة  مشكلة الكثير من الناس ليس النسيان ولكن كثرة الذكريات التي لها قلبا لا ينبض، الا في الليل!!

الماضي العريق لشريعة تانج.

في الماضي، كانت شريعة تانج مكانًا يجمع الأصدقاء والأهل في أجواء مفعمة بالحب. على شواطئ نهر خريسان، كانت الشريعة مركزًا للحياة اليومية، حيث يلجأ إليها الشباب بعد يوم طويل من العمل في البساتين ليستمتعوا بلحظات من المرح والانتعاش.

الاماكن القديمه قصص بلا لسان عندما تمر بها تثير شجون، تتكوم عقود من السنين أمامك تفترش رصيف قلبك لتقول هنا كانت حياة تصرخ بالمحبه والبهجه سحقتها عجلة هوجاء وتركتها دياراً مقفرةً موحشة.

قبل فتره عرجت بالقرب من (شريعة تانج) وعصف بي شوقٌ من بداية الزمان لينثر هيلاً ونعناعاً من شواطئ نهر المحبه والعشق الالهي!!بروانه الغافيه على ماء الكوثر، شعر رأسها تمشطه مياه ديالى، ورجليها يغسلهما نهر خريسان، القريه الهانئه العاشقه لبساتينها الحالمه بالمحبه!!

هناك اماكن على نهر خريسان لها ذكرى، كلها جميله، لكن ختامها مسك عند شريعة تانج، يجاورها ~ الصوجاغ ~ الذي يصرف المياة الفائضة الى عروسة ديالى، والذي أنشأ بالقرب منها مشروع الماء!!

دوامة "صويرة" وسحر الطبيعة.

تميزت شريعة تانج بظاهرة طبيعية فريدة تُعرف بـ"الصويرة"، وهي دوامة مائية تشكلت في وسط الشريعة، تجذب كل ما يطفو على السطح إلى أعماقها. كانت هذه الظاهرة تشكل تحديًا ممتعًا للشباب الذين اعتادوا على السباحة هنا وممارسة ألعاب خطرة مثل "الـچلاق"، حيث يتنافسون بمهاراتهم وشجاعتهم.

هذه الشريعه التي تكون في وسطها دوامة نهرية (صويره) هكذا نطلق عليها، هي حركة الماء بشكل دائري يسحب الجسد والعوالق الطافية الى القاع بسرعه غريبه!!  أكثر الشباب يتوجه أليها أحياناً، بعد العودة من البساتين عند نهاية العمل ليغسل ويزيل ما علق به من تراب وعرق واخرى. 

في الصيف الماء غزير ويصل الى نهايه بعقوبه، يسقى بساتين كل القرى التي كانت جيراناً لهذا النهر الخالد ويمر بها!! لا مثيل له بالسرعة والصفاء!!  الماء يجري سريعاً قوياً يحمل احياناً فواكهاً يلقى بها من البساتين التي تكون قريبة من بيوتات الدراويش وحتى الخيار !! .

ألعاب الشباب وأوقات المغامرة.

تعددت الأنشطة في شريعة تانج، من الوثب إلى الماء (إزريج) إلى القفز بحركات بهلوانية تُعرف بـ"الدقله". ساعات المرح كانت تمر سريعًا وكأنها لحظات، لينتهي اليوم بمشهد غروب الشمس الذي ينعكس على مياه نهر خريسان، ما يضيف إلى المكان سحرًا خاصًا لا يُنسى.

هناك لعب اخترعها الشباب لقضاء الوقت واخطرها (الـچلاق) يغطس اللاعب في الماء ليظهر فجاه وينقلب على ظهره وتكون ساقيه في الهواء ليهوي بها على الخصم !وكذلك الوثوب الى الماء أو ما يسمى (إزريج) أو (الدقله) تمر الساعات قصار على الشباب كانها لحظات احيانا تستمر الى مغيب الشمس!! 

كانت لوحة جميله بالوانها الزاهيه والكثير ممن يسبح عارياً ولايجلب الانتباه وخاصه عندما يكون العدد قليل فقط مابين المعارف (العرف).

الشمس والبساتين: لوحة من الطبيعة.

في الصباح، كانت أشعة الشمس تخترق البساتين المحيطة، معلنة بداية يوم جديد مليء بالحيوية. كانت هذه البساتين، بثمارها وأشجارها، تعكس جمال الطبيعة الخلابة في بروانه. أما نهر خريسان، فقد كان يفيض بالماء الذي يروي الأراضي الزراعية المحيطة، ليحول المنطقة إلى لوحة فنية تسر الناظرين.

أما صباحا تكون الشمس تطل من وراء البساتين!! شرارة شوق احرقت سنين ونحن نمر بالقرب منها!! يا قنديل محبه علقت باهداب فرح عميق!!! كانت ايام نقائها طلاسم تناسقت بها البهجه وصفاء السريره!! يا تراتيل عفويه عاشت وبقت شذا عالقا في سماء الموده!!!!

تغيرات الزمن وأثرها على شريعة تانج.

مع مرور الزمن، تغيرت ملامح شريعة تانج. أصبح النهر شاهدًا على أحلام تبعثرت وذكريات تراكمت، وكأن عجلة الزمن قد سحقت البهجة التي كانت تملأ المكان. اختفى صوت الفرح والضحكات، وحل محله الهدوء الذي يحمل في طياته ألم الفراق.

شِّريعِة ~ تانج ~ بروانه الكبيره ، بقلم /خوام الزرفي

هاجر خريسان الى حيث شاء الذين أرادوا، حمل معه مواسم الفرح والخير واصبح ماءه هنا أعواد مشانق لأحلام كانت فقيره !! خريسان بعدت وحملت معك فرح الناس هل اتعبتك دوران الارض لتهرب عن احبابك ياعذاب الجروح على فراقك !! أصبحت صرخه بلا صوت وأنت تهرب بعيداً !

شريعة تانج: ذكرى لا تُنسى.

على الرغم من التغيرات، ستبقى شريعة تانج رمزًا للمحبة والتآخي، تحمل في طياتها حكايات الماضي الجميل. لن ينساها من عاش أيامها الذهبية، حيث كانت المياه تغسل الهموم، وكانت الأوقات التي قضيت هنا مليئة بالأمل والحب. أصبحت صرخه بلا صوت وأنت تهرب بعيداً ! ذهبت أوقات (الشص) و(الزهر) وكانت أياماً كنا نظنها سرمدية، كانت الساعات تموت على ضفافك !!كنت تفور شوقا وانت تلامس اهلك وهم يسبحون !! 

أه يا شريعة تانج كم ذهب فيك زمنا كانه اجنحة امل!! وأخيراً يا شريعة تانج التي التي كنت بلسما اصبحت رحى تطحن الامل!! يا شريعه الزمان كنت كالصابون تحتك بجميع الاوساخ ولكنها تبقى نظيفه وهكذا كنت!!

الخاتمة: شريعة تانج ليست مجرد مكان، بل هي ذكرى تحمل عبق الماضي وروعة الطبيعة. إنها شاهد على حياة مليئة بالحب والفرح، وستظل رمزًا خالدًا لمن عرف قيمتها وأحبها. لم تكن شريعة النواب التي يغنيها يوسف عمر (بشرية النواب يسبح) كنت الاجمل وستبقين كذلك لمن أسعده الزمان وسبح في احضانك!! ياشريعة الالفه والتاخي !!!.


google-playkhamsatmostaqltradent